تمرير

أطباء بلا حدود: أي لقاحات مستقبلية لمرض كوفيد-19 ينبغي أن تباع بسعر التكلفة وأن تكون متاحة للجميع

3 يونيو 2020
نشرة صحفية
شارك
طباعة:

ينبغي على الحكومات أن تضع قيوداً على الأسعار وأن تتعهد بدفع المليارات مقابل شراء اللقاحات للبلدان النامية

جنيف، 2 حزيران / يونيو 2020 – حثت منظمة أطباء بلا حدود قادة العالم على مطالبة شركات الأدوية بالالتزام ببيع أي لقاحات مستقبلية محتملة لمرض كوفيد-19 بسعر التكلفة، حيث يستعد التحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي" لإطلاق آلية عالمية للتفاوض مع الشركات حول هذه اللقاحات، ويناشد الحكومات لإنشاء صندوق لشرائها للدول النامية. وسيتم إطلاق الصندوق على هامش مؤتمر الإعلان عن التبرعات الثالث الذي يقيمه التحالف العالمي للقاحات والتحصين يوم الخميس، والذي تم إنشاءه قبل 20 عامًا بهدف دفع تكاليف اللقاحات لأفقر دول العالم.

وقد أشار العديد من رؤساء الدول بالفعل إلى لقاحات مستقبلية لمرض كوفيد-19 باسم "المنافع العامة العالمية" و "لقاح الناس"، ولكن لا تزال ترجمة هذه البيانات السياسية المهمة إلى خطط ملموسة لشراء لقاحات كوفيد-19 المستقبلية لم يتم تحديدها بعد. ويحاول التحالف العالمي للقاحات والتحصين سد هذه الفجوة من خلال إطلاق آلية لزيادة نطاق القدرة التصنيعية للقاحات الناجحة المحتملة وتمويلها لمجموعة من البلدان النامية. كما تجري مناقشة كيفية موافقة الحكومات على توزيع اللقاح بشكل عادل وضمان تحديد الأولويات الشفافة والموضوعية، فيما تقود منظمة الصحة العالمية عملية تطوير إطار للتخصيص المنصف. وقد نبهت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن نجاح هذه الجهود يتوقف على التزام الحكومات بهذا الإطار وأن تكون المصلحة المشتركة فوق المصالح الوطنية الفردية.

ووفقًا لـكبيرة مستشاري سياسة اللقاحات في حملة منظمة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية، كيت إلدر، "يحتاج كل من الحكومات والتحالف العالمي للقاحات والتحصين إلى مطالبة شركات الأدوية بأن تكون أكثر وضوحًا وشفافية حتى نتمكن من معرفة التكلفة المحتملة لإنتاج لقاحات كوفيد-19. ويبدو أن الجميع يتفقون على أنه لا يمكننا تطبيق مبادئ العمل كالمعتاد في الوضع الراهن، حيث يتمكن مقدمو العروض الأعلى على حماية شعوبهم من هذا المرض أولاً، بينما يتم ترك بقية العالم وراء ظهورهم. وينبغي على الحكومات ضمان بيع أي لقاحات لكوفيد-19 في المستقبل بسعر التكلفة وإتاحتها للجميع في كافة أنحاء العالم ".

قدمت الحكومات والجمعيات الخيرية، حتى الآن، أكثر من 4.3 مليار دولار أمريكي لشركات الأدوية للبحث والتطوير في مجال إنتاج لقاح لمرض كوفيد-19. ومع ذلك، وبشكل عام لم يتم إدراج أي شروط على إمكانية الوصول أو القدرة على تحمل التكاليف كشرط مسبق لأي من هذا التمويل. ويهدف صندوق لقاحات كوفيد-19 الذي يتم إنشاؤه من قبل التحالف العالمي للقاحات والتحصين إلى جمع المليارات لدفع زيادة الطاقة الإنتاجية للقاحات في المستقبل، وتأمين سعرها، ولكن لا يوجد أي ضمان على الإطلاق بأن شركات الأدوية ستفرض أسعارًا معقولة.

صندوق تم تصميمه من قبل التحالف العالمي للقاحات والتحصين، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، والبنك الدولي وغيرهم في عام 2009 لدفع تكاليف لقاحات الالتهاب الرئوي التي جعلت منها شركات الأدوية معاناة بسبب المطالبة بسعر مرتفع نسبيًا للقاح، تاركة حكومات البلدان النامية التي اضطرت إلى تولي مسؤولية دفع ثمن لقاح على المدى الطويل وبأسعار لا يمكن تحملها. وعلى الرغم من الدعم البالغ 1.5 مليار دولار والذي تم توزيعه إلى حد كبير على شركتي فايزر وغلاكسو سميث كلاين في محاولات لتأمين إمدادات كافية من لقاحات الالتهاب الرئوي للبلدان النامية، إلا أنه لا يزال هناك نقص في الإمدادات في كافة مراحل مبادرة التمويل. بالإضافة إلى ذلك، تم استبعاد المنظمات الإنسانية مثل منظمة أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات غير الحكومية من الآلية، وقد أدى ذلك إلى عدم قدرة منظمة أطباء بلا حدود على الوصول إلى لقاحات الالتهاب الرئوي بالسعر الذي تم التفاوض عليه من قبل التحالف العالمي للقاحات والتحصين حتى عام 2017، بعد أن قضت منظمة أطباء بلا حدود سنوات في حملة للحصول على أدنى سعر عالمي لقاحات الالتهاب الرئوي. ينبغي أن نتعلم دروساً من تلك التجربة – من الضروري تحديد سعر اللقاحات بسعر التكلفة منذ البداية، لأنه بمجرد الموافقة على الأسعار، لم يكن التحالف العالمي للقاحات والتحصين في وضع يمكنه من للتفاوض على أسعار أقل في وقت لاحق.

ووفقًا لمدير حملة منظمة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الدكتور سيدني وونغ،: " بالتأكيد في البداية، يمكننا أن نتوقع أن الطلب العالمي سيتجاوز القدرة التوريدية للقاحات كوفيد-19 المستقبلية. وفي حين أنه من المشجع أن العديد من قادة العالم زعموا أن اللقاحات المستقبلية ستكون منافع عامة عالمية، إلا أن هناك قلق حقيقي من أن المصالح الوطنية يمكن أن تؤدي إلى التدافع على من يستطيع شرائها أولاً. كما ينبغي أن تلتزم الحكومات والتحالف العالمي للقاحات والتحصين بنظام تخصيص عالمي شفاف وموضوعي يقضي بإعطاء الأولوية -على أقل تقدير – لإمكانية الحصول على اللقاحات للعاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية والأشخاص الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بالمرض الشديد والوفاة في جميع أنحاء العالم. وفي ظل عملنا في كافة أنحاء العالم، شهدت منظمة أطباء بلا حدود الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الأمراض ويموتون بسبب عدم وجود أدوات طبية ذات أسعار مقبولة. وفيما ننتظر بفارغ الصبر اللقاح الفعال لمرض كوفيد-19، فلنتأكد من أن لا يعيد التاريخ نفسه. يجب أن نعتمد على بعضنا البعض للقيام بالأمر الصحيح، وسيتعين على الحكومات والمجتمع المدني محاسبة كل دولة ".

وإقرأ المزيد على موقعنا الدولي: