أفغانستان: ارتفاع معدلات سوء التغذية في هرات تزامنًا مع وصول خدمات الرعاية الصحية إلى نقطة الانهيار

Afghanistan 2021
15 نوفمبر 2021
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
أفغانستان
شارك
طباعة:

كيف بدا الوضع الصحي في هرات منذ سيطرة طالبان؟

يتعرض نظام الرعاية الصحية لخطر الانهيار في جميع أنحاء البلاد، تزامنًا مع كون الاحتياجات الصحية ضخمة. وينعكس هذا أيضًا عبر ما نلاحظه في هرات. ولقد كان الوصول إلى الرعاية مسألة رئيسية في أفغانستان قبل فترة طويلة من استيلاء طالبان على السلطة، ولكن الوضع اليوم قد تدهور أكثر، إذ تم تعليق معظم المساعدات الدولية، والذي يشمل تمويل البنك الدولي لبرامج منظمة الصحة العالمية للرعاية الأساسية والضرورية التي تغطي مقاطعة هرات.

يجري إغلاق المرافق الصحية في المنطقة أو خفض خدماتها إلى الحد الأدنى مع أي موارد متاحة متبقية. ولا توجد لدينا رؤية لما سيحدث لهذه المرافق. الناس عاطلون عن العمل وفقراء؛ ولا يمكنهم تحمل تكاليف الرعاية الخاصة، في حين أن بعض المنظمات الإنسانية التي كانت تعمل سابقًا في المنطقة لم تستأنف أنشطتها بالكامل بعد.

كما فقد مستشفى هرات الإقليمي، وهو المرفق الذي ندير فيه مركزًا للتغذية العلاجية للمرضى المقيمين، بعضًا من موظفيه الرئيسيين؛ فقد غادر المدير وبعض كبار الكوادر الطبية البلاد قبل سيطرة طالبان على المدينة. وكانت النتيجة غياب الإدارة من المستشفى وظهور العديد من التحديات الإدارية.

ولم يتم دفع الرواتب لمدة خمسة أشهر فيما عدا مركز التغذية العلاجية للمرضى المقيمين الذي تديره أطباء بلا حدود. ولا توجد إمدادات طبية كافية، ولا أموال لدفع نفقات الصيانة. وفي الوقت نفسه، تعجّ أجنحة المستشفى بالمرضى. باختصار، ثمة احتياجات في كل مكان، والنظام يواصل الانهيار.

أشار كثيرون، بمن فيهم الأمم المتحدة، إلى أن سوء التغذية يمثل أزمة كبيرة في البلاد. فما الذي نشهده من خلال برنامج التغذية الذي ننفذه؟

تظهر مؤشراتنا أن سوء التغذية هو بالفعل مشكلة رئيسية. ربما كنت سأعرفها على أنها أزمة تلوح في الأفق، والتي بدأت قبل الأحداث الأخيرة بفترة طويلة. إذ لاحظنا زيادة بنسبة 40 في المائة تقريبًا في عدد حالات الدخول إلى مركز التغذية العلاجية للمرضى المقيمين بين شهري مايو / أيار وسبتمبر / أيلول 2021، مقارنة بالأشهر نفسها في عام 2020.

تجاوزت ذروة سوء التغذية هذا العام مستوياتها المعتادة، من حيث الشدة والمدة: إذ توقعنا انخفاضًا في شهر سبتمبر / أيلول، بينما لاحظنا بالفعل زيادة أخرى في عدد الحالات.

وفي الآونة الأخيرة، أصبح الوضع أسوأ. لقد كان مركز التغذية العلاجية للمرضى المقيمين التابع لنا مشغولًا للغاية، مع أكثر من 60 حالة دخول جديدة كل أسبوع، ووصل عدد المرضى في المستشفى إلى أكثر من ضعف سعتنا القصوى، ودفعنا هذا للقرار بزيادة عدد الأسرّة.

يسافر العديد من مرضانا وعائلاتهم أكثر من 15 كيلومترًا للحصول على خدمات الرعاية الطبية، بينما يأتي البعض من مناطق بعيدة مثل مقاطعات بادغيس وغور وفرح، على بعد أكثر من 100 كيلومتر.

ومن المحتمل أن تكون هناك عدة أسباب لزيادة معدلات سوء التغذية في المنطقة، والتي تشير على الأرجح إلى الوضع الأوسع في أفغانستان: نقص المرافق الصحية العاملة في المنطقة؛ والانكماش الاقتصادي (مع معدل تضخم يصل إلى 30 في المائة للمواد الغذائية)؛ ونقص السيولة وإغلاق البنوك؛ والجفاف الذي من المتوقع أن يستمر طوال عام 2021

الهجمات الأخيرة في قندوز وقندهار هي تذكير مفزع بأن انعدام الأمن لا يزال مصدر قلق. هل نحن قلقون على سلامة فرقنا في المنطقة؟

أولاً وقبل كل شيء، نسعى لإعلام المجتمع بأننا موجودون لتقديم المساعدة الطبية وعدم الانحياز لأي طرف في أي نزاع. وأحد أصولنا الرئيسية هي الحياد وجودة الخدمات التي نقدمها، فيما يتعلق بالثقافة المحلية.

ومع ذلك، كانت الهجمات في قندوز وقندهار مروعة حقًا. وقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان مسؤوليته عنها، والذي له تاريخ في استهداف مجموعات مثل الشيعة والهزارة (تعيش مجتمعات كبيرة من كلاهما في هرات)، وبشكل عام، استهداف المدنيين في البلاد أيضًا.

من المحتمل أن يكون هذا التهديد قد تفاقم بسبب المرحلة الأخيرة من عدم الاستقرار. إننا نبذل قصارى جهدنا لمراقبة السياق وتقليل مخاطر الوقوع في هجوم، مع العلم أنه لا توجد طريقة للقضاء على مثل هذه المخاطر تمامًا. وينطبق هذا الأمر في الواقع على أي شخص في أفغانستان، بما في ذلك في هرات.