تمرير

شمال شرق سوريا: نفاد التمويل والإمدادات الطبية من المستشفيات مع وصول الموجة الثانية من فيروس كورونا إلى المنطقة

6 مايو 2021
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
الجمهورية العربية السورية
شارك
طباعة:

أمستردام / شمال شرق سوريا، 3 مايو/ أيار 2021- وصلت الموجة الثانية من جائحة كوفيد-19 إلى شمال شرق سوريا. واعتبارًا من 26 أبريل/ نيسان، كان هناك أكثر من 15 ألف حالة مؤكدة - بما في ذلك 960 حالة على الأقل مسجلة من بين العاملين الصحيين و640 حالة وفاة، وفقًا لتقارير المنظمة الطبية الدولية أطباء بلا حدود. يُعتقد بأن الأعداد الحقيقية للأشخاص المصابين بـ كوفيد-19 أعلى بكثير مما تم تسجيله مع استمرار معاناة الناس للوصول إلى الفحوصات والرعاية الصحية. وبعد مرور عام على تسجيل أول حالة إصابة بكوفيد-19 في المنطقة، لا تزال الاستجابة هشة وتعاني من نقص حاد في التمويل، بينما لا تزال خطط إعطاء المطاعيم للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية والسكان غامضة وغير واضحة.

تنتشر جائحة كوفيد-19 الحالية بسرعة في جميع أنحاء شمال شرق سوريا. ففي المستشفيين الاثنين المخصصين لعلاج كوفيد-19 واللذين تدعمهما منظمة أطباء بلا حدود في المنطقة، في الحسكة والرقة، شهدت الفرق الطبية زيادة حادة في الحالات المؤكدة في الشهر الماضي، بما في ذلك بين العاملين الصحيين. من الواضح أنه لم يتم تسجيل العديد من الحالات بالنظر إلى معدل النتائج الإيجابية الناتجة عن فحوصات فيروس كورونا المسحية الذي يصل إلى 47 ٪، ويرتبط ذلك بشكل مباشر بالقدرة على إجراء الفحوصات المحدودة في المنطقة.

تقول مديرة الطوارئ الطبية في منظمة أطباء بلا حدود في سوريا، كريستال فان ليوين: "إنه لأمر مروع، فبعد مرور عام على تفشي الفيروس، لا تزال منطقة شمال شرق سوريا تكافح من أجل الحصول على الإمدادات الأساسية اللازمة للتعامل مع كوفيد-19. حيث أن هناك نقص واضح في الفحوصات المخبرية ولكون سعة المستشفى غير كافية لاستيعاب المرضى، كما أن هناك أيضاً نقص في الأكسجين اللازم لدعم أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه، بالإضافة إلى محدودية توافر معدات الحماية الشخصية للعاملين في القطاع الصحي."

يتواجد المختبر الوحيد في المنطقة والذي يتم فيه إجراء فحوصات كوفيد-19 المسحية في القامشلي، والذي يعاني حاليًا من نقص حاد في الإمدادات، وبعد أسبوعين من الآن لن تكون هناك قدرة لإجراء فحص فيروس كورونا المسحي في المنطقة ما لم تصله المزيد من الإمدادات. تبرعت منظمة أطباء بلا حدود بمستلزمات الاختبار لمختبر القامشلي في أربع مناسبات منذ بداية الوباء، وذلك لمنع النفاد الوشيك للإمدادات وضمان الاستمرار بإجراء فحوصات فيروس كورونا المسحية. تقول فان ليوين: "مع عدم وجود آلية لعبور الحدود من خلال الأمم المتحدة في شمال شرق سوريا، فإن هذا الأمر يخلق تحديات أمام وصول الإمدادات إلى الشمال الشرقي من المنظمات التي تتخذ من دمشق مقراً لها، مثل منظمة الصحة العالمية، حيث تعاني المنطقة بشدة من نقص الخدمات الحاد في ظل هذا التفشي للوباء".

توقف مركزان على الأقل من مراكز علاج كوفيد-19 في الحسكة والرقة عن توفير أنشطتهما بعد نفاد التمويل والإمدادات الطبية، حيث يرتبط ذلك بعدم وجود خطط تمويل طويل الأجل من قبل المنظمات الإنسانية ووجود صعوبة في خطوط الإمداد. في حين أن العديد من المستشفيات الأخرى غير المدعومة تطلق أجراس الإنذار وتطلب دعمًا أساسيًا وضرورياً لمواد مثل الأكسجين والمضادات الحيوية ومعدات الوقاية الشخصية حتى تتمكن من التعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى المصابين بكوفيد-19.

بينما تلقى العديد من العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية في جميع أنحاء العالم حقنتهم الأولى من المطعوم لحمايتهم من كوفيد-19، إلا أن خطط التطعيم في شمال شرق سوريا تتعرض للإهمال، مع وجود وعود غامضة وتخطيط غير كافٍ. حيث أفادت السلطات المحلية أنها وعدت فقط بما مجموعه 20 ألف مطعوم لمنطقة تستضيف خمسة ملايين شخص، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت تلك المطاعيم ستصل أم لا.

تقول فان ليوين: "مع وجود هذه الالتزامات الضئيلة والافتقار إلى التخطيط الواضح، نشعر بقلق بالغ من أن أنشطة التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد من غير المرجح أن تحدث في المنطقة في أي وقت قريب. حيث ثبت أن تخصيص المطاعيم وغيرها من الإمدادات الأساسية يتم بصورة غير عادلة عبر مناطق مختلفة من البلاد، مما يدل على أن استجابة المساعدات الإنسانية في شمال شرق سوريا تتأثر سلبًا بالسياسات الإقليمية والافتقار إلى آلية لعبور الحدود تابعة للأمم المتحدة."

يعاني العديد من الأشخاص في شمال شرق سوريا بالأصل من محدودية الوصول إلى الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي، مما يجعلهم معرضين بشكل خاص للإصابة بهذه الموجة الثانية من الوباء. ففي مرافق علاج كوفيد-19 التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود، تستمر معدلات الوفيات في الارتفاع حيث أصبحت الخدمات الصحية تعاني من ضغط كبير؛ فمع قبول وإدخال أكثر من 70٪ من المرضى بحاجة إلى الأكسجين، لم يكن من الممكن مواكبة متطلبات الإمداد.

وتقول فان ليوين: "إن الاستجابة لفيروس كوفيد-19 في شمال شرق سوريا غير كافية ولا يزال الناس يموتون دون داع جراء هذا المرض. وإن زيادة المساعدة المقدمة من المنظمات الصحية والإنسانية أمر ضروري، وكذلك مرونة الجهات المانحة والمتبرعة لدعم المنظمات المنفذة خلال فترات الذروة والانحسار لهذا الوباء. مع عدم وجود نهاية متوقعة لجائحة كوفيد-19 في سوريا، يجب القيام على توفير المطعوم والتخطيط على المدى الطويل من أجل منع المزيد من المعاناة غير الضرورية وتجنب النقص المفاجئ والمعرقل في الإمدادات الأساسية اللازمة للوقاية من كوفيد-19 واختباره وعلاجه."