تمرير

عرسال: وين كان بدنا نروح؟

16 أغسطس 2018
قصة
الدول ذات الصلة
لبنان
شارك
طباعة:

بدأت أطباء بلا حدود عملها في بلدة عرسال الواقعة على الحدود اللبنانية السورية منذ عام 2012، ولا زالت تقدّم المساعدة الطبية المجانية بشكلٍ متواصل للفئات الأكثر حاجة من مواطنين لبنانيين ولاجئين سوريين. تشمل خدمات منظّمة أطباء بلا حدود في عيادتها في عرسال استشارات طب الأطفال، وبرنامج رعاية الأمراض المزمنة، وخدمات الصحّة الإنجابيّة (بما في ذلك الولادات الطبيعية)، واستشارات الصحّة النفسيّة، وأنشطة التوعية الصحّية.

عبد الحميد الحجيري، 75 سنة:

msf239905_medium.jpg
عبد الحميد الحجيري، 75 سنة, لبناني من عرسال مصاب بمرض السكري

عبد الحميد الحجيري لبناني من عرسال، يبلغ عمره 75 سنة، وهو أب لستة أولاد، يسكنون جميعًا في البلدة. لم يغادر عبد الحميد وعائلته عرسال أبدًا رغم الأوضاع الأمنيّة المتأزّمة التي شهدتها في السنوات الأخيرة. ويقول عبد الحميد مستذكراً تلك الأحداث: "وين كان بدنا نروح؟"

يعاني عبد الحميد من مرض السكري منذ أكثر من 20 سنة، ويزور عيادة أطباء بلا حدود للرعاية الصحية الأولية في عرسال منذ عام 2016، حيث يتلقى المتابعة الطبيّة الدّوريّة ويحصل على العلاج مجانًا. فقبل أن يسمع عن خدمات المنظمة في عرسال، كان يشتري الدواء كلما توفّر ثمنه.

هاجر عبد الحميد إلى ليبيا شابّاً، وعمل لأكثر من 25 سنة في الحفريات والصرف الصحي، ومن ثمّ عاد إلى لبنان وتابع عمله في المجال نفسه. وقد جمع ثروة مالية كانت ستؤمن له حياة كريمة، إلا أن قيمة ثروته انخفضت إثر اندلاع الحرب الأهليّة في لبنان.

بين يوم وآخر تبدّلت أحوال عبد الحميد وقلّت فرص العمل، كما وجد بلدته تعاني أوضاعاً أمنيّة واقتصادية صعبة جدّاً تفاقمت مع الأيّام.

عانى عبد الحميد منذ بضعة أشهر عارضاً صحّياً يستدعي خضوعه لعمليّة جراحيّة طارئة. لكنّ الخدمات الصحية المتخصّصة غير متوفّرة في عرسال، فكان عليه دخول مستشفى في زحلة، كما أنّه اضطرّ إلى تأمين مبلغ 1,000 دولار أميركي لدفع المتبقي من تكلفة العمليّة بعد تغطية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وجد عبد الحميد أن ما بقي من "تحويشة العمر" لا يغطّي تكاليف العمليّة، ولم يكن من السهل عليه طلب المساعدة من أحد.

تخطّى عبد الحميد هذه الأزمة الصحيّة، لكنّه ما زال يعاني من أمراض مزمنة، ولذلك يحرص على زيارة عيادة أطباء بلا حدود دوريّاً، كما يهتم باعتماد نمط حياة صحّي يقيه من المضاعفات

خديجة زعرور، 70 سنة:

msf239906_medium.jpg
خديجة زعرور، 70 سنة، سيدة لبنانية من عرسال، مصابة بمرض السكري

خديجة زعور لبنانيّة من عرسال تبلغ من العمر 70 سنة، تعيش حاليًا في بلدة سعدنايل في البقاع اللبناني.

"أزور هذه العيادة بسبب وضعي الصحيّ"، تقول خديجة التي تعاني من السكريّ. أخبرتها ابنتها التي تعيش في عرسال حول عيادة منظّمة أطباء بلا حدود للصحة الأولية في عرسال، فأصبحت تزورها لعدم قدرتها على تحمّل نفقات الاستشارات والعلاج في مرافق أخرى.

تدرك خديجة أهميّة الالتزام بمواعيد استشارات المتبعة الطبيّة، لكن بعض الظروف العائليّة حالت دون ذلك.

تذكّر الممرّضة خديجة بالموعد القادم وتشدّد على ضرورة التزامها به، فتبتسم خديجة وتقول "إن شاء الله".

عبد اللطيف، 56 سنة:

msf239907_medium.jpg
عبد اللطيف، 56 سنة، مريض مصاب بالسكرى، هرب من القصير في سوريا إلى عرسال في 2013

عبد اللطيف الذي يبلغ من العمر 56 سنة هو رجل سوريّ من القصير في حمص، لجأ إلى لبنان في العام 2013 وسكن منذ ذلك الحين في مخيمٍ للاجئين في عرسال، وهو مريض سكري منذ أكثر من 18 سنة. منذ بداية الحرب في سوريا، شهد عبد اللطيف على تلف بساتينه وهدم منزله أمام عينيه، وقد أصيب هو وزوجته واثنين من أولاده جراء القصف، فاضطرت العائلة إلى الهرب دون أن يأخذوا معهم أي شيء.

تغير نمط حياة عبد اللطيف كثيرًا بعد لجوئه إلى لبنان.

في سوريا، كان يملك منزلًا كبيرًا وبساتين زراعية متنوعة، يزرع فيها الفاكهة والحبوب والخضار. ومن غلات بساتينه، كان يتّبع حمية غذائية سليمة لتفادي مضاعفات السكريّ. أصبح اليوم يسكن في خيمة، ولا يحظى بفرصة عمل لتأمين قوت أطفاله وأدويته.

عُرف عبدالحميد بعزة نفسه ووضعه المالي الجيد. إلّا أن أيامه الأخيرة في سوريا قبل رحيله، ومن ثم ظروف لجوئه إلى لبنان، ساهما بتدهور حالته الصحيّة والنفسيّة.

يشكر عبد اللطيف منظمة أطباء بلا حدود على الجهود التي تبذلها في مساعدة سكان عرسال واللاجئين السوريين، فلو لم تكن موجودة في عرسال باستمرار منذ العالم 2012، لاضطر، كما مئات آخرين، أن يتدبّر أموره في تأمين الدواء شهريًا، وكان ذلك ليكون مهمّة مستحيلة خصوصًا خلال الأحداث الأمنية التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية.

إقرأوا التقرير الكامل عن المشروع على موقعنا الدولي