تمرير

العراق: آخر مستجدات الأزمة الإنسانيّة في شمال البلاد - يونيو/حزيران 2017

6 يونيو 2017
آخر
الدول ذات الصلة
العراق
شارك
طباعة:

تستمر منظمة أطباء بلا حدود بتوفير الرعاية الصحيّة والطبيّة في مناطق مختلفة في العراق.

الموصل

داخل مدينة الموصل

افتتحت أطباء بلا حدود مستشفى ولادة مؤلفًا من 15 سريرًا، وهو مستشفى مجاني يعمل على مدار الساعة في مدينة الكرمة شرق الموصل في التاسع عشر من آذار/مارس الماضي. ومنذ ذلك الحين، ساعد طاقم منظمة أطباء بلا حدود المؤلف من قابلات وأطباء نسائيين أجانب وعراقيين في توليد 200 امرأة بشكل آمن. كما افتتحت المنظمة في 26 آذار/مارس الماضي غرفة الطوارئ على مدار الساعة في مستشفى التأهيل. كذلك، أنشأ طاقم المنظمة وحدة جراحية (في الوقت الحالي، ثمة غرفة عمليات واحدة، غير أنه سيتم إطلاق غرفة ثانية قريبًا)، بالإضافة إلى جناح ما بعد الجراحة مؤلف من 32 سريرًا بهدف تأمين رعاية متوسطة المدّة إلى أولئك الذين يعانون من إصابات عنيفة داخل الموصل وحولها. بالإضافة إلى ذلك، تتم معالجة حالات باردة ومتابعة جراحية، فضلاً عن أنواع أخرى من الحالات الجراحية في تلك المنشأة. ومنذ افتتاح تلك المنشأة، تم استقبال 336 مريضًا تقريبًا في غرفة الطوارئ وأجريت 30 عملية جراحية تقريبًا فيها.

في شمال شرق الموصل، تعمل منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى تم إنشاؤه داخل دار سابق للرعاية بالمسنين.كما افتتحت غرفة الطوارئ في شباط/فبراير الماضي وتعمل منذ الأول من آذار/مارس على مدار الساعة، حيث تُقدّم خدمة الطوارئ والجراحة والتوليد (من ضمنها الجراحات القيصرية)، بالإضافة إلى قسم مؤل من 50 سريرًا لرعاية المرضى داخل المستشفى.

ومنذ افتتاح هذا المستشفى في أوائل شهر أيار/مايو الجاري، عالجت منظمة أطباء بلا حدود 4376 مريضًا، أكثر من نصفهم (2286 مريضًا) كانت حالتهم طارئة.

ونظرًا إلى أن تحسّن مستوى الحصول على رعاية صحية شرق الموصل، تراجعت الأنشطة في مستشفى المحاربين في الأسابيع القليلة الماضية، بخاصة من حيث الرعاية الصحية الحيوية. ونتيجة لذلك، تعيد منظمة أطباء بلا حدود مراجعة استراتيجية المشروع

خارج مدينة الموصل

إن مخيّم حمام العليل هو أقرب مخيم للنازحين إلى جنوب الموصل ويقع على بعد 30 كيلومترًا جنوب خطوط الجبهات الحالية. في الواقع، استقبل المخيم موجة كبيرة من النازحين من غرب الموصل منذ بداية الهجوم العسكري، مع توافد مزيد من الأشخاص في كل يوم واستقرارهم في مخيمات مختلفة في المنطقة أو إرسالهم إلى مكان آخر بعد فرزهم من جانب قوات الأمن.

افتتحت منظمة أطباء بلا حدود، في 16 شباط/فبراير الماضي، مستشفى ميداني لعلاج الإصابات البالغة مؤلفًا من غرفة طوارئ وغرفتي عمليات ووحدة عناية فائقة/غرفة إنعاش وقسم لرعاية المرضى داخل المستشفى. وبقي المستشفى لأكثر من شهر المنشأة الجراحية الأقرب إلى غرب الموصل. استقبلت غرفة الطوارئ فيها 2689 مريضًا من 19 شباط/فبراير حتى 19 أيار/مايو، 55% منهم كانوا نساء وأطفال و67% منهم كانوا من جرحى الحرب. حتى الآن، كما أدّى الطاقم في 26 آذار/مارس الماضي و56 جراحة ثانوية.

تدعم منظمة أطباء بلا حدود منذ 15 نيسان/أبريل مركز الرعاية الصحية الأولية التابع لوزارة الصحة في بلدة حمام العليل وقد أجرت ما يقارب 12232 استشارة في 19 أيار/مايو للسكان المضيفين والنازحين على حد سواء. وفي المركز، تتوّلى فرق المنظمة تضميد الجرحى، من بينهم أولئك الذين تتم متابعتهم بعد إخراجهم من مركز علاج الإصابات البالغة. كما تدير المنظمة أيضا، في حمام العليل، مركز تغذية علاجي إسعافي للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مع تزايد سريع لعدد المرضى المتكونين أساسا من الأطفال البالغين من العمر أقل من ستة أشهر.

msf192774.jpg

مريضة تصل إلى مستشفى أطباء بلا حدود في جنوب الموصل.

تُقدّم منظمة أطباء بلا حدود رعاية تالية للجراحة طويلة المدى، بالإضافة إلى دعم في إعادة التأهيل والدعم النفسي في مستشفى الحمدانية، بالتعاون مع منظمة هانديكاب إنترناشونال. بدأت الأنشطة في المستشفى في 15 آذار/مارس وقد استقبلت منظمة أطباء بلا حدود في المستشفى حتى اليوم 189 مريضًا، 44% منهم من النساء والأطفال. وتحتوي المنشأة في الوقت الحالي على 40 سريرًا بهدف الاستجابة للحاجة الكبيرة للرعاية ما بعد الجراحة وهي تكون ممتلئة تقريبًا بشكل دائم، وتستقبل مرضى جدد بحاجة لمتابعة ما بعد الجراحة فور إخراج المرضى الذين أتموا متابعتهم.

في كانون الأول/ديسمبر، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود مستشفى مؤلفّا من 32 سريرًا في بلدة القيارة التي تقع 60 كيلومترًا جنوب الموصل، والمؤلفة من قسم الطوارئ وغرفة عمليات لتقديم الرعاية الجراحية والطبية الطارئة. وتم توسيع المنشأة الآن لتلبية الاحتياجات المتزايدة والمتنوعة.

عالج الطاقم الطبي لأطباء بلا حدود 6000 مريض في قسم الطوارئ بدءًا من الأول من شهر أيار/مايو الجاري. وتم إدخال 10% منهم تقريبًا إلى قسم رعاية المرضى داخل المستشفى الذي يحتوي على 50 سريرًا في الوقت الحالي. وأجري ما يوازي 1130 علميّة جراحيّة منذ كانون الأول/ديسمبر 2016 حتى الأول من أيار/مايو الجاري. وافتتحت وحدة للرعاية المتوسطة مؤلفة من 4 أسرة في منتصف شهر نيسان/أبريل الماضي لتقديم الرعاية إلى المرضى الذين هم في حالة حرجة، بالإضافة إلى توفر 7 أسرة مراقبة وسريري إنعاش في الوقت الحالي.

أنشأت منظمة أطباء بلا حدود، في شهر آذار/مارس الماضي، 12 مركز تغذية علاجية مكثفة مؤلفة من 12 سريرًا لتقديم الرعاية إلى الأطفال الذين نزحوا مؤخرًا من غرب الموصل أو شرقها، بالإضافة إلى أولئك القادمين من مخيمات النازحين في حمام العليل والقيارة. ويبلغ عمر معظم المرضى في المركز أقل من ستة أشهر. ويعمل المركز بشكل دوري فوق سعته وكان يستقبل الأسبوع الماضي كلّ ثلاثة أطفال في سرير واحد.

منذ شباط/فبراير الماضي، تدير منظمة أطباء بلا حدود عيادة للصحة النفسية للمرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى، بالإضافة إلى المرضى الذين تم تحويلهم من مخيمات القيارة. ويتألف الطاقم الموجود في العيادة من طبيب نفسي واخصائيين نفسيين ومستشارين نفسيين اثنين.

مخيمات النازحين

بُعَيد الهجوم الذي شنّته القوات العراقية غرب الموصل في منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، ازداد مجموع السكان بشكل كبير في المخيمات الأربعة غرب أربيل التي تستقبل في الوقت الحالي نازحين من الموصل الذين بلغ عددهم 80000 شخص بحلول نهاية شهر آذار/مارس الماضي. غير أنّ النازحين بدؤوا، بعد فترة قصيرة، يغادرون المخيمات للانتقال للعيش مع أقربائهم أو عمدوا إلى استئجار منازل في مناطق استعيدت السيطرة عليها شرق الموصل، ما أدى إلى تراجع عدد السكان الإجمالي إلى 70 ألف تقريبًا.

واليوم، تقدّم الطواقم المتنقلة لمنظمة أطباء بلا حدود رعاية صحية أولية وعلاجًا للأمراض المزمنة (بخاصة داء السكري وارتفاع ضغط الدم) بالإضافة إلى الرعاية النفسية في اثنين من تلك المخيمات وهما شماكور وام 2. وترتكز الأنشطة في مخيم ام 2 في الوقت الحالي بشكل أكبر على الرعاية بالأمراض غير المنقولة، مع عزم المنظمة على تسليم أنشطة الرعاية الصحية الأولية بحلول نهاية شهر أيار/مايو الجاري. وكانت المنظمة سلّمت علاج الأمراض غير المنقولة في مخيم ديباغة، نظرًا إلى الأعداد الكبير للنازحين داخليًا الذين يغادرون المخيم، وبدء عودتهم إلى منازلهم او انتقالهم للعيش مع أقربائهم في الموصل.

كذلك، يقدّم طاقم تابع لمنظمة أطباء بلا حدود ومؤلف من طبيب نفسي ومعالجين نفسيين ومستشاري رعاية صحية للأشخاص الذين يعانون حالات نفسية متوسطة إلى حادّة. وتتضمن الأنشطة استشارات نفسية، وعلاجات جماعية، واستشارة نفسية وعلاج للأطفال. كما تقدّم المنظمة في الوقت الحالي رعاية للصحة النفسية في 14 موقعًا تعجّ بالمرضى في الأوقات كافّة

في بداية العام، أجرى الطاقم أكثر من 15000 استشارة طبية و9000 استشارة متعلقة بالصحة النفسية في مخيمات النازحين داخليًا قرب الموصل.

الحويجة

لا يزال قضاء الحويجة، أحد الأقضية الأربعة في محافظة كركوك، المنطقة الثانية الأكبر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، غير أن الوقت الذي سيمرّ قبل التدخل العسكري الرامي إلى استعادة السيطرة على المنطقة لا يزال مجهولاً. وإنّ مدينة الحويجة التي بلغ عدد سكانّها حسب التقديرات 117 ألفًا في حزيران/يونيو 2014 عندما سيطر التنظيم على المنطقة محاطة بأكثر من 200 قرية ريفية. وبلغ عدد سكّان القضاء بكامله 288 ألف شخص في حزيران/يونيو 2014، غير أن تقارير أشارت إلى فرار عدد كبير منهم في الوقت الحالي.

msf192780.jpg

محمد من غرب الموصل وهو بصدد تلقي العلاج في مستشفى أطباء بلا حدود في جنوب الموصل.

في أواخر العام 2015، بدأت أعداد كبيرة من المدنيين تفرّ من جراء صعوبات الحياة في ظلّ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وفي حزيران/يونيو 2016، قطعت مجموعة ميليشياوية آخر طريق للتجارة من خلال عزل القضاء عن مناطق أخرى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وعن باقي مناطق العراق. ومنذ ذلك الحين، أصبحت ظروف الحياة بالنسبة إلى الأشخاص الذين بقوا في الحويجة والذين يقدر عددهم بـ70 ألفًا، صعبة. فقد أدّى الحصار إلى تدني كمية الغذاء المتوافرة وارتفاع الأسعار بشكل خيالي. وتضررت المنشآت الصحية من جراء الضربات الجوية والسرقة المحلية، وسط افتقار المنطقة الكبير للعمال الصحيين والأجهزة الطبية (الأدوية والمعدات والمواد). من المتوقع أن يعيق الهجوم العسكري بشكل إضافي القدرة على الحصول على الخدمات الأساسية ويؤدي إلى تفاقم الوضع الانساني الذي هو في الأساس وضع حرج.

ومن بين النازحين داخليًا الذين يقدر عددهم بـ88 ألفًا وقد أفادت تقارير برحيلهم منذ آب/أغسطس 2016، نصفهم تقريبًا نازحون ضمن محافظة كركوك حيث تعيش الغالبية في المخيمات الستة للنازحين داخليًا في المحافظة. وفرّ 30 ألفًا آخرون إلى محافظة صلاح الدين المجاورة. وأفاد السكان بأن السبب الرئيس لفرارهم هو نقص الغذاء ومياه الشرب.

تدير منظمة أطباء بلا حدود منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2016، عيادتين متنقلتين في نقطة تفتيش مكتب خالد وموقع فرز الدبس للاستجابة إلى الاحتياجات الفورية للفارين من الحويجة. وتتضمّن الخدمات المقدّمة في العيادتين رعاية صحية أولية وإسعافًا أوليًا ورعاية للصدمات النفسية والإحالة إلى مستشفى كركوك وقسم الطوارئ بالنسبة إلى الحالات الخطرة. كذلك، رمّمت المنظمة منشآت المياه والصحية في الموقعين وتعمل على توزيع المياه. وتدير المنظمة في مخيم دقوق للنازحين داخليًا عيادة للأمراض غير المنقولة وأنشطة للصحة النفسية.. كذلك، تدعم المنظمة غرفتي الطوارئ التابعتين لمستشفيي كركوك الرئيسيتين وقد أجرت ورش عمل للاستجابة الطارئة، من بينها تدريب على كيفية التعامل مع إصابات البطن والصدر، بالإضافة إلى استجابات للإصابات البالغة المتقدمة تحضيرًا للأعداد الهائلة من الضحايا التي قد تسقط نتيجة لأي هجوم مقبل على الحويجة.