غرب دارفور: شهادة إيميلي وامبوغو، المرجع الطبي لمشروع منظمة أطباء بلا حدود، تعمل في مستشفى الجنينة التعليمي

غرب دارفور
29 أبريل 2022
قصة
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

كانت إيميلي وامبوغو في المستشفى التعليمي، المدعوم من منظمة أطباء بلا حدود، عندما بدأ القتال في الجنينة، عاصمة غرب دارفور. تم إجلاء فريق منظمة أطباء بلا حدود قبل حدوث التوغل العنيف.


قبل الهجوم على مدينة الجنينة في 24 أبريل/نيسان، كانت المدينة تشهد توتراً بشكل عام بعد النزاعات التي حدثت قبل أيام قليلة في المجتمعات المجاورة. 


في ذلك اليوم كنا مشغولين للغاية [في مستشفى الجنينة التعليمي] حيث كان اليوم الأول من الأسبوع وعادة ما يكون لدينا جولة كبيرة للأطباء على الأجنحة. كان قسم المرضى الداخليين مليئاً بالمرضى وكان قسم العيادات الخارجية ومنطقة الفرز مليئة بالمرضى، حوالي 200 مريض كانوا ينتظرون الاستشارة.


وإذ كنت في جولة الأطباء، بدأنا نسمع بعض الطلقات النارية، ولكن نظراً لأنها كانت بعيدة بعض الشيء، لم نعرف من أين كانت قادمة ولكن في غضون وقت قصير جداً كانت  الطلقات النارية تقترب. لم يكن الأمر سهلاً علينا لأننا لم نتمكن من فهم ما كان يحدث. لم يمض سوى وقت قصير جداً حتى تلقيت مكالمة من منسقنا الميداني السيد هشام، الذي طلب مني التنسيق مع الفريق إذ سيتم إجلاؤنا.


وبينما كنا قادمين من المستشفى إلى بيت الضيافة، شعرنا بالضيق حيث كانت المدينة مليئة بالناس: الأطفال القادمون من المدارس وغيرهم من الناس، والسيارات، والجميع يحاول الهرب بحياته. شعرت بتوتر شديد، لكننا تمكنا من الوصول إلى بيت الضيافة.


حاولت الاتصال بالجميع لمعرفة أين هم موظفونا لفهم ما إذا كانوا جميعاً آمنين وشعرت بالألم حقاً عندما علمت أن الجميع قد خرجوا من المستشفى. وحتى الأمهات اللاتي وضعن أطفالهن على الأكسجين قد اختفوا جميعاً. شعرت بالألم وأنا أتخيل عدد الأطفال الذين سيموتون في ذلك اليوم بسبب نقص الأكسجين والعلاج لأنهم جميعاً غادروا المستشفى.
في وقت لاحق حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، اتصل بي أحد مساعدي التغذية، وأخبرني أنه جاء في النوبة الليلية ولا يزال هناك مرضى في المستشفى وفي مركز التغذية العلاجي للمرضى الداخليين، كان هناك 16 مريضاً، وفي المجمل في قسم طب الأطفال كان هناك 30 مريضاً. في النوبة الليلية، جاء موظفون آخرون، كان هناك ما مجموعه 6 موظفين وطبيب واحد من منظمة أطباء بلا حدود. قالوا أنهم سيعتنون بالمرضى الذين كانوا هناك، ووضعوا المرضى الذين كان من المفترض أن يكونوا على الأكسجين وأعطوا العلاج في تلك الليلة. في حوالي الساعة الثامنة والنصف ليلاً كان هناك إطلاق نار عنيف، حاولت الاتصال لمعرفة ما يحدث، قالوا لي إنهم جميعاً على الأرض لأنه كان هناك إطلاق نار عنيف خارج المستشفى وبعد ثوان قليلة، قالوا إن المستشفى قد هوجم. وبعد ذلك، طلب منهم الجيش [الأمن] ألا يقوموا بأي تحرك، بل أن يغلقوا الجناح خلفهم وألا ينتقل أحد من الجناح، لأنه لم يكن آمناً لهم.


يوم 25 أبريل/نيسان كان اليوم الأكثر ثقلاً مع الكثير من إطلاق النار الذي بدأ الساعة 06:45 صباحاً، وقررت معظم الأمهات مغادرة المستشفى حيث لم تكن هناك خيارات، وقد هرب جميع الموظفين أيضاً. الأشخاص الوحيدون الذين بقوا في المستشفى كانوا 4 أمهات كان أطفالهن على الأكسجين حيث أُبلغنا أنهن قررن البقاء في المستشفى وأياً كان ما سيحدث فلن يُخرجوا أطفالهن مرة أخرى من الأكسجين.


الوضع في الجنينة لا يبشر بخير في هذا الوقت، حالياً ما زلنا في دار الضيافة [26 أبريل]، ليس من السهل علينا حيث لا يزال بإمكاننا سماع إطلاق النار المتقطع هنا وهناك. وبالتأكيد إنه يدعو للقلق لأنه عندما تفكر في المستشفى وحياة جميع الناس الذين كنا ننقذ كل يوم، والأطفال الذين يعانون من وضع سيء ويأتون إلى المستشفى، والآن نحن غير قادرين على مساعدة أي منهم. ليس من السهل علينا، ولكن لا يوجد ما يمكننا القيام به لأننا لا نزال نشعر أنه من غير الآمن الذهاب إلى المستشفى.