تمرير

خمسة أمور يمكننا القيام بها لمساعدة الأشخاص المضطرين للتنقل في ظل انتشار كوفيد-19

21 مايو 2020
COVID-19
شارك
طباعة:

تؤثر جائحة كوفيد-19 على أكثر الفئات احتياجاً في العالم بشكل أكبر. ومن بين هذه الفئات ثمة ما يزيد على 70 مليون من الأشخاص النازحين قسرًا في كافة أنحاء العالم – لاجئون، وطالبو لجوء، ونازحون– وكذلك العمال المهاجرين، بمن فيهم المهاجرين غير الموثقين.

ويعيش العديد من هؤلاء الرجال والنساء والأطفال في مخيمات رسمية وغير رسمية أو في مراكز استقبال أو في مراكز احتجاز. ويعيش آخرون في الشوارع وفي سكنات غير رسمية. ويفتقر معظمهم إلى إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والصرف الصحي أو عدم إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، والعديد منهم لا يتمتعون بوضع قانوني في الأماكن التي يتواجدون فيها.

يتفاقم وباء كوفيد-19 ويزداد سوءًا وتفاقمًا بسبب الظروف المعيشية السيئة.

غالباً ما تكون التدابير الوقائية أمرًا غير ممكن في ظل هذه الظروف. إذ كيف يمكننا أن نطلب من الناس حماية أنفسهم عندما لا تتوفر لديهم إمكانية الحصول على الماء أو الصابون بسهولة؟ أو أن يقوموا بعزل أنفسهم وهم يعيشون في خيام ضيقة جنبًا إلى جنب مع 10 أشخاص آخرين؟

يعد التباعد الجسدي أمرًا صعبًا للغاية، إن لم يكن مستحيلًا، في المخيمات المكتظة والأماكن الحضرية ذات الكثافة السكانية المرتفعة، حيث يعيش الناس جنبًا إلى جنب في أماكن إيواء صغيرة مزدحمة وتضم العديد من أفراد الأسرة. كما يزيد الاضطرار إلى الاصطفاف عمد نقاط الماء وللحصول على الطعام من مخاطر انتقال العدوى.

يعيش النازحون في العديد من الأماكن في حالة من انعدام الأمن، ويواجهون خطر الاعتقال أو سوء المعاملة وقد يتم وصمهم بأنهم "حاملو الأمراض" على خلفية تزايد كره الأجانب، ومحدودية إمكانية وصولهم إلى المعلومات الموثوقة، واعتمادهم أحيانًا بشكل كامل على المساعدات الإنسانية. وفي العديد من المناطق، مثل هذه المساعدات محدودة.

"كيف يمكنك أن تطلب من الناس البقاء في المنزل لتجنب العدوى؟ أين منزلهم حتى؟ نحن نتحدث عن حوالي مليون نازح في سوريا، معظمهم يعيش في خيام في المخيمات. ولم يعد لديهم منزل ".

كريستيان ريندرز، المنسق الميداني لدى أطباء بلا حدود في شمال غرب سوريا

علاوة على ذلك، يتم استخدام الجائحة في العديد من الأماكن كعذر لمعاقبة الأشخاص المضطرين للتنقل، والذين يسعون للحصول على الرعاية منهم . إذ قامت 167 دولة على الأقل بإغلاق حدودها كليًا أو جزئيًا لاحتواء انتشار كوفيد-19؛ 57 منها لا تستثني طالبي اللجوء من عمليات الإغلاق (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين).

" نعيش في مخيم [اللاجئين] خمسة أو ستة في كل وحدة سكنية. أعلم أنه لا يمكنني منع الناس من القدوم لرؤية رفيقي في الغرفة وليس لدي خيار سوى الإيماء لهم للابتعاد ".​
فريدريك، لاجئ في اليونان

كما يتم إبعاد الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان والمأوى في البر والبحر – غالبًا ما يتم إعادتهم أو نقلهم إلى بلدان قد يواجهون فيها تهديدات خطيرة على حياتهم أو حريتهم. وبالإضافة إلى عمليات إغلاق الحدود للحد من انتشار الوباء، ترفض العديد من الدول دخول طالبي اللجوء بشكل متعمد أو تمنعهم من الوصول بشكل غير مباشر.

لذلك، ما الذي يمكننا القيام به لحماية هؤلاء الأشخاص المعرضين للخطر بشكل خاص؟

1- يجب أن نتأكد من عدم استخدام كوفيد-19 كذريعة لفرض السياسات القاتلة للتحكم في الهجرة. ينبغي على الحكومات عدم استخدام كوفيد-19 كذريعة لفرض المزيد من السياسات التقييدية للتحكم في الهجرة والتهرب من الالتزامات الدولية تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين. إننا نتفهم التحديات الخطيرة التي يفرضها فيروس كوفيد-19، ولكن الحفاظ على سلامة الأشخاص الموجودين في بلدك واحترام التزاماتك الدولية تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين ليست مبادئ حصرية بشكل متبادل.

2- ينبغي علينا ضمان احترام حقوق الإنسان. لا ينبغي على الحكومات استخدام تدابير الطوارئ للصحة العامة في مواجهة كوفيد-19 لاستهداف اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين. يجب أن تكون جميع القيود على الحقوق ضرورية للغاية، بناءً على أدلة علمية وألا يتم تطبيقها بشكل تعسفي أو تمييزي. كما ينبغي أن تكون محدودة المدة، وأن تحترم كرامة الإنسان، وأن تخضع للمراجعة وللاستعراض وأن تكون متناسبة. وينبغي على الحكومات أيضًا أن تواصل السماح للأشخاص باتباع الإجراءات القانونية لطلب اللجوء.

3- لا يمكن تطبيق عمليات الإغلاق والحجر الجماعي أو تطبيقها استناداً على تجارب الآخرين أو على أساس تمييزي. ينبغي تطبيق تدابير الحجر الصحي والإغلاق بالتساوي على الجميع دون تمييز؛ وينبغي توفير خدمات الرعاية الصحية والدعم الاجتماعي والنفسي الاجتماعي والاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء وغيرها من الضروريات للأشخاص الخاضعين للحجر الصحي؛ وينبغي تجنب الحجر الصحي الشامل حيثما أمكن ذلك. ولطالما كان إجبار الناس على العيش في مخيمات مكتظة وغير صحية غير مسؤول، ولكن حتى في الوقت الحالي وأكثر من أي وقت مضى، نظرًا لتهديد كوفيد-19.

4- ينبغي إجلاء النازحين المعرضين للخطر كلما أمكن ذلك. تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى إخلاء اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين الأشد احتياجاً حيثما كان ذلك ممكنًا. في اليونان، ولا سيما في النقاط الساخنة في الجزيرة، تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى إجلاء الأشخاص الأكثر عرضة للخطر (الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي أو من مرض السكري أو مضاعفات صحية أخرى) بالإضافة إلى مواصلة الجهود للتخفيف من اكتظاظ المخيمات، بما في ذلك نقل القصر والأطفال المرضى غير المصحوبين بذويهم إلى الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي. وفي ليبيا، تدعو منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي والحكومات الأوروبية إلى إنشاء ممرات إجلاء إنساني مباشرة لأكثر فئات اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء ضعفًا والمعرضين لأكثر المخاطر التي تحدق بهم وتهدد حياتهم، بما في ذلك أولئك المحاصرين في مراكز الاحتجاز في جميع أنحاء ليبيا وفي أماكن الأسر الأخرى.

5- إننا بحاجة لحماية إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية للجميع. لا ينبغي أن يتم فرض وتطبيق تدابير السيطرة على كوفيد-19 على حساب الحصول على خدمات الرعاية الصحية التي ثمة حاجة ملحة إليها. وهذا يعني أن إغلاق الحدود يجب ألا يوقف الإمدادات الطبية والإنسانية التي تمسُ الحاجة إليها، وكذلك الطواقم الطبية والإنسانية، من الوصول والدخول إلى الدول. علاوة على ذلك، يجب على الحكومات التأكد من أن القيود في المخيمات أو أماكن الاحتجاز أو أماكن الاستقبال لا تحول دون حصول الأشخاص على خدمات الرعاية الصحية.

وإقرأ المزيد على موقعنا الدولي: