تمرير

ليبيا- دوهِموا ليلاً واحتُجِزوا في ظروف لا إنسانية: محنة المهاجرين في صبراتة

9 أكتوبر 2020
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
Libya
شارك
طباعة:


تحديث: يوم السبت 10 أكتوبر، تم إطلاق سراح الأشخاص الذين كانوا لا يزالون محتجزين في وقت كتابة هذا المقال.

نحو ستون شخصاً، بينهم 24 طفلاً، يقبعون حالياً محتجزين في ظروف مروعة في صبراتة في ليبيا بعد أن تم اعتقالهم في حملة مداهمة كبيرة وعنيفة قبل نحو أسبوعين، حسب ما أفادت التقارير. وهم جزء من مجموعة من 350 شخصاً معظمهم من غرب إفريقيا، قالوا أن حياتهم تدمرت عندما اقتحم رجال مسلحون وملثمون بيوتهم في العجيلات ليلة السابع والعشرين من سبتمبر/أيلول، واستولوا على ما لديهم من أشياء ثمينة ووثائق تعريف وأخذوهم إلى صبراتة ليحتجزوهم داخل عنبر في قاعدة عسكرية سابقة.

ذلك هو المكان الذي التقاهم فيه بعد يومين فريق أطباء بلا حدود الطبي، الذي أُبلِغ بهذا الشأن من قبل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا. وقال غيوم باريت، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في ليبيا: "وجدنا أكثر من 350 امرأة وطفلاً ورجلاً ينامون على الأرض في ظروف معيشية بائسة في مبنى لا يوجد فيه مصدر ماء أو أماكن استحمام أو مراحيض".

وأحالت أطباء بلا حدود خلال استجابتها الطبية أربعة أشخاص إلى المستشفى ووزعت الماء والحصص الغذائية الطارئة. ولم يُسمح لطواقمنا الطبية استقبال الرجال لتلقي الاستشارات، وسمح فقط للنساء والأطفال. وقد كان العنف بادياً في المكان حيث كان مسلحون يطلقون النار في الهواء.

يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول، سُمع صوت إطلاق نار إثر محاولة هروب. ووفق عدة مصادر فقد قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل. تمكن البعض من الهرب وأُطلق سراح آخرين ليعودوا إلى ذات البيئة الخطيرة والمضطربة. ويضيف باريت: "يجب على الفور الإفراج عن الستين شخصاً الباقين، وأكثرهم من النساء والأطفال، وحمايتهم".

إن الظرف الذي مروا به تجسيد صادم للخطر الدائم المحدق باللاجئين والمهاجرين في ليبيا. لا مكان لديهم يفروا إليه من العنف أو يجدوا فيه الأمان في الوقت الذي يواصل فيه المسؤولون الليبيون والأوروبيون إعادة الناس الفارين إلى ليبيا. ويوم الأمس، 8 أكتوبر/تشرين الأول، عادت إلى ليبيا سفينتان تتبعان للإدارة العامة لأمن السواحل الليبية بعد أن خضعتا لعمليات إصلاح كبيرة على حساب إيطاليا والاتحاد الأوروبي. ومنذ بداية 2020 أُعيد نحو 9,000 شخص إلى ليبيا من قبل خفر السواحل الليبي بدعم من دول أوروبية.

يُحتَجز نحو 2,400 شخص بشكل تعسفي في مراكز جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في أنحاء ليبيا، لكن قد يكون هناك المزيد والمزيد من الناس محتَجزين في أنواع أخرى من الأماكن، إما سرية بالكامل أو تُدار من قبل جهات غير جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية.

تقدم فرق أطباء بلا حدود في الوقت الحاضر الدعم للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في 6 مراكز احتجاز في المناطق الغربية والوسطى من ليبيا، وفي طرابلس كذلك. وتشمل الخدمات المقدمة من قبل فرق أطباء بلا حدود الرعاية الصحية العامة وخدمات الإحالة الطبية ودعم الصحة النفسية وخدمات الحماية ودعم الوصول إلى الاحتياجات الأساسية من خلال توزيع المواد الغذائية وغير الغذائية، إضافة إلى الماء والصرف الصحي.