تمرير

تصوير أزمة الروهينغا من خلال الرسوم المتحركة

21 أبريل 2020
قصة
الدول ذات الصلة
بنغلاديش
شارك
طباعة:

في عام 2017 انصب اهتمام العالم على شعب الروهينغا في ميانمار، وهم أقلية عرقية مسلمة، يعتبرون اليوم أكبر مجموعة عديمة الجنسية في العالم. وقد أبرز العنف المروع الذي تعرضوا له في شمال راخين، إضافة إلى الصور الصادمة لنزوحهم إلى بنغلاديش، عقوداً من التمييز ضدهم تحت عين الحكومة. وطيلة أشهر عديدة كانت مخيمات اللاجئين في كوكس بازار تزدحم بالفرق الإعلامية. لكن كما هو الحال في الكثير من الأزمات، سرعان ما ينحسر الاهتمام وينسحب الإعلام بحثاً عن قصة كبيرة أخرى. وبالفعل تحولت عناوين الأخبار نحو أحداث أخرى لكن وضع الروهينغا مازال على حاله.

ولإعطاء الروهينغا سمة خاصة ومساعدة المشاهدين على فهم الكلفة البشرية لنزوحهم، طلبت أطباء بلا حدود من الفنان البريطاني المعروف ريتشارد سواربريك إنتاج فيلم رسوم متحركة. تصحب الفيلم كلمات غنائية مؤثرة من أغنية "أعطني الأمل" (Give me Hope) للفرقة البريطانية (Three Laws)، يُحدث الفيلم بتقنية المنظار الدوار تعاطفاً مع الناس الذين في الفيديو، العالقين بين مطرقة العنف المنهجي وسندان اللامبالاة العالمية. ويقول سواربريك أن الهدف كان "عرض الحقيقة بأفضل طريقة ممكنة. ونأمل أن يلهم ذلك الناس كي يتحدثوا عن الوضع وكي يتحدثوا عن اللاجئين بدون تحامل سلبي".

تبدأ القصة في ولاية راخين بميانمار حيث نرى بطل القصة، رجل روهينغي، يعيش حياته بشكل طبيعي في قريته. يصلي ويرعى ماشيته، لكنه محتجز ضمن مجتمعه بفعل سياسات تمييزية.

وإذ تتحول هذه السياسات إلى عنف جسدي، يتسارع إيقاع الأغنية. تحترق المنازل ويتفرق الناس. يهرب البطل المرسوم باللون الأزرق مع آخرين مخاطرين بحياتهم في رحلة عبر الماء إلى بنغلاديش. تثير المَشاهِد فوضى وصعوبة اللحظة حيث تندفع الأسر باذلة جهدها ألا يتركوا المسنين أو المرضى خلفهم.

وحال وصولهم بنغلاديش، يصبح على اللاجئين أن يبدأوا من الصفر، بينما لا يؤويهم سوى خيام مهلهلة. تدفع الأغنية سرد الأحداث على الإسراع، وتنقل في طياتها إحباط النزوح والحاجة الملحة لإيجاد حل. وما يزيد من شدة الأذى الذي طال الروهينغا بسبب التمييز والعنف المقصود غياب الأفق للمستقبل. ومع عدم وجود فرص عمل أو تعليم لهم، فيكاد لا يوجد ما يفعله المرء في المخيمات. وفي ظل غياب حلول سياسية لأزمة الروهينغا في المدى المنظور، تشعر أن لكلمات الأغنية وقعاً عميقاً عندما تقول: "أعطني الأمل... فلا أدري أين ذهب".

ويقول سواربريك: "أثناء صناعة الفيلم، تعلمت الكثير عن وضع الروهينغا. هناك نوع من اليأس وفقدان الأمل ولا يوجد أي بصيص أمل قريب. كما علمت أن حجم الأزمة هائل لدرجة لا تعقل, فمخيم اللاجئين (كوتوبالونع-بالوخالي) كبير بحيث يمكن رؤيته من الفضاء، وهو أمر صادم".

تُعرض تجربة اللاجئين في أحداث القصة من خلال عيونهم: رجل، وامرأة، وطفل. يتخلل الفيلم إحصاءات مجردة عن نزاعات بعيدة ويُظهر الكلفة الإنسانية للعنف والنزوح.

رسوم وإخراج: Richard Swarbrick

شركة الإنتاج: Presence

المنتج: Danny Fleet

شارك في الإنتاج من أطباء بلا حدود: Dalila Mahdawi and Ikram N’gadi

موسيقى: Three Laws

التسجيل الموسيقي: West One Music Group

المزيد على موقعنا الدولي: