تمرير

سوريا: أطباء بلا حدود تنفّذ حملة تلقيح للأطفال في مناطق أهملها برنامج اللقاح الوطني في شمال شرق البلاد

17 أغسطس 2021
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
الجمهورية العربية السورية
شارك
طباعة:

أمستردام/شمال شرق سوريا، 12 أغسطس/آب 2021 – هناك حاجة ملحة لحلول مستدامة لضمان أن يحصل الناس في منطقة عين العرب/كوباني في شمال شرق سوريا على وقاية طويلة الأمد ضد الأمراض القابلة للوقاية باللقاحات، حسبما أشارت المنظمة الطبية الدولية الإنسانية أطباء بلا حدود. فالناس في منطقة عين العرب/كوباني ليس لديهم وصول الى برنامج اللقاح الوطني بسبب غياب الإرادة السياسية لخدمة المنطقة، ما يترك للمنظمات الإنسانية مسؤولية الاستجابة الى الحاجة، وتواجه بدورها تحديات لوجستية وإمدادية في منطقة متضررة من عشر سنوات من الحرب.

المنظومة الصحية في منطقة عين العرب/كوباني لا تعمل بالكامل ولا يمكنها تلبية احتياجات الأهالي. وهناك نقص في المواد الطبية والطواقم، والكثير من البرامج الطبية تعتمد على الدعم من المنظمات الإنسانية. كما أن المشاكل الأمنية الناجمة عن الانتفاضات ضمن النزاع المسلح والتحديات اللوجستية المصاحبة أعاقت توريد اللقاحات، وما زالت هذه التحديات قائمة إلى يومنا هذا. ويسهم هذا الانقطاع في زيادة الحاجة الى اللقاح ويزيد من احتمالية حدوث تفشيات لأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وفي الوقت نفسه، تصل برامج اللقاح الروتينية التي تديرها وزارة الصحة السورية وبدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف إلى مناطق أخرى لضمان تغطية اللقاحات الروتينية. ومع ذلك، فإن سكان منطقة عين العرب/كوباني، وكذلك مناطق في شمال سوريا لا يصلهم اللقاح.

وتقول حنا مجانين، مديرة الطوارئ الطبية في منظمة أطباء بلا حدود في شمال شرق سوريا: "يجب ألا تؤثر الحساسيات السياسية على خطط اللقاح الوطنية. ويجب اتخاذ جميع التدابير لإيجاد حلول عملية لضمان إدراج سكان منطقة عين العرب/كوباني في استراتيجية االلقاحات الوطنية وكذلك استراتيجية اللقاح ضد فيروس كورونا".

ومن أجل تحقيق حماية كافية طويلة الأمد ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، يجب إعادة تفعيل برنامج اللقاح الروتيني في شمال سوريا ، وتحديداً في تلك المناطق التي لا تتلقى حالياً اللقاحات من خلال البرامج على المستوى الوطني. ويجب على السلطات المعنية ضمان توفير اللقاحات بشكل عادل وموثوق وإدماج تنفيذ اللقاحات الروتينية في نظام الرعاية الصحية الحالي في منطقة عين العرب/كوباني.

وإلى جانب الافتقار إلى اللقاحات الروتينية، فبالكاد وصلت لقاحات كوفيد-19 إلى منطقة عين العرب/كوباني. وفي حين تم تسليم حوالي 23,000 لقاح كوفيد-19 مؤخراً إلى أجزاء أخرى من شمال شرق سوريا، وهو ما يمثل أقل من 1 في المئة من السكان، فقد وصل 100 لقاح فقط إلى عين العرب/كوباني.

وسعياً للحد من الحاجة الى اللقاح ، عملت منظمة أطباء بلا حدود جنباً إلى جنب مع السلطات الصحية المحلية في منطقة عين العرب/كوباني منذ مارس/آذار 2015 لإعادة خدمات اللقاح الروتينية في المنطقة، بما في ذلك تنظيم العديد من حملات اللقاح والحملات التعويضية في المدينة والمناطق المحيطة بها بعد الانقطاعات في التزويد.

وقد دعمت منظمة أطباء بلا حدود مؤخراً الهلال الأحمر الكردي والسلطات الصحية المحلية في شمال شرق سوريا لتنفيذ حملة تلقيح لحماية الأطفال من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، بدءاً من منتصف مارس/آذار 2021. وقامت الفرق بتلقيح 10,412 طفلاً دون سن السابعة بشكل كامل. وقدمت الجرعة الأولى إلى 28,309 أطفال آخرين في مدينة عين العرب/كوباني و 14 موقعاً آخر في المنطقة . [1]

وتحاول منظمة أطباء بلا حدود أيضاً إعادة إنشاء خدمات اللقاح الروتينية في مناطق رأس العين وتل أبيض في شمال سوريا. وفي هذا الشهر، أطلقت منظمة أطباء بلا حدود حملة تلقيح ضد الحصبة هناك، تلتها حملة تعويضية بسبب نقص حملات اللقاحات الروتينية في المنطقة. وستوزع فرق أطباء بلا حدود أيضاً مكملات فيتامين أ وتجري فحصاً غذائياً نشطاً لحوالي 94,000 طفل دون سن العاشرة. وستجري الجولة الأولى من الاستجابة في أغسطس/آب، ومن المزمع إجراء الجولتين الثانية والثالثة من اللقاحات ضد الأمراض المتعددة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في شهري أكتوبر/تشرين الأول و نوفمبر/تشرين الثاني.

ولتقييم حملة اللقاح، أجرت فرق منظمة أطباء بلا حدود مسحاً في مايو/أيار 2021 لمعرفة عدد الأطفال الذين تلقوا اللقاحات ’الروتينية‘ للحماية من الحصبة والسل والتهاب الكبد ب في منطقة عين العرب/كوباني ومنبج.

وشمل الاستطلاع الذي أجرته فرق منظمة أطباء بلا حدود 1،651 طفلاً تتراوح أعمارهم بين سنة وسبع سنوات من 1,225 أسرة. وتظهر النتائج الأولية أن أقل من نصف الأطفال الذين شملهم الاستطلاع كانوا محميين من الحصبة (تغطية 41 في المئة). وتلقى 64 في المئة من الأطفال التطعيم عند الولادة ضد التهاب الكبد ب، وبلغت التغطية لمرض السل 68 في المئة (لقاح BCG).

وتقول مجانين: "تُظهر هذه النتائج أن جيلاً معرض لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات. ويجب على جميع السلطات والمنظمات الصحية ذات الصلة ووكالات الأمم المتحدة إيجاد طريق إلى الناس في منطقة عين العرب/كوباني وغيرها من المناطق المهملة في شمال شرق سوريا، لضمان عدم تجاهل الحاجة في تلك المناطق".

[1] المواقع المتضمنة: مدينة كوباني، شيران، تل غزال، عين البط، خانيك، قنايا، بيندر، زيرافيك، سيفتك، قادرية، صرين، رامالا، جلابية، جريك، جرنية، تل عثمان