تمرير

مرض معدٍ لكنه غير مستعصٍ

12 سبتمبر 2021
قصة
شارك
طباعة:

في أكثر من 70 بلداً نعمل فيها حول العالم، وفرت فرق أطباء بلا حدود موارد كبيرة لبناء مشاريع مخصصة لكوفيد-19 ورافقت وزارات الصحة في الاستعداد للجائحة أو مواجهتها.

وتواصل كوادرنا الميدانية التصدي للأزمات التي تؤثر في مرضانا كل عام – وقد غطت عليها جائحة كوفيد-19 - والتي لا يمكننا إهمالها. لذلك بالرغم من الجائحة عَمِلنا على الحفاظ على خدمات الرعاية الصحية الأساسية في برامجنا القائمة.

في بداية عام 2020، شاهدت فرقنا ارتفاعاً بنسبة 40 في المئة في حالات الحصبة في مخيمات اللاجئين في كوكس بازار وقد دخل 120 مريضاً إلى أقسام العزل التابعة لأطباء بلا حدود، كما عولج أكثر من 900 شخص في العيادات الخارجية في شهر يناير/كانون الثاني وحده.

ومازال ملايين الناس يموتون كل عام من الأمراض المعدية القابلة للوقاية أو العلاج. وثلاثة من هذه الأمراض سائدة بشكل خاص في جنوب شرق آسيا وهي: الحصبة والسل والتهاب الكبد C.

التهاب الكبد الفيروسي C: القاتل الصامت

hepc_header_1.png

ما هو التهاب الكبد الفيروسي C؟

التهاب الكبد الفيروسي C التهاب يصيب الكبد. هناك 5 أنواع منه: (A,B,C,D,E). ويعد التهاب الكبد C الذي يسببه فيروس التهاب الكبد C أشدها فتكاً. هناك أكثر من 71 مليون شخص، معظمهم من دول منخفضة إلى متوسطة الدخل، مصابين بالمرض، لكنهم لا يعلمون ويبقون بدون علاج لسنوات. لذلك يسمى فيروس التهاب الكبد C ’القاتل الصامت‘. ومع ذلك فالمرض قابل للعلاج.

كيف يصاب الشخص بفيروس التهاب الكبد C؟

ينتقل فيروس التهاب الكبد C عبر الدم، وقد يصاب به الشخص عن طريق

  • نقل الدم؛
  • حقنة دواء غير آمنة؛
  • ظروف الرعاية الصحية غير الآمنة؛
  • الممارسات الجنسية التي تؤدي إلى التعرض للدم؛
  • أو ينتقل من الأم إلى الجنين خلال الحمل (وهو أقل شيوعاً).

ينبغي عليك زيارة الطبيب على الفور إذا شعرت بـ: حمى، تعب، فقدان الشهية، اصفرار في الجلد والعينين، بول داكن، غثيان، تقيؤ.

هل يمكن لالتهاب الكبد الفيروسي C أن يودي بحياة المريض؟

التهاب الكبد الفيروسي C هو النوع الأشد فتكاً من أنواع التهاب الكبد. في عام 2019، توفي نحو 300,000 شخص من التهاب الكبد الفيروسي C، معظمها نتيجة مضاعفات من قبيل تشمع الكبد وسرطان الكبد. ومن بين كل 100 مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي C يصاب نحو 25 منهم بتشمع الكبد خلال السنوات العشرة أو العشرين التالية. كيف يمكن الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي C أو علاجه؟

عليك الذهاب إلى مرفق رعاية صحية يراعي تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها؛ واستخدام الواقيات أثناء ممارسة الجنس. كيف تستجيب أطباء بلا حدود لفيروس التهاب الكبد C؟

تعالج أطباء بلا حدود المصابين بفيروس التهاب الكبد C في عدة بلدان وتشمل إيران وميانمار وأوكرانيا وباكستان والهند وكمبوديا.

تدفع أطباء بلا حدود نحو توفير المضادات الفيروسية ذات التأثير المباشر، وهي آمنة وفعالة في علاج الإصابة بفيروس التهاب الكبد C. لكن هذه المضادات الفيروسية غالباً ما تكون مكلفة وغالية الثمن. وبحلول نهاية عام 2019، كان 48 مليون شخص بحاجة إلى مضادات فيروسات ذات تأثير مباشر تكون أكثر أماناً وتحملاً وفعالية، لعلاج إصاباتهم بالتهاب الكبد الفيروسي C.

أدارت مبادرة توفير الأدوية للأمراض المهملة (دي إن دي آي) التي ساهمت أطباء بلا حدود في تأسيسها عدة تجارب سريرية لدواءين من مضادات الفيروسات ذات التأثير المباشر رافيداسفير وسوفوسبوفير في ماليزيا في عام 2016. وتشير التجارب إلى أن دمج هذين الدواءين له مفعول يضاهي أفضل العلاجات المتوفرة اليوم لفيروس التهاب الكبد C. وفي يونيو/حزيران 2021، وافقت ماليزيا على استخدام رافيدا® (رافيداسفير) والذي يوصف رفقة منتجات دوائية أخرى لعلاج الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C لدى الكبار. وهذه نتيجة سنوات من التعاون بين (دي إن دي آي) والحكومة الماليزية للحد من العوائق أمام توفير الأدوية وبسعر معقول لمرضى التهاب الكبد الفيروسي C في ماليزيا.

الحصبة: عودة ظهور مرض قابل للوقاية

measles_header.jpg

ما هي الحصبة؟

الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى. ويمكن لشخص واحد مصاب بالمرض أن يُعدي 12 إلى 18 شخصاً. وتؤثر الحصبة غالباً في الأطفال الصغار، لكنها قابلة للوقاية عن طريق اللقاح. معظم الأطفال الذي يصابون بالحصبة لا تحدث لديهم مضاعفات، لكن ما بين 10 في المئة إلى 40 في المئة تحدث لديهم مضاعفات مثل التهاب الأذن والالتهاب الرئوي أو التهابات تنفسية أخرى.

كيف يصاب الشخص بالحصبة؟

الحصبة مرض ينتقل عبر الهواء. ويُعدُّ الناس الذين يعيشون في دول منخفضة الدخل، لا سيما الأطفال، عرضة لخطر الحصبة بشدة. وقد يكون المرض مهلكاً إذا ما صحبه سوء التغذية أو الملاريا.

هل يمكن للحصبة أن تودي بحياة المريض؟

يمكن للحصبة أن تكون خطيرة جداً، وحتى قاتلة، للأطفال دون سن الخامسة لا سيما الذين يعيشون في أماكن مكتظة أو يعانون من سوء التغذية أو مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. وفي كل حالة من أصل 1000 حالة، يصاب طفل بالتهاب دماغي. وفي الدول منخفضة الدخل، تنتهي 3 إلى 6 في المئة من الحالات بالموت، ويبلغ معدل الوفيات حتى 30 في المئة.

كيف يمكن الوقاية من الحصبة أو علاجها؟

لا يوجد دواء أو علاج مخصص لمعالجة الحصبة. يأخذ المرضى عادة الباراسيتامول للصداع، ومرهماً لالتهابات العين. ما تحتاجه فقط هو مضادات حيوية إذا كان هناك التهابات بكتيرية ثانوية كالالتهاب الرئوي أو التهاب الأذن. المهم هو منع المضاعفات وعلاج الأعراض.

أفضل طريقة للوقاية من الحصبة هي اللقاح. ويحصل معظم الأطفال على مزيج اللقاح الذي يجمع لقاحات الحصبة والنُكاف والحصبة الألمانية. وينصح لجميع الأطفال أن يأخذوا جرعتين من هذا اللقاح. وإذا ما أصبت بالحصبة وشفيت منها، سيصبح لديك أجسام مضادة تعطيك مناعة ضد الفيروس.

ما الذي تفعله أطباء بلا حدود تجاه الحصبة؟

منذ عام 2006 أعطت أطباء بلا حدود اللقاح لنحو 28 مليون طفل ضد الحصبة، وتُجري حملات للقاح كل عام في عدد كبير من الدول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى.

تعمل أطباء بلا حدود أيضاً على معالجة تفشيات الحصبة في تشاد والنيجر ونيجيريا وبنغلاديش. تحدث التفشيات في الأماكن التي تكون فيها برامج اللقاح العامة ضعيفة أو تغطية اللقاح منخفضة، ومنها مناطق النزاع أو المناطق التي تكتظ بالناس كمخيمات اللاجئين.

مرض السل: وباء قديم ومستمر

tb_header_0.png

ما هو السل؟

السل مرض معدٍ يسببه نوع من البكتيريا، وهو موجود منذ آلاف السنين. يصيب المرض بشكل رئيسي الرئتين وغالباً ما يحدث الخلط بينه وبين الالتهاب الرئوي، لأن بينهما أعراض وعلامات مشتركة. التعافي من السل بطيء جداً ويدوم العلاج لما لا يقل عن ستة أشهر.

كيف يصاب الشخص بالسل؟

تنتقل بكتيريا السل عبر الهواء. لكن بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة، كالذين يعيشون في أماكن مكتظة أو لديهم ضعف في جهاز المناعة أو ضعف في الصحة أو خلل في النظام الغذائي تبعاً لنمط الحياة ومشاكل أخرى. ومن المحتمل جداً أن يصاب الشخص بالسل أكثر من مرة.

هل يمكن أن يودي السل بحياة المريض؟ قد يفتك السل بحياة المريض إذا لم يُعالج كما ينبغي. وإذا لم يكمل المريض العلاج الموصوف، فقد يصاب بالسل المقاوم للأدوية، وعلاجه أصعب. ويكون العلاج أصعب أيضاً إذا كان الشخص منقوص المناعة أو لديه مرض آخر كفيروس نقص المناعة البشرية أو السكري.

كيف يمكن الوقاية من السل أو علاجه؟

إذا كان لديك إصابة سل كامنة فقد تحتاج لدواء لتقليل مخاطر الإصابة بمرض السل لاحقاً.

إذا كنت مصاباً بالسل، يستغرق العلاج ما لا يقل عن ستة أشهر، وربما يستغرق السنة. ومن المهم للغاية أن تكمل الدورة العلاجية، وتأخذ الأدوية كما هو موصوف تماماً. وإلا فقد يصبح علاج البكتيريا أصعب وتؤدي إلى سل مقاوم للأدوية.

ما الذي تفعله أطباء بلا حدود حيال السل؟

تقدم أطباء بلا حدود رعاية السل في مناطق مختلفة، كمناطق النزاع ومخيمات اللاجئين والسجون. وهناك أيضاً مشاريع تدمج خدمات فيروس نقص المناعة البشرية والسل أو السكري، وعلاج السل المقاوم للأدوية وغيرها. وفي بابوا غينيا الجديدة، يُعد السل ثاني أكثر مسبب للوفاة؛ ومنذ عام 2014 عالجت أطباء بلا حدود أكثر من 7,100 مريض مصابين بسل مستجيب للأدوية وأكثر من 200 مصاب بسل مقاوم للأدوية. وفي الفلبين، تفتح أطباء بلا حدود مشروعاً لتثقيف المرضى وفحصهم في الأحياء الحضرية الفقيرة في توندو، مانيلا.

يُعد الحصول على الأدوية أساسياً في رعاية السل. وعندما تمت الموافقة على دواء بيداكويلين لأول مرة للاستخدام في عام 2012، كان أول دواء للسل المقاوم للأدوية يتم تطويره منذ أكثر من 40 سنة. لكن في نهاية عام 2018 لم يكن هناك سوى 28,700 شخص حول العالم قد حصلوا عليه.

تحدثت أطباء بلا حدود علانية في عام 2018 لتحث شركة الدواء (جونسون آند جونسون) التي تحمل براءات اختراع بيداكويلين، لتوفير وصول ميسور الكلفة للدواء لجميع من يحتاجه للنجاة بحياته. وفي يوليو/تموز 2020، أعلنت (جونسون آند جونسون) عن سعر مخفض قدره 1.5 دولار أمريكي. وما زالت أطباء بلا حدود تدعو الشركة لخفض سعر بيداكويلين أكثر وتقديمه لجميع البلدان ذات العبء العالي من السل المقاوم للأدوية، كي يمكن إنقاذ حياة المزيد من الناس.