تمرير

أفغانستان: أطباء بلا حدود تفتتح مركزاً لعلاج كوفيد-19 في هرات

7 يوليو 2020
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
أفغانستان
شارك
طباعة:

28 يونيو 2020، هرات: تعزز منظمة أطباء بلا حدود في غرب أفغانستان، استجابتها لجائحة كوفيد-19 في إقليم هرات، وهي ثاني أكثر منطقة تضرراً بالفيروس بعد كابول. وسيُفتتح اليوم مركز أطباء بلا حدود لعلاج كوفيد-19 في مستشفى غازر غا ليستقبل أوائل المرضى.

وتقول كلير سان فيليبو، منسقة مشروع أطباء بلا حدود في هرات: "نفتتح اليوم وحدة علاجية لتقديم الرعاية للمرضى ذوي الأوضاع الشديدة ولدعم قدرة وزارة الصحة على إدارة حالات كوفيد-19. وبعد أربعة عقود من النزاع الممتد، يزيد تفشي كوفيد-19 من تفاقم الوضع الحرج في أفغانستان".

ومنذ وقوع أول حالة مؤكدة بكوفيد-19 في أفغانستان في هرات في نهاية فبراير، استمر عدد الحالات في التزايد. في بداية الجائحة، رجع عدد كبير من الأفغان (أكثر من 159 ألف شخص في شهر مارس فقط، وفق منظمة الهجرة الدولية) من إيران، البلد المتضرر بشدة من الجائحة. ولهذا السبب، كانت هرات طريق عبور للكثير من الأفغان للعودة إلى مناطقهم، وكانت أول بؤرة لتفشي المرض في أفغانستان. والآن هرات هي ثاني نقطة ساخنة لكوفيد-19 وفيها نحو 4,500 حالة مؤكدة، حتى تاريخ 22 يونيو.

مع ذلك، لا تقدم هذه الأرقام صورة دقيقة عن الوضع الإجمالي. وتبقى معظم حالات كوفيد-19 في هرات غير مكتشفة كما هو الحال في أنحاء البلد. وحتى 22 يونيو، لم يُفحَص سوى 64,585 شخصاً في أفغانستان من مجموع السكان المقدر عددهم بـ 37.7 مليون نسمة. وهناك نقص مزمن في قدرات الفحص. وقد تزايد عدد الحالات الشديدة في مستشفى شايداهي في هرات من 50 مريضاً في بداية شهر مايو إلى 125 مريضاً في بداية يونيو. وفي منطقة الفرز بمستشفى هرات الإقليمي، هناك ما بين 5 إلى 10 حالات بوضع حرج من أصل كل 100 مريض تقريباً يأتون إلى المستشفى في اليوم – ويبدو أن الحجم الحقيقي لانتقال المرض ضمن المجتمع مازال غير معروف إلى حد كبير.

واستجابة للجائحة في هرات عند بداية التفشي، كانت فرق أطباء بلا حدود قد بدأت بتطبيق إجراءات السيطرة على العدوى والوقاية منها في المرافق الصحية التي كانت تعمل فيها؛ في عيادة للنازحين على أطراف هرات ومركز التغذية العلاجية المكثفة في مستشفى هرات الإقليمي.

في أبريل، أنشؤوا كذلك آلية فرز ضمن فحص المرضى تجاه كوفيد-19 في عيادة النازحين وفي مستشفى هرات الإقليمي لضمان الكشف المبكر عن الحالات وإنشاء نظام إحالة فعال للحالات المشتبهة إلى المرافق الصحية المناسبة.

وتضيف كلير سان فيليبو: "الآن مع افتتاح مستشفى غازار غا الذي يضم 23 سريراً، ننوي زيادة مستوى الرعاية لمرضى كوفيد-19 ذوي الحالات الشديدة الذين بحاجة للأوكسجين وتخفيف الضغط عن مركزي علاج كوفيد-19 القائمين في مستشفيي شايداهي وليبرتي، المثقَلَين بالمرضى".

ومن أجل التركيز على إدارة الحالات الشديدة، لن يستقبل مستشفى غازر غا المرضى الذين يأتون بدون إحالة. وسيُحال جميع المرضى بشكل رئيسي من قسم الفرز في مستشفى هرات الإقليمي.

وبعد أربعة أشهر من تسجيل أول حالة، مازال الوضع خارجاً عن السيطرة، ويشكل مَنْعُ انتشار الفيروس تحدياً. ومما يصعّب إمكانية غسل اليدين بشكل متكرر والعزل المنزلي والتباعد الاجتماعي العدد الكبير لأفراد الأسر والمساكن المكتظة مع عدم توفّر الماء والصرف الصحي والتهوية على نحو كافٍ، إضافة إلى المستويات العالية من التفاعل الاجتماعي والفقر. بعض الناس الذين لديهم أعراض ذات صلة بكوفيد-19 مازالوا يُحجمون عن طلب الرعاية الصحية.

وبسبب الارتفاع الشديد للحالات بعد العيد، يبدو أن الإنكار السابق من قبل المجتمع لوجود كوفيد-19 لم يعد ممكناً، والناس يشعرون بالذعر. هناك شائعات منتشرة عن مراكز كوفيد-19 وبعض الناس خائفون من ألَّا تُتبع طقوس الدفن الدينية والتقليدية إذا مات الشخص بعد طلب العلاج – وهو أمر لا يحصل. مع ذلك، من الضروري للمرضى عدم الانتظار قبل طلب العلاج، فالوصول إلى المستشفى بعد مرور الوقت يقلل من فرص التعافي.

بالنسبة لمرضى الأمراض الأخرى غير كوفيد-19، فالوضع كذلك يشتمل على تحديات. والعدد الكبير من الطواقم المصابة في المرافق الصحية يحد من قدرتهم على تقديم الرعاية. ومنذ منتصف مايو، تم إدخال عدد كبير من الأطفال المصابين بسوء تغذية إلى مركز التغذية العلاجية التابع لأطباء بلا حدود في وقت تبذل فيه أطباء بلا حدود جهدها للحفاظ على القدرة السريرية الكاملة بسبب الإصابات بين طواقمها.

تدير أطباء بلا حدود ستة مشاريع في خمسة أقاليم في أفغانستان: هي هلمند وقندهار وهرات وخوست وقندوز. وفي إقليم هرات تدير أطباء بلا حدود عيادة للنازحين في كادستان/شايداهي على أطراف هرات وتدعم وزارة الصحة العامة في جناح سوء التغذية في مستشفى هرات الإقليمي. في عام 2019، قدمت أطباء بلا حدود نحو 101,869 استشارة خارجية، وساعدت في 61,881 ولادة وأجرت أكثر من 9,953 تدخل جراحي. ولا تقبل أطباء بلا حدود لعملها في أفغانستان تمويلاً من أي حكومة بل تعتمد فقط على تبرعات الأفراد والمؤسسات الخاصة.

وإقرأ المزيد على موقعنا الدولي: