تمرير

بنغلاديش: مخيم كوتوبالونغ-بالوخالي للاجئين الروهينغا، مخيّم دائم التوسّع

8 مايو 2018
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
بنغلاديش
شارك
طباعة:

مثل بقية المناطق في مخيمات كوتوبالونج-بالوخالي الكبرى في كوكس بازار ببنغلاديش يتميّز مخيم 17 بالأعلام الملونة الممزقة المربوطة على الخيزران بدائي الصنع وأماكن الإيواء المشمّعة.

ولكن ما يجعله مميزاً عن المناطق الأخرى في أحد أكثر مخيمات اللاجئين كثافة سكانية في العالم هو أن معظمه لا يزال غير مأهول.

وهو واحد من مناطق التوسع التي أنشئت حديثًا لإيواء لاجئين الروهينجا الجدد الذين يواصلون اللجوء من ولاية راخين في ميانمار، والذين يتم ترحيلهم من مناطق أخرى في المخيم.

وصل أكثر من 5 آلاف شخص منذ بداية العام، إضافة إلى قرابة 693 ألف لاجئ من الروهينغا لجأوا نتيجة العنف الجماعي والاضطهاد منذ أغسطس\آب 2017 عبروا الحدود لبنغلاديش.

ويستمر المخيم، المعدّ حديثًا ويقع على مساحة 120 هكتار اً على أراضٍ جبلية، في النمو. ليس يومًا بعد يوم، وإنما تعمل الجرافات والعمال مستخدمين المجارف والمعاول على مدار الساعة.

يقول منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، فرانشيسكو سيغوني، "إنه جهد ضخم، ولن يكون كافياً للأسف، وليس هناك ما يكفي من الأراضي المتاحة، فالمخيم مزدحم للغاية".

ويضيف سيغوني،" أوضاع الصرف الصحي والنظافة العامة أقل من المعايير الدنيا في الأماكن التي يتم الترحيل إليها. وعند المطر، لا نتوقع الفيضانات والانهيارات الأرضية فحسب، بل نتوقع أيضاً زيادة هائلة في خطر تفشي الأمراض. ستصبح المراحيض تحت الماء، ويبدو أن التلوث لا مفر منه. نحن نستعد للاسوأ ".

تشير التقديرات إلى أن حوالي 200 ألف شخص معرضون للخطر ، وأن 15٪ من المخيم يمكن أن يُصاب بالضرر بسبب الفيضانات المتوقعة بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. في حين تخطط الحكومة لتوفير 680 هكتاراً أخرى في المستقبل، في منطقة غير محددة ، وهي مساحة لا تزال أقل بكثير مما هو مطلوب: يقدر أن كل 10 هكتارات تتسع لعشرة آلاف شخص كما أفادت المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين.

وتعمل منظمة أطباء بلا حدود على زيادة قدرتها على مواجهة الطوارئ الطبية والاحتياجات المستمرة داخل المخيم. ذلك بالإضافة إلى أربعة مستشفيات وثلاثة مراكز صحية أولية و 10 مراكز صحية، وتم افتتاح مستشفى جديد يضم 100 سرير على أطراف المخيم 17 الشهر الماضي، وهو مجهز بوحدة عزل بقدرة 50 سريرًا. وبوقت سابق من شهر شباط\فبراير افتتحت منظمة أطباء بلا حدود مستشفى بقدرة استيعابية تصل لــ74 سرير في غويالمارا وقسم توليد جديد بالكامل في عيادة كوتوبالونغ بشهر نيسان\أبريل. وفي مستشفى الحديقة المطاطية الذي يحتوي على 30 سريراً لمرضى الخناق، رفعت منظمة أطباء بلا حدود طاقتها الاستيعابية للمركز لتصل إلى 100 سرير للمرضى الذين يعانون من الإسهال المائي كجزء من خطة الطوارئ الاستعدادية.

ولا تزال هناك حاجة ملحة لتوفير المياه لللاجئين الجدد واللاجئين الموجودين، وخاصة في مناطق التوسع المخصصة حديثًا.

يقول سيغوني: "إن توفير مياه الشرب النظيفة يمثل أولوية مطلقة في المخيم: إنه نشاط لإنقاذ الحياة بقدر أهمية عملنا الطبي".

"نحن نتسابق مع الزمن للوصول إلى مناطق جديدة ومواكبة السياق المتطور باستمرار".

وقد وفّرت منظمة أطباء بلا حدود حتى اللحظة مئات الآبار التي تم ضخها يدويًا، وحفرت 25 ثقبًا أرضياً عميقًا للمضخات الآلية.

في يوم أحد الأيام شديدة الحرارة في أواخر نيسان / أبريل، قام عرفات حسين، البالغ من العمر 25 عاماً، وهو مشرف توزيع في شبكة المياه التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، بتركيب مضخة آلية في المخيم 17 بعمق 120 قدماً.

كما غامر أحد سكان كوكس بازار بالخروج من مستشفى منظمة أطباء بلا حدود مع فريق من 12 متطوعًا، حاملين مولداً كهربائياً لتركيبه في المخيم بالرغم من خطورة العبور على الطريقين الوحيدتين اللتان يوفران إمكانية الوصول إلى المخيم.

وقد عملوا في أحد أيام الأمطار الغزيرة في موسم الأمطار المبكرة من أجل تركيب المضخة بنجاح والتي توفر المياه لمجتمع المخيمات المحلي الحالي والمجتمعات القادمة. ومن المأمول أن يوفر كل بئر عميق الماء لما يصل إلى 4 آلاف شخص، ب5 ليترات من المياه القابلة للشرب لكل شخص في اليوم الواحد.

قال حسين: "لقد نجحنا، ولكن لا يزال هنالك الكثير الذي لا يزال يتوجب علينا القيام به، مثل تركيب شبكة مياه، وهناك آبار أخرى تحتاج إلى مضخات أيضًا".

وتوزع منظمة أطباء بلا حدود أيضا فلاتر المياه على المرضى الأكثر احتياجاً لها، مثل الحوامل والأمهات اللواتي لديهن أطفال دون سن الخامسة، وتعمل المنظمة كذلك على حفر الآبار وتركيب مضخات المياه.

وتم توزيع أكثر من 600 فلتر حتى الآن، بالإضافة إلى الآلاف من الأجهزة البسيطة التي سيتم توزيعها.

يقول المشرف على فلاتر المياه في منظمة أطباء بلا حدود هلال الدين، وهو أحد أفراد المجتمع المحلي قرب المخيم: "نحن ندرب السكان المحليين لمساعدة المستفيدين على استخدام وصيانة الفلاتر، بالإضافة إلى المتابعة معهم بعد أسبوع وشهر وثلاثة أشهر. إنّ الناس سعداء حقًا حتى الآن. تستخدمها العائلات وغالبًا ما تتقاسمها مع الجيران. إنه أمر مهم حيث يوجد نقص في المياه النظيفة".