تمرير

ردّ الجميل مع أطباء بلا حدود

19 سبتمبر 2019
قصة
الدول ذات الصلة
اليونان
شارك
طباعة:

كيف وصلت إلى جزيرة ليسبوس؟

أنا في الأصل من فلسطين لكنني مولود في سوريا. غادرت بسبب الحرب وشققت طريقي إلى تركيا بحثاً عن حياة جديدة، لكنني لم أتمكن من النجاح لأنهم لا يتحدثون اللغة الإنكليزية ولم أحصل هناك على الحماية. فقررت بعد مدة من الزمن عبور البحر بحثاً عن حياة جديدة في اليونان لأنني لم أجد مستقبلاً لي في تركيا. عبرت بحر إيجة ليلاً على متن قارب مطاطي صغير، وكان عددنا 45 شخصاً حيث بقينا في مياه البحر سبع ساعات إلى أن أنتشلتنا البحرية اليونانية وأخذتنا إلى ليسبوس.

_dsc6243_1.jpg

لماذا انضممت إلى أطباء بلا حدود؟

بعد أن قضيت ستة أشهر في مخيم موريا حصلت على حق العمل، فقررت ردّ الجميل ومساعدة الناس المحتاجين. شعرت أن بإمكاني المساعدة لأنني أتحدث اللغتين الإنكليزية والعربية، ولأنني أفهم معاناة الناس الذين فروا من العنف ويبحثون عن حياة أفضل.

ما هو عملك مع أطباء بلا حدود؟

انضممت إلى أطباء بلا حدود منذ ثمانية أشهر بوصفي عامل توعية صحية. حيث نثقّف بشكل عام الناس الموجودين في المخيم ونوعيهم حول مسائل الصحة والنظافة كما أننا نوفرّ التوعية الجنسية ونقدم الإرشاد لضحايا العنف الجنسي ونروّج للخدمات التي تقدمها منظمة أطباء بلا حدود.

لم الحاجة إلى عمّال التوعية الصحية في مواقع تجمع اللاجئين؟

يشكل عمال التوعية الصحية الخط الأول ضمن طواقم أطباء بلا حدود، فنحن نمثل المنظمة في الميدان. حين يصل الناس إلى الشاطئ فإنهم يكونون مشوشين ومرتبكين. هناك لغات وجنسيات مختلفة في المكان ذاته، ولهذا من الضروري لقاء شخص يقدم لهم المساعدة والنصح والدعم. إذ أننا نرشهم إلى حيث ينبغي أن يذهبوا كما نقدم لهم معلومات حول الأوضاع العامة في المخيم. أدرك مدى الصعوبة التي يواجهونها حيث أنني مررت بما يمرون به، ولهذا أريد أن أساعدهم وأقدم لهم الدعم.

msf237482high.jpg
يعيش أكثر من 12000 شخص ثلثهم أطفال في مخيم موريا الواقع على جزيرة ليسبوس إلى أجل غير مسمى، وذلك في ظروف سيئة تفتقر إلى النظافة.

حدثنا عن يوم عملك العادي في مجال التوعية الصحية؟

الأولوية بالنسبة لفريق التوعية الصحية هي العثور على القادمين الجدد، فهم الأكثر ضعفاً لأنهم مشوشون وغالباً ما يكونون بحاجة إلى الرعاية الطبية، وبالأخض إن كانوا من ضحايا العنف الجنسي. حيث نتجه صباحاً إلى خيام الاستقبال لتقديم الإسعافات النفسية الأولية وتهدئتهم والترويج لخدماتنا. بعدها نحاول أن نشرح لهم الرسالة الفصلية التي نعمل عليها، فنحن الآن في فصل الصيف والجو حارّ، ولهذا نحاول الوقاية من ضربات الشمس أو الإرهاق بسبب الحرارة. بعدها نأتي إلى غرفة الانتظار في عيادتنا حيث يكون الناس متجمعين. وهناك ننظم جلسات تخطيط أسري لإطلاعهم على الخيارات المتاحة أمامهم في هذه الظروف.

ما هي أوضاع اللاجئين الحالية على جزيرة ليسبوس؟

ظروف المعيشة في مخيم موريا أدنى بكثير من المعايير المقبولة حيث يوجد 12000 شخص، فالناس بحاجة إلى الأساسيات كالكهرباء والملابس والبطانيات، كما أن المكان ليس آمناً. النظافة مشكلة أخرى، حيث لا يوجد عدد كافٍ من المراحيض أو الحمامات، كما أنها في وضع مزرٍ. أوضاع الناس العالقين هنا صعبة جداً خاصةً وأنهم قد مروا بالكثير في الأساس. ولهذا لم ننفك ندعو إلى إجلاء الناس الضعفاء وتحديداً النساء والأطفال من موريا إلى مواقع سكن آمنة في البلدان الأوروبية.

من أين يأتي الناس ولماذا يتركون بلدانهم؟

أعمل مع الناس الذين يتحدثون اللغة العربية ومعظمهم من سوريا والعراق، لكن الناس الموجودين في المخيم يأتون بشكل رئيسي من الشرق الأوسط وإفريقيا. وقد فرّت الأغلبية الساحقة من بلدانها هرباً من الحرب والعنف والاضطهاد. غادرتُ أيضاً للأسباب ذاتها ولهذا أفهم ما مرّوا به. لا تسمح لنا الثقافة في الشرق الأوسط في بعض الأحيان بالتعبير عن ذاتنا إلى الآخرين بشكل مباشر. لهذا تجدهم يتحدثون إلينا بعد أن يمر الوقت ويكونوا قد كسبوا ثقتنا، حيث يخبروننا عن المشاكل التي تواجههم في هذه البلاد. أما من ناحيتنا فنسعى إلى مساعدتهم وإحالتهم إلى السكن أو إلى مكان أكثر أماناً.

نشر هذا المقال في مجلتنا الدورية "بلا حدود" .

يمكنكم تحميل المجلة بالضغط هنا.