شمال غرب سويا: توفير الرعاية الصحية بين الأنقاض في جنديرس

In collaboration with a local organisation, an MSF team in Jindires town is running a mobile clinic in Hamam camp. A camp set up for 270 families made homeless by the quakes. They performed 1,550 medical consultations and offered 670 mental health sessions.
تمرير
29 مارس 2023
قصة
الدول ذات الصلة
الجمهورية العربية السورية
شارك
طباعة:

 في حين بلغ النزاع في سوريا عامه الثاني عشر، لا تزال تداعيات الزلازل التي ضربت مناطق من سوريا وتركيا في 6 شباط/ فبراير تضاعف من معاناة السكان في شمال غرب سوريا وتدفع بنظام الرعاية الصحية إلى حدوه القصوى. تضرر 55 مرفقًا صحيًا في شمال غرب سوريا جراء الزلازل، وعُلّقت الخدمات في 15 منها، ما يحد بشدة من حصول الناس على الخدمات الصحية.

بلدة جنديرس في محافظة حلب هي إحدى البلدات الأكثر تضررًا من الزلزال، إذ تدمر 60 في المئة من مبانيها وتضرر 90 في المئة منها.

ويعلّق منسق مشروع أطباء بلا حدود في شمال حلب إنريكي غارسيا، " شهدنا الدمار الهائل خلال تجولنا في شوارع جنديرس. تدمرت بعض الأحياء بكاملها وتضرر الكثير من المباني، بما في ذلك مركز الأمومة الذي تدعمه أطباء بلا حدود بالتعاون مع الشريك محلي، حيث كنا نوفّر خدمات الولادة الآمنة وتشمل العمليات القيصرية الطارئة، وخدمات الرعاية لحديثي الولادة ".

كان لا بد من حل فوري، ولو مؤقت، لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية الأساسية كخدمات الأمومة ورعاية الأطفال، فأنشأت فرق أطباء بلا حدود عيادة متنقلة في مخيم خُصّص لأكثر من 270 عائلة شردتها الزلازل في جنديرس. فقدّم الفريق المدعوم من المنظمة 1550 معاينة طبية و670 جلسة دعم نفسي. كما ساعدت فرق أطباء بلا حدود جمعية محلية لإنشاء مستشفى ميداني وهو عبارة عن خيم نُصبت إلى جانب المستشفى المتضرر، تقصدها النساء للولادة والحصول على خدمات الصحة الإنجابية، والأطفال للحصول على استشارات طبية. وتلقّى أكثر من 1000 مريض العلاج في تلك الأقسام. أما المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة، فيُحالون إلى المستشفيات في مناطق أخرى.

ويضيف غارسيا، "شُرّد جميع سكان جنديرس. ومن لم يترك البلدة منهم يعيش الآن في مخيمات النازحين أو خيم بجانب منازلهم المتضررة، وبينهم نساء حوامل وأطفال يحتاجون إلى الرعاية الطبية. نعمل مع شريكنا المحلي لضمان تمكنهم من الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية متى احتاجوا إليها. فيما نسعى إلى تحسين أوضاع المرافق الصحية التي ندعمها".

خلال الساعات الأولى بعد وقوع الزلزال، أطلقت أطباء بلا حدود استجابة فورية لدعم المستشفيات والمراكز الصحية في محافظتي إدلب وحلب، فزودتها بمستلزمات الطوارئ ومجموعات التعامل مع الإصابات البليغة والمستلزمات الجراحية والإمدادات الطبية لمساعدتها على التعامل مع تدفق المصابين. وبعد ستة أسابيع، تبرز الحاجة إلى استجابة أشمل وأوسع نطاقًا لاستعادة قدرة النظام الصحي وضمان استمرارية الخدمات الصحية للناس في شمال غرب سوريا.

وبحسب غارسيا، "المرافق الصحية مثقلة وتفتقر إلى الموارد. تعمل الطواقم في ظروف صعبة وبُنى مؤقتة كالخيم أحيانًا، من دون إمدادات وتجهيزات طبية تكفي لتغطية احتياجات الناس. لا بد من تكثيف الدعم ليستعيد النظام الصحي في شمال غرب سوريا قدرته على الاستجابة وضمان توفير الرعاية الصحية في الوقت المناسب وعلى نحو مستدام للسكان".

حتى قبل وقوع الزلزال، كان النظام الصحي مرهقًا بفعل 12 عامًا من الحرب. وتسبب النقص الشديد في الطواقم الطبية بإجبار المستشفيات على مشاركة الطواقم لتواصل العمل. هذا وتواجه معظم المرافق الصحية نقصًا دائمًا في الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية.

على الرغم من الظروف الصعبة، يعمل الطاقم الطبي على مدار الساعة في جنديرس للاستجابة إلى احتياجات الناس الطبية.  

وفي هذا الصدد، يقول غارسيا، "تدهشني قوة أعضاء الطاقم وحبّهم للعطاء. رأيت قابلة قانونية تستقبل المرضى في خيمتها بعدما أمست هي نفسها بلا مأوى وانتقلت إلى العيش في مخيم بسبب الزلزال. ورأيت صيدلانية تصطحب طفلها إلى عملها في المركز الصحي، إذ كانت لا تزال ترضعه. التقيت بأشخاص كثيرين يعملون بلا كلل رغم أنهم تضرروا شخصيًا بفعل الزلزال".  

في جنديرس والمناطق المتضررة في محافظتي حلب وإدلب، تعمل فرق أطباء بلا حدود على تطوير استجابتها بما يتناسب مع احتياجات الناس. ويشمل ذلك دعم المرافق الصحية، وتوفير الخدمات الطبية وخدمات الصحة النفسية، وتوزيع مواد الإغاثة على الأسر المتضررة، وتنفيذ أنشطة المياه والصرف الصحي في مخيمات النازحين. وتتمثل إحدى الأولويات في جنديرس بدعم بناء مركز أمومة جديد، ليحل محل المركز المدمَّر وتوفير مكان آمن ومناسب للولادات وتقديم خدمات رعاية الأم والطفل.