العراق – الجزء الثاني: "هدفنا ادخال المزيد من الخبرات المتخصصة في مجال الصحة النفسية إلى الرعاية الصحية الاولية"

msf209193_medium.jpg
تمرير
14 أكتوبر 2017
قصة
الدول ذات الصلة
العراق
شارك
طباعة:

عندما يصل المريض إلى عيادة أطباء بلا حدود في مخيم النازحين في أربيل تتم معاينتهم من قبل استشاري نفسي يقوم بتقييم الحالة وتحويلهم إما للطبيب النفسي أو للمعالج النفسي إذا كانت الحالة متوسطة أو شديدة. وقد يتخذ القرار بمتابعة المريض بنفسه في الحالات البسيطة.

من الأمور التي نحاول القيام بها الاستثمار في تدريب الأطباء العامين المحليين في مجال الصحة النفسية. في معظم المناطق التي نعمل فيها في منطقة الشرق الأوسط لا تشكل الصحة النفسية جزءاً من التدريب الذي يتلقاه الاْطباء خلال دراستهم للطب العام. لذلك نجد أن الأطباء ليس لديهم الثقة للتعامل مع الأمراض النفسية. النمط السائد في إدارة الصحة النفسية يعتمد بشكل أساسي على الأطباء النفسيين مع إدراك أقل للدور الذي من الممكن ان يلعبه الاستشاريون والمعالجون النفسيون. ونحن نهدف إلى التوسّع في ذلك وإدخال المزيد من الرعاية النفسية في مجال الرعاية الصحية الاولية.

يقوم اطباؤنا النفسيون الدوليون بتدريب أطباء محليين للكشف عن، وإدارة، الأمراض النفسية وتحسين فهمهم للحالات التي يمكن تحويلها إما لاستشاري نفسي أو لمعالج نفسي. في هذه الحالة نحن لا نقوم فقط بتطوير مهارات الأطباء المحليين، بل يعني أيضا حصولنا على المزيد من الأطباء المدربين الذين بإمكانهم تقديم الخدمات لمرضانا.

قمنا بادخال التعديلات على الحافلات وذلك بنزع المقاعد ووضع ستائر للحفاظ على الخصوصية. إنها فكرة رائعة، لأنه عندما يُفتَتَح مخيمٌ للاجئين لا يكون هنالك من بنى سوى الخيام. هذا بالإضافة إلى أنه يتوجب علينا العمل في مواقع مختلفة وفي أيام مختلفة وهكذا، تتيح لنا الحافلة إمكانية التنقل بين مواقع العمل.

إحدى الطرق التي قمنا من خلالها بتكييف الرعاية التي نقدمها لتلائم المحيط الذي نعمل فيه هي توفير عيادة صحة نفسية متنقلة على متن حافلة في مخيمات النازحين في العراق. لقد كانت طريقة مبتكرة لعمل شيء ما بصورة سريعة. قمنا بادخال التعديلات على الحافلات وذلك بنزع المقاعد ووضع ستائر للحفاظ على الخصوصية.

إنها فكرة رائعة، لأنه عندما يُفتَتَح مخيمٌ للاجئين لا يكون هنالك من بنى سوى الخيام. هذا بالإضافة إلى أنه يتوجب علينا العمل في مواقع مختلفة وفي أيام مختلفة وهكذا، تتيح لنا الحافلة إمكانية التنقل بين مواقع العمل. لكن هنالك بعض المعوقات. في الحافلة يمكننا اجراء ثلاث استشارات في نفس الوقت حيث لا يفصل بين كل حالة وأخرى سوى الستائر، مما يؤثر سلباً على مبدأ السرية وهذا يعني أن الناس قد يترددون في السعي للحصول على الرعاية. كان من الممكن أن يشكل ذلك عائقاً إلا أن هنالك عدد كبير ممن يحتاجون المساعدة ولهذا فقد كانت عياداتنا ممتلئة بكل الأحوال. لقد قمنا الآن بتحويل العديد من عياداتنا إلى غرفٍ بهياكل مؤقتة ولكننا أبقينا على حافلتين متنقلتين.

نقوم الآن أيضا باجراء تجربة على تقديم المشورة النفسية عن طريق الإنترنت بالتعاون مع منظمة Ipso الألمانية. في مناطق مثل سورية حيث الوضع شديد الاضطراب، وحيث من الصعب القيام بالتدريب وجهاً لوجه، نقوم بتقديم التدريب عن طريق الفيديو باستخدام أنظمة مثل سكايب. نحن ننظر فيما إذا كان بالإمكان توسيع ذلك لتقديم العلاج عن طريق الإنترنت. لقد بدأنا بتجربة في مشفى أطمه في إدلب حيث تدير منظمة أطباء بلا حدود وحدة لمعالجة الحروق. حصلنا حتى الآن على نتائج وتعليقات إيجابية ولكن من المبكر الحكم على هذه التجربة.

إن هذا النظام لن يسهّل الوصول لخدمات الرعاية النفسية وحسب، بل سيؤدي إلى ما هو أهم من ذلك: الانتقال من الوصول للخدمات إلى المخرجات. بمعنى آخر، ما هي التحسينات التي من الممكن أن نقدمها من حيث المخرجات لهؤلاء الناس؟ هل باستطاعتنا تمكينهم من العمل بفعالية أكبر؟ هل بإمكاننا جعلهم قادرين على العودة للعمل؟ هل من الممكن إيصال الأشخاص لمرحلة يستطيعون من خلالها الاعتناء بعوائلهم؟ هذا هو المفتاح.