تمرير

نحن في باكستان: كيف تساعد الألعاب في إنقاذ حياة الناس

11 سبتمبر 2017
تدوينة
الدول ذات الصلة
باكستان
شارك
طباعة:

تعمل كارولين حالياً مديرةً للتوعية الصحية في إطار بعثتها مع منظمة أطباء بلا حدود في باكستان. وفيما يلي تشرح كيف يهدد سوء الاستخدام الخطير للأدوية صحة النساء في المنطقة وكيف تعمل وفريقها على تطوير سبل جديدة (وممتعة) لمكافحة ذلك...

صار لي في باكستان حوالي سبعة أشهر، ونحن الآن في منتصف فصل الصيف. الحرارة هنا أشد مما كانت عليه في الصيف الذي قضيته في روستينبورغ أعمل مع أطباء بلا حدود في مشروع حول العنف الجنسي. أفردت بعضاً من أسطري للحديث عن الطقس، فهو موضوع نقاش شائع ومفيد، والأمر ذاته ينطبق على لعبة الكريكيت.

بالنسبة لي كشخصٍ يعرف القليل جداً عن الكريكيت، فقد تحدثت عنها كثيراً في باكستان. وقد علمت مؤخراً بأن هاشم ألما "هو لاعب كريكيت محبوب جداً وشخصٌ طيّبٌ جداً". يبدو كذلك أن الناس هنا يحبون هانسي كروني، أحد أفراد الطاقم الذي يوصف بأنه ’جاك كاليس الباكستاني‘ نظراً لتشابه ملامحهما. لقد كنت محظوظة خاصةً وأنني لا أعرف سوى القليل من أسماء لاعبي الكريكيت.

أنا حالياً في تيميرجارا حيث تدعم المنظمة خدمات صحة الأم والطفل وخدمات الطوارئ في أحد المستشفيات، وهذا يعني ما معدله 900 ولادة و13,000 مريضاً في غرفة الطوارئ. ثمة مشاكل عديدة مرتبطة بصحة الأمهات، إلا أن بعضاً من حالات الطوارئ التي نستقبلها تكون نتيجة عقار الأوكسيتوسين (المعروف باسم ’غارم‘ أو الحقنة ’الساخنة‘)، وهو دواءٌ يحفز المخاض حُقِنّ به قبل المجيء إلينا، علماً أن القانون الباكستاني يمنع إعطاء هذا العقار إلا من قبل الأطباء لهدف تحفيز المخاض.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد نشرت العام الماضي بحثاً حول ارتفاع معدل سوء استخدام الأوكسيتوسين في هذه المنطقة مبينةً العواقب التي قد تطال الأمهات والأطفال على حد سواء. فهذا العقار يؤدي إلى انقباض الرحم ويمكن لسوء استخدامه أن يؤدي إلى انفجار الرحم أو نزف الأم أو اختناق الوليد. وإذا ما تأخرت النساء في القدوم إلى الوحدة الشاملة للرعاية التوليدية الطارئة ورعاية حديثي الولادة، فإن حياة أطفالهن قد تصبح في خطر وقد نضطر إلى استئصال الرحم لإنقاذ حياتهن وحياة أطفالهن، كما يمكن للأم أن تفارق الحياة في مثل هذه الحالات.

لست طبيبة لكن أختي طبيبة، وكثيراً ما كانت والدتي تُسأل: "أتقصدين بأن ابنتك الأخرى تعمل مع أطباء بلا حدود أليس كذلك؟". أعمل في مجال التوعية الصحية الذي يزداد تركيزه على عقار الأوكسيتوسين في مشروع تيميرجارا. وحين نسمع عن تزايد طلب النساء وأزواجهن على هذا العقار ونناقش الولادة مع المريضات في المستشفى يبدو لنا أن الشائع عن الولادة أنها عملية سريعة، وهذا يفسر جزئياً سوء استخدام العقار.

caroline_ot_900.jpg
كارولين في المستشفى الواقع في تيميرجارا في باكستان.

تسعى جميع مشاريع أطباء بلا حدود إلى خفض معدل الوفيات بين الناس، حيث يقوم الفريق الطبي بمهامه استجابةً لسوء استخدام الأوكسيتوسين، في حين تركز فرق التوعية الصحية على تثقيف الناس. غير أن القيود الثقافية والأمنية التي تحد من حركة النساء تدفعنا لتنفيذ جلسات التوعية الصحية في المستشفى، حيث نشرح مضاعفات الولادة وأهمية زيارة المستشفى قبل وبعد الولادة وكذلك الاستخدام الصحيح لعقار الأوكسيتوسين.

نتحدث إلى النساء اللواتي ينتظرن ليضعن مواليدهن أو أقاربهن، بمن فيهم الأزواج. يتخلل هذا العمل مصاعب خاصةً وأن الكثير منهن يكنّ متوترات وقلقات أو أنهن يتألمن، أو ببساطة يشعرن بالملل. وبغية تحقيق الفائدة القصوى فإننا نركز على اللجوء إلى وسائل تشاركية بما فيها الألعاب، وقد اعتمدنا مؤخراً على لعبة الأونو لإيصال الرسائل المتعلقة بالحمل الآمن وقد أطلقنا عليها اسم سبونو. فلكما زاد عدد المشاركين وزاد مستوى النقاش زادت الفائدة التي تحققها التوعية الصحية. كما اختبرنا مؤخراً لعبة جديدة حول صحة الحوامل والأمهات (تم تعديلها عن لعبة دوبل ولهذا أطلقنا عليها اسم موبل) حيث قال بعض الأزواج بأن التفاعل الذي توفره اللعبة سهّل عليهم الحديث حول الأوكسيتوسين.

ويحن أفكر في الأمر من منظور خارجي أجد بأن جزءاً كبيراً من العمل الطبي يتضمن مصطلحات تخصصية وكلمات مركبة، وقد زادت معرفتي بها منذ أن بدأت عملي في باكستان. وآخر تلك المصطلحات رغم أن لا علاقة لها بالطب كانت مفهوم "م.م.ع" أي مزاج المباراة العالي، وقد تعلمت هذا المصطلح حين كنت أناقش رياضة الكريكيت*. نأمل أن تصبح الألعاب التي على غرار سبونو وموبل جزءاً من مصطلحات التوعية الصحية التي نستخدمها وأن تعزز رسائلنا الهادفة إلى تحقيق سلوكيات حمل آمنة وتقليل معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال.

ملاحظة: لسنا متأكدين من مدى النجاح الذي ستحققه سبونو لكننا سعداء بهدف اللعبة وباسمها.

* رغم أنني أتفق شخصياً مع أحد سائقي أطباء بلا حدود الذي اعترف بأنه يعتقد أن الكريكيت لعبة مملة ويفضل الأكل والنوم عليها.

.