جنوب السودان

MSF147233.jpg
تمرير
3 مايو 2017
شارك
طباعة:

استجابت منظمة أطباء بلا حدود للاحتياجات الطبية الهائلة وسط تصاعد حدّة النزاع والعنف ضد المدنيين، إضافةً إلى موسم الملاريا الذي بلغت شدتّه درجةً استثنائية.

south_sudan_2015.jpg

ألقى النزاع والعنف المتواصل ضد المدنيين لأكثر من عامين بظلاله الثقيلة على السكان في جنوب السودان، حيث خلّف أكثر من مليون نازح، ومئات آلاف المحرومين من الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية لأشهر متواصلة، وبالأخص في ولايات جونغلي والوحدة والنيل الأعلى. واستجابت منظمة أطباء بلا حدود لهذا الواقع عبر زيادة أنشطتها، ولكنّ عملية توفير الرعاية كانت تتعرّض للانقطاع المتكرّر بسبب المعارك واستهداف المرافق الطبية. وإضافةً إلى هذه الأزمة الإنسانية، كانت البلاد تعاني من النقص المتكرر للأدوية في كلّ المناطق دون استثناء، كما شهدت البلاد أسوأ موسم ملاريا منذ سنين. وقد عالجت المنظمة 295,000 مريض من الملاريا خلال عام 2015، وهو 10 أضعاف عدد المرضى في العام الفائت.

[[Country-Facts]]

مستويات حرجة من النزاع والعنف والاحتياجات الإنسانية

ارتفعت حدّة النزاع والعنف في ولاية الوحدة بين أبريل/نيسان ونوفمبر/تشرين الثاني، ما أجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم والفرار، حيث اختبأ الكثير منهم في الأدغال والمستنقعات، وتلقّت المنظمة تقارير عن عمليات إعدام، واغتصابٍ جماعي، واختطاف وتدميرٍ لقرى بأكملها. وكان من بين الضحايا خمسةٌ من الأفراد المحليين في طاقم أطباء بلا حدود، والذين فقدوا حياتهم مع انفلات مستويات العنف، وما يزال مصير 13 فرداً آخر مجهولاً. وقد اضطرّت المنظمة إلى إجلاء طاقمها بشكل مؤقّت من نيال في مايو/أيار، ومرتين في لير في مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول. ومع بحث الناس عن ملجأ يحميهم، ازداد عدد ساكني موقع حماية المدنيين التابع للأمم المتحدة في بنتيو شمال ولاية الوحدة من 45,000 إلى أكثر من 100,000 مع نهاية عام 2015. وتدير المنظمة المستشفى الوحيد في بنتيو، حيث قام الفريق بزيادة استطاعته بشكلٍ عاجل لتلبية الاحتياجات الطبية الهائلة للاجئين الضعفاء. كما أدارت المنظمة العيادات المتنقلة وبرامج التغذية العلاجية في ولاية الوحدة الجنوبية وبلدة بنتيو كلّما سنحت الفرصة لذلك. كما جرت إحالة العديد من المرضى الذين يعانون من إصابات شديدة مرتبطة بالعنف إلى مستشفى أطباء بلا حدود في لانكين لتقديم الرعاية الجراحية. وفرّ الآلاف إلى ولاية جونغلي الشمالية حيث افتتحت المنظمة مشروعاً في فانغاك القديمة لتقديم المساعدة في المركز الطبي والعيادات المتنقلة في المنطقة وإحالة المرضى عبر قوارب الإسعاف. وافتتحت المنظمة عيادةً أخرى في مايوم، وهي منطقة نائية في ولاية الوحدة الشمالية، وكانت تقدّم إحالات الرعاية الصحية والأساسية في مستشفى أغوك. واستجابت فرق المنظمة أيضاً لتفشّي الأمراض كالحصبة والملاريا والتهاب السحايا في مخيم ييدا للاجئين، والذي يضمّ نحو 70,000 لاجئ سوداني.

msf148784_medium_southsudan2.jpg

مستشفى وصيدلية تابعين لمنظمة أطباء بلا حدود يتعرضان للسرقة خلال المعارك في مقاطعة ميلوت في ولاية أعالي النيل، مما أجبر المنظمة على تعليق خدماتها الطبية وإجلاء قسم من طاقمها.

مساعدة السكان المحاصرين خلف جبهات القتال

أثّر تصاعد العنف في ولاية أعالي النيل على عملية توفير الرعاية الصحية في مشاريع المنظمة على طول نهر النيل الأبيض في ملكال، وواو شيلوك وميلوت. وفي مايو/أيار، تحوّل النهر إلى خطّ مواجهة وأصبح إدخال المساعدات الإنسانية أمراً شبه مستحيل. وقد عانى سكان واو شيلوك من محدودية الحصول على المساعدة لعدّة أشهر، كما عبر آلاف المدنيين النهر بحثاً عن الحماية والدعم. وارتفع عدد السكان في موقع حماية المدنيين في ملكال من 21,000 إلى 48,000 لاجئ، واضطرّ الكثير منهم للعيش في أماكن مكتظّة تفتقر إلى خدمات الصرف الصحي والظروف الإنسانية. وتدير منظمة أطباء بلا حدود المستشفى الوحيد في موقع حماية المدنيين في ملكال حيث استجابت الفرق لحالات التفشّي الكبرى للأمراض كالملاريا والتهابات الجهاز التنفسي والإسهال. كما زادت المنظمة أنشطة مركز الرعاية الصحية الأساسية في واو شيلوك لتقدّم أيضاً الرعاية الثانوية تلبيةً للاحتياجات المتزايدة للسكان. واستمرت المنظمة بالعمل في بقية مناطق ولاية أعالي النيل لتقديم المساعدة الطبية في مخيم دورو للاجئين حيث يوجد 50,000 لاجئ سوداني فرّوا من العنف في ولاية النيل الأزرق، إضافةً إلى المجتمع المضيف في مقاطعة مابان. وقامت المنظمة بتسليم برامجها الطبية الخاصة برعاية اللاجئين السودانيين في مخيمي باتلي وغيندراسا منذ عام 2011 إلى منظماتٍ صحية أخرى.

الاستجابة للحالات الطارئة وتفشّي الأمراض

ضرب موسم الملاريا الشديد جنوب السودان للعام الثاني على التوالي، وبالأخص المناطق الشمالية الغربية. وقد تضاعف تأثير التفشيّ مع النقص الحادّ ونفاد الأدوية الأساسية في المرافق التي لا تديرها منظمة أطباء بلا حدود عبر البلاد. وقد شهدت فرق المنظمة بلوغ مرض الملاريا ذروته في مشاريعها في آغوك، وأويلي، وبنتيو، ودورو، وغوغريال، ومايامو وييدا، واستجابت عبر زيادة العلاج وعدد الأسرّة، ونفّذت برامج واسعة لإيصال العلاج إلى المرضى، وزادت دعمها للمرافق الطبية الأخرى في المناطق المحيطة. وتعرّضت البلاد لحالة تفشٍّ ثانية للملاريا خلال عامين، فاستجابت المنظمة عبر تقديم العلاج والدعم الفني والميداني لوحدة علاج الكوليرا في مستشفى بور في ولاية جونغلي. كما افتتح فريق آخر مركزاً لعلاج الكوليرا في العاصمة جوبا، وقام بتلقيح أكثر من 160,000 شخص ضد المرض. وفي ولاية غرب الإستوائية، سيّرت المنظمة العيادات المتنقلة وتبرّعت بالإمدادات الطبية للمجتمعات المحلية المتأثّرة بالنزاع. وفي سبتمبر/أيلول، أدّى انفجار صهريج وقود إلى مقتل أكثر من 200 شخص وجرح أكثر من 100 في ماريدي، حيث قامت المنظمة بتقديم الرعاية الجراحية، والإمدادات الطبية والرعاية التمريضية على المدى الطويل للمرضى المصابين. كما استمرّت المنظمة في تنفيذ برنامج "الفحص والعلاج" للمصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة في يامبيو على الرغم من تفشّي العنف.

65,300
استشارة سابقة للولادة
295,000
مريض تلقّوا علاج الملاريا
915,900
استشارة خارجية