تمرير

سوريا: عائلة تقرر العودة إلى قرية تعصف بها الحرب في جنوب سوريا

12 يونيو 2017
آخر
شارك
طباعة:

كانت قرية النعيمة بدرعا في جنوب سوريا موطناً لحوالي 10,000 شخص في السابق، لكن القرية تضررت كثيراً بسبب الضربات الجوية خلال سنوات الحرب الستة الماضية. أَجبر القتال الدائر بين القوات الحكومية السورية وقوات من المعارضة وجماعات موالية لداعش، العديد من السكان على الفرار من ديارهم. إلا أنهم كانوا غير قادرين على السفر لمسافات بعيدة، لقلة المال والموارد لديهم. إلى جانب ذلك وكما أفادوا، لم يكن هناك مكاناً آمناً يذهبون إليه. اختار البعض العودة إلى النعيمة، وأن يعيشوا في المباني المُدمرة أو بالخيام المنصوبة على الأرض وفي كثير من الأحيان، تتشارك عدة أُسر العيشَ في منزل واحد. مع استمرار الصراع في المنطقة ازدادت الاحتياجات، مما دفع أطباء بلا حدود إلى التدخل وتوزيع 893 صندوقاً من مواد الإغاثة الأساسيّة (احتوت على مستلزمات نظافة وملابس وأواني طبخ وبطانيات وفرشات)، وتم توزيع هذه الصناديق على اُسر في منطقتين هما منطقة مزارع شرق درعا وفي النعيمة. تلقى محمد علي عبود وعائلته أحد الصناديق وأوضح مأساة عائلته والصعوبات اليومية التي يواجهونها.

أيمكنك أن تخبرنا عن عائلتك ومنزلك؟

تتكون عائلتي من 21 شخصاً بما فيهم أحفادي. نحن بالأصل من قرية النعيمة. وقبل الحرب كُنت أعمل سائق أجرة. وفي عام 2014 أصبح القتال في قريتنا خطيراً للغاية. مما اضطرني للرحيل مع عائلتي إلى بصرى الشام وبقينا هناك لمدة 3 أشهر. عدنا إلى النعيمة عندما اعتقدنا أن الأمور هدأت. إنما كنا مخطئين،. إذ أن زوجتي وثلاثة من أبنائي قتلوا ببرميل متفجر سقط على منزلنا في تموز/يوليو، 2015. أعيش الآن مع اثنين من أبنائي وأبنائهم وأبناء أولادي الثلاثة الذين قتلوا. ولدي ابنتان كلتاهما متزوجتان.

كيف هو الحال في النعيمة اليوم؟

هناك ضربات جوية متكررة. ويمكننا التنقل بأمان إلى قريتين أخريين فقط، هما أم المياذين وصيدا. ولا يمكننا السفر أبعد من ذلك، كون القُرى المحيطة يسيطر عليها النظام. الوضع سيء جداً. لم يذهب الأطفال إلى المدرسة منذ ثلاث سنوات. ولا توجد أي مدرسة في القرية. مما اضطر بعض الناس إلى الرحيل لمكان آخر لتعليم أطفالهم ولكننا لا نستطيع تحمل كُلفة ذلك.

كيف تصل عائلتك إلى الغذاء والماء والحاجات الأساسية؟

نحن نعتمد كلياً على المساعدات التي نتلقاها من المنظمات الإنسانية. فنحن نتلقى الحليب والطحين والأرز والبُرغل. لكن نتمنى لو كان هناك حليب أطفال، نظراً لكون بعض أطفال عائلتي صغار، وأحدهم بعمر 8 أشهر. الكهرباء مقطوعة هنا. ونحصل على الماء من آبار جوفية حفرها نُشطاء محليون. تعيش عائلتي في منزلنا القديم. وكان لبيتنا في السابق أربع غُرف، لكنها تدمرت بسبب القصف. يوجد الآن غرفة واحدة مُتبقية. أسكن فيها أنا وأحد ابنائي. بينما تعيش بقية الأُسرة في خيمتين خارج المنزل.

ماذا تستخدمون للتدفئة والطبخ؟

يتوفر بعض البنزين ولكن سعره مرتفع للغاية ولا يمكنني شراءه. اعتدنا أن نوقد ناراً. خلال فصل الشتاء الماضي، استخدمت أثاث غرف النوم لإيقاد النار. كما قطعت شجرتي زيتون قرب المنزل واستخدمت حطبهما للتدفئة. إنه لمن الصعب العثور على خشب. ونحن نتمنى لو أن لدينا أغذية مُعلبة أكثر. لأنه من الصعب أن نطبخ الأرز والبُرغل دون نار.

وماذا عن إمكانية الحصول على الرعاية الصحيّة؟

ليس هناك أطباء في البلدة ويوجد حاجة كبيرة للدواء. هناك ممرض واحد بالقرية و يمكنه أن يُساعد في إعطاء علاج للصُداع أو آلام المعدة فقط. وتبعُد أقرب عيادة 30 كيلومتراً من هنا. أحفادي صغار جداً، ويحتاجون لمراجعة طبيب بشكل دوري، فهم مرضى غالب الأحيان. يعاني أحد أبنائي من جرح في الرأس نتيجة إصابته جراء البرميل المتفجر الذي نزل على البيت. وهو بحاجة إلى العلاج ولكنه لا يحصل على أي رعاية طبيّة.

هل تلقيتم صناديق إغاثية؟

نعم. لدينا الآن بطانيات وفرشات ومستلزمات نظافة وبعض أدوات المطبخ. هذا يُحدث فرقاً كبيراً. فنحن بحاجة لأي مساعدة يمكن أن تقدمها أي منظمة. أما بالنسبة للمستقبل، فلقد فقدنا أي أمل. إيماننا الوحيد هو بالله. لكننا نأمل أن يحصل حل لهذا الصراع، في يوم ما من الأشهر القادمة، ولكننا نشك في ذلك.