تمرير

حدود الأردن المغلقة تجبر منظمة أطباء بلا حدود على إقفال عيادتها في مخيم الزعتري

15 مايو 2017
آخر
شارك
طباعة:

عمّان، الأردن، 7 ديسمبر/كانون الأول 2016- أفادت منظمة أطباء بلا حدود الطبية الدولية الإنسانية أن إحدى العيادات التي تعالج جرحى الحرب السوريين في شمال الأردن تضطر إلى الإقفال بعد مرور ستة أشهر على إغلاق الأردن لحدودها مع سوريا. وفي العيادة الواقعة في مخيم الزعتري للاجئين، الذي يبعد مسافة 80 كيلومتراً تقريباً عن عمان، كانت منظمة أطباء بلا حدود تقدّم الرعاية التالية للعمليات إلى اللاجئين الذي يشفون من العمليات الجراحية التي قد خضعوا لها في مستشفى الرمثا المجاور وغيره من المستشفيات.

وقد تسبّب قرار الأردن بإقفال حدودها مع سوريا في 21 يونيو/حزيران بإيقاف عملية إجلاء جرحى الحرب السوريين القادمين من محافظة درعا السورية إلى مشروع منظمة أطباء بلا حدود الجراحي في مستشفى الرمثا، حيث قدّمت منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الجراحية الطارئة على مدار أكثر من ثلاثة أعوام إلى جانب وزارة الصحة الأردنية. لكن أجنحة المستشفى مغلقة في الوقت الحالي. بالنتيجة، انخفض عدد الإحالات إلى عيادة منظمة أطباء بلا حدود في مخيم الزعتري بشكل هائل.

وتجدر الإشارة إلى أن طاقم منظمة أطباء بلا حدود الموجود في مستشفى الرمثا يستمر بمعالجة العدد المحدود من الحالات الخاصة لدى جرحى الحرب الذين يسمح بدخولهم إلى البلاد. لكن في حال بقيت الحدود مغلقة، فإن منظمة أطباء بلا حدود قلقة حيال اضطرارها إلى إغلاق مشروعها الجراحي في الرمثا.

هذا وتعتبر المستشفيات الميدانية في جنوب سوريا مكتظة بالمرضى وتعاني من نقص في الطواقم والمعدات. وقد تتم إحالة الجرحى من مستشفى ميداني إلى آخر بحثاً عن الخبرة أو المعدات الطبية المطلوبة للقيام بالعمليات الجراحية المعقدة التي في هذه الحالة يمكن أن تُنجز في الأردن، لكن عندها ستكون حياتهم في خطر.

وفي هذا السياق قال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الأردن لويس إيغيلوز إنه: "مع ازدياد حدة القتال والغارات الجوية في جنوب سوريا منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي، تلقّت منظمة أطباء بلا حدود معلومات حول ارتفاع عدد الجرحى السوريين جراء هذا النزاع الوحشي." لكن إمكانية منظمة أطباء بلا حدود في إنقاذ حياة الناس باتت محدودة بشكل هائل بعد منع جرحى الحرب من الدخول إلى الأردن، وفيما نستمر بانتظار فتح الحدود، لا يمكن للجرحى الذين يعانون من حالات خطيرة الانتظار."

والجدير بالذكر أن منظمة أطباء بلا حدود افتتحت عيادة الرعاية التالية للجراحة المؤلفة من 40 سريراً في مخيم الزعتري في أواخر شهر مارس/آذار من العام 2014 كمرفق مكمّل لمشروعها الجراحي في الرمثا يهدف إلى توفير الرعاية الشفائية والتأهيلية للمرضى السوريين، التي تشمل تقديم الأعضاء الاصطناعية والعلاج الطبيعي والدعم النفسي الاجتماعي. وتم استقبال ما مجموعه 531 جريح حرب أُحيلوا من مستشفى الرمثا وغيرها من المرافق الطبية إلى هذه العيادة، فيما قدّمت الطواقم 2,143 استشارة في قسم العيادات الخارجية و 1,454 جلسة علاج طبيعي وأكثر من 2,500 استشارة في الصحة النفسية.

أما اليوم، إن أجنحة منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى الرمثا وعيادة الزعتري شبه خالية، فيما تستمر عمليات القتال والغارات الجوية في جنوب سوريا دون انقطاع، وتزداد الحاجة إلى توفير العلاج المنقذ للحياة إلى الجرحى السوريين الذين يعانون من حالات حرجة. وعلى الرغم من ذلك، تبقى الحدود الأردنية محصّنة ومحكمة الإغلاق، مما يجبر الجرحى السوريين إما على إيجاد حلول بديلة للبقاء على قيد الحياة أو مواجهة الموت.

ومن جهتها أفادت منسّقة مشروع منظمة أطباء بلا حدود في مخيم الزعتري ماريان بيسويجن: "علماً بأن هناك على الأرجح مرضى يموتون على بعد بضعة كيلومترات فقط من الجانب الآخر للحدود بسبب عدم إمكانية الحصول على الرعاية الطبية الأساسية، نعتبر ذلك أمراً مشيناً. فالسكون يسود الأجنحة داخل عيادة الزعتري، ولم تعد تملؤها الأحاديث والضحكات. وهذا ليس بسبب تقلّص حدّة العنف في سوريا في أي حال من الأحوال، وليس بسبب عدم وجود جرحى بحاجة إلى الرعاية الطبية. بل يتمثّل السبب الوحيد في ذلك بالحاجز المادي الذي يحرم أولئك الذين هم في حاجة ماسة إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة من تلقيها."

والجدير بالذكر أن منظمة أطباء بلا حدود سجّلت، من خلال شركائها الطبيين في جنوب سوريا، ما لا يقل عن 70 جريح حرب سوري- من بينهم 16 طفلاً- تم منعهم من عبور الحدود الأردنية، على الرغم من حاجتهم إلى العلاج الجراحي المنقذ للحياة.

لذلك، تكرّر منظمة أطباء بلا حدود نداءها إلى الحكومة الأردنية للعودة عن قرارها وفتح حدودها للسماح لجرحى الحرب السوريين بالحصول على الرعاية الطبية الطارئة والمنقذة للحياة التي باتت غير متوفرة لهم في سوريا.

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في الأردن منذ أغسطس/آب 2006 حين أسّست مشروعاً للجراحة التقويمية في العاصمة عمّان. ومنذ العام 2013، تدير منظمة أطباء بلا حدود مشروعاً جراحياً طارئاً لعلاج الإصابات البالغة في مستشفى الرمثا، إضافة إلى مستشفى للأم والطفل ومشروعين للأمراض غير السارية في إربد والرمثا، وذلك لدعم اللاجئين السوريين والأردنيين الذين يحتاجون الرعاية الطبية.