تمرير

اليمن: تستأنف منظمة أطباء بلا حدود أنشطتها الخارجية للنازحين في مديرية عبس

25 أكتوبر 2020
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
اليمن
شارك
طباعة:

استأنفت فرق منظمة أطباء بلا حدود أنشطتها الطبية في الأسابيع الماضية للوصول إلى السكان النازحين في منطقة عبس بعد فترة أدى فيها كوفيد-19 إلى فرض تعليق أنشطة العيادات المتنقلة وترك آلاف العائلات مع فرص أقل للوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية. في الوقت نفسه، تشهد فرق أطباء بلا حدود في مستشفى عبس إزدياد للحالات بعد فترة أدى فيها الخوف من الإصابة في المرافق الصحية إلى إبتعاد العديد من الأشخاص عن المرافق الصحية، مما تسبب في تأخر العلاج للعديد من الحالات التي تتطلب رعاية طبية، ولا سيما عند الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية وخيم.

إنها أواخر شهر سبتمبر إلا أن درجة الحرارة في الساعة 8:30 صباحًا تصل إلى 40 درجة مئوية تقريبًا ولكن الأمر يصبح أكثر صعوبة عند تنفس الهواء الرطب الحار. العائلات في مخيم كديش، وهو احد أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في المنطقة - يبلغ عددهم حوالي عشرة الآف شخصاً وفقًا للأرقام الرسمية - ينظرون إلى سيارات منظمة أطباء بلا حدود وهي تقترب وهم يعلمون أن عيادة متنقلة ستكون متاحة لهم بعد انقطاعها لبضعة أشهر.

يبدأون بالتجمع في الموقع المعتاد، ولكن أكثر من يركض إليها هم الأطفال لأنهم يعرفون مسبقًا أن هناك عبوة مياه كبيرة مملوءة بالماء البارد في إحدى تلك السيارات وهو ما يحتاجون إليه في ذلك الوقت. يقول طارق فرحان، مشرف الأنشطة الخارجية في منظمة أطباء بلا حدود "من أحد التحديات الرئيسية في المخيمات هو الحصول على مياه، لذا غالباً ما يبحث الناس عنه في الآبار حيث المياه غير الصالحة للشرب، ونكتشف أن العديد من حالات الإسهال هي بسبب مياه الآبار الملوثة". يؤدي نقص المياه النظيفة ومستلزمات النظافة أيضًا إلى العديد من حالات الأمراض الجلدية التي شاهدتها فرق العيادة المتنقلة.

تستضيف مديرية عبس في محافظة حجة حوالي 150 ألف نازح تركوا منازلهم بسبب الحرب المستمرة منذ 5 سنوات والتي دمرت بلادهم. تعيش العديد من هذه العائلات في ظروف صعبة للغاية منذ سنوات، ومن احدى التحديات الرئيسية التي يواجهونها هي عدم الحصول على الرعاية الصحية، ولا حتى الأساسية منها، والتي تضاف إلى المشاكل المتكررة في الحصول على السلع الأساسية والطعام ومياه الشرب. كانت حياتهم صعبة من قبل وقد زاد كوفيد-19 الأمر سواءً، ليس فقط بسبب خطر الإصابة بالعدوى، ولكن أيضًا بسبب شحة المساعدة الإنسانية التي كانوا يتلقونها في السابق وأصبحت أقل تواترًا بالإضافة إلى تزايد الخوف من الذهاب إلى المراكز الصحية، فالكثيرون لا يشعرون بالأمان حول تدابير الوقاية هناك.

تتواجد منظمة أطباء بلا حدود في عبس منذ عام 2015 للاستجابة لاحتياجات النازحين ودعم المرافق الصحية في المنطقة - بما في ذلك أكبر مستشفى - لكن ظهورالوباء جعل التحرك والوصول إلى المواقع الذي يستقر به النازحون مؤقتًا أمراً في غاية الصعوبة على فرق أطباء بلا حدود. الآن، أسُتنف عمل العيادات المتنقلة وتم إجراء ما يقرب من 300 استشارة في الثلاث الزيارات الأولى في مخيمات كديش وبني مشطاء والمطاين. وتستهدف العيادة بشكل أساسي الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل، من ناحية آخرى هناك أنشطة إضافية مثل الفحص المعملي السريع لاكتشاف الملاريا بل أيضًا لتقييم مستويات الجلوكوز أو البروتين عند الحاجة.

فاطمة زياد حالياً هي حامل بطفلها السابع وهي من مخيم كديش. يعاني السكان المحليون من آثار النزاع ومشاكل الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية. توضح لنا فاطمة "أتيت لإجراء فحص طبي لأنني كنت أعاني من بعض المشاكل في حملي. قال لي العاملون في منظمة أطباء بلا حدود إنني بحاجة إلى فحص طبي شهري حيث سأحصل أيضًا على الفيتامينات".

msf336290_medium.jpg

تتم إحالة بعض المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة إلى مستشفى عبس الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود. يوضح طارق فرحان "نشهد عدداً كبيراً من الإحالات. كان الكثيرون يخشون الذهاب إلى المستشفيات بسبب كوفيد 19 مما أدى إلى ازدياد حالات المرضى الصحية سوءًا لذا لا يمكننا علاجهم في العيادات المتنقلة، فهم يحتاجون إلى رعاية المستشفى".

العديد من الحالات التي تصل إلى المستشفى تكون مصابة بسوء التغذية الناجم عن أمراض أخرى لم يتم علاجها بشكل صحيح وفيالوقت المناسب. حدث هذا مع العنود، التي تبلغ من العمر 9 أشهر من منطقة أسلم التي تبعد حوالي 20 كم من مديرية عبس. يقومون جداتها بالاعتنا بها في المستشفى، حيث يقوم والدها برعاية الأغنام القليلة التي يمتلكونها و التي تعتبر مصدر دخلهم، ووالدتها حامل ولديها صعوبة في الحركة. تشرح إحدى الجدات "تم نقل العنود لأول مرة إلى مركز صحي محلي حيث لم تتلق العلاج المناسب وانتهى الأمر بنقلها إلى مستشفى عبس، حيث يتم علاجها من سوء التغذية الحاد وتسمم الدم والالتهاب الرئوي. لا تزال في المستشفى إلا أن حالتها بدأت تتحسن ببطء بعد ستة أيام من العلاج".

يستغرق الأمر رحلة طويلة بالنسبة لهم للوصول إلى مستشفى عبس من مسقط رأسهم. تضيف الجدة "أمضينا ثلاث ساعات للوصول إلى المستشفى وكان علينا القيام بذلك عبر سيارة خاصة، وهي مكلفة للغاية، لأن محاولة ركوب الحافلة سيكلفنا السير عبر الجبال والوديان للوصول إلى الطريق الرئيسي ثم الانتظار؛ بينما كان وضع العنود الصحي لا يطيق الانتظار"

يقول باولو ميلانيسيو، منسق مشروع عبس في منظمة أطباء بلا حدود "هذه حالة نموذجية. لدينا مثل هذه الحالات من قبل ولكن الوباء و تأخر وصول المرضى أدى إلى تفاقم الأمر، وخاصة لدى الأطفال، الذين يصلون في ظروف أسوأ بسبب أن العائلات تنتظر وقتًا طويلاً جدًا قبل أن تأتي إلى المستشفى". "على مدى شهور، شهدنا تناقص في معدلات القادمين إلى المستشفى. الآن، العديد من تلك العائلات التي كانت تخشى فيروس كوفيد-19 تأتي إلينا عندما يكون وضع أقاربها في غاية السؤ. هذا يجعل العلاج أكثر تعقيدًا". ويضيف باولو "نأمل فقط أن يفهم الناس أن المجيء إلى المستشفى يعتبر آمن وأن يأتو في الوقت المحدد للبحث عن علاج لأقاربهم".