تمرير

السودان: يجب تعزيز الخدمات المقدمة للاجئين وإلا فستحل كارثة

13 يناير 2021
قصة
الدول ذات الصلة
إثيوبيا
شارك
طباعة:

هانو ياغوب، منسق الطوارئ بالإنابة لدى أطباء بلا حدود في القضارف بالسودان، يصف الوضع في مخيم أم راكوبة حيث التجأ 15,000 شخص هرباً من العنف في إثيوبيا

"عندما وصلت إلى مخيم أم راكوبة منتصف نوفمبر/تشرين الثاني كان الناس يأتون بأعداد كبيرة. وكل يوم يأتي المزيد: كبار في السن ويافعون وأطفال ونساء حوامل، رغم أن الغالبية هم من الشباب بين سن 15 و 25.

يتحدث اللاجئون عن التجربة الصادمة التي مروا بها عندما اندلع القتال في منطقتهم في إثيوبيا وعن الرعب الذي عاشوه. ولم يلبثوا إلا أن اتجهوا إلى السودان على الفور.

لم يكن لديهم وقت ليفكروا في أي شيء سوء الهرب. لم تتسنَّ لهم حتى فرصة حصاد محصولاتهم أو سحب بعض المال من البنك. ومعظمهم لم يتمكنوا من جلب أي شيء معهم سوى ملابسهم التي عليهم. وما زالوا لا يعرفون ما الذي حدث لِما تركوه خلفهم.

قضوا زمناً طويلاً في الارتحال وجاؤوا من مناطق مختلفة وعانوا الكثير من المصاعب في الطريق، فالمنطقة جبلية وفيها الكثير من التلال والأنهار التي يتوجب عبورها. كان البعض يستقلون الجرارات لكن الغالبية كانوا يمشون.

وصل نحو 52,000 لاجئ إلى السودان حتى الآن، عبر مدينة حمداييت في ولاية كسلا والقرية رقم 8 في ولاية القضارف على الحدود السودانية الإثيوبية، قبل نقلهم إلى مخيم أم راكوبة.

يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني بدأت أطباء بلا حدود إدارة عيادة جوالة في مخيم أم راكوبة. كان الناس يعانون من الإرهاق العام بعد الرحلات الطويلة التي قطعوها، إضافة إلى ما يعانونه بفعل تغير ظروف المعيشة، وتغير الطقس والطعام.

في الأسابيع الأولى كان من الصعب التعامل مع العدد الكبير من الناس فيما يخص الخدمات. لم يكن وضعاً جيداً للاجئين – كان هناك نقص في الماء والغذاء؛ لم يكن هناك ما يكفي من المأوى ووضع النظافة متردٍ. ويضطر الناس لقضاء حاجتهم في العراء بسبب عدم وجود ما يكفي من مراحيض.

بالتدريج أصبحت الأوضاع أفضل وكل يوم هناك بعض التحسن، لكن الأوضاع المعيشية للناس ما زالت صعبة. حجم الاحتياجات مخيف – هم بحاجة إلى المزيد من المساكن والماء والغذاء والمواد الإغاثية الأساسية وتحسين الصرف الصحي.

msb38284high.jpg

كانت القدرة الاستيعابية في مخيم أم راكوبة 6,000 شخص. ويتم حالياً بناء توسعة للمخيم ما يعني أنه ستكون هناك سعة لـ 30,000 شخص. يوجد هنا حالياً 15,000 شخص، والمكان مكتظ جداً. البعض يقيمون في مساكن مبنية من العشب والخشب؛ البعض في خيام؛ وآخرون في خيام كبيرة تؤوي عدة أسر.

إنها بداية الشتاء الآن، لذلك فالجو حار خلال اليوم لكنه بارد جداً في الليل، ويحتاج اللاجئون إلى حماية من الطقس بشكل أفضل.

يُنقل الماء بالشاحنات إلى المخيم ويُخزّن في خزانات كبيرة. يُوزَّع الطعام من قبل برنامج الغذاء العالمي، إما وجبات جاهزة أو حصص مواد غذائية يمكن للناس طبخها بأنفسهم. كما تم توزيع بعض المواد الإغاثية الأساسية، لكنها لم تكفي الجميع.

في عيادتنا في المخيم، نقوم بما في وسعنا لتلبية احتياجات الناس. يقدم فريقنا الطبي الرعاية الصحية العامة ورعاية الصحة الجنسية والإنجابية ورعاية الحمل والولادة الآمنة. معظم الفريق الطبي هم لاجئون. والفكرة هي شمول كامل جوانب الرعاية الصحية الأولية – لدينا ممرضون وأطباء وقابلات، إضافة إلى نحو 10 موظفين دوليين.

لدينا أيضاً نظام إحالة وخدمة لنقل النساء الحوامل اللاتي يواجهن مضاعفات والمرضى ذوي الأوضاع الحرجة إلى المستشفيات في القضارف أو دوكة. وقد تكون هناك صعوبة في هذا من القرية رقم 8، إذ أن الرحلة إلى المستشفى تشمل عبور نهر وفي أكثر الأحيان تكون العبّارة متعطلة. أحياناً تضطر للانتظار ليوم ريثما تُصلَح، وهو أمر شاق للغاية إذا كان معك مريض حياته في خطر.

تقدم فرقنا الدعم بتوفير الماء والصرف الصحي، حيث تنقل المزيد من الماء وتقوم بتعقيم الماء بالكلور وتوفير خزانات كبيرة لتخزينها فيه. كما يبنون المراحيض ونقاط غسل الأيدي في أنحاء المخيم لتفادي التغوط في العراء الذي قد يؤدي إلى كارثة بيئية.

في الأسابيع القادمة سيكون عدد الناس الذين يُنقلون إلى هنا من حمادييت كبيراً. على المنظمات الإنسانية أن تسرِّع جهودها للتكيف مع عدد اللاجئين واحتياجاتهم. ما زالت ظروف المعيشة صعبة والخدمات بحاجة إلى زيادة لا بد منها، وإلا فإن كارثة ستحل".