الطوارئ المناخية: أطباء بلا حدود تلتزم بخفض انبعاثات الكربون إسهاماً في حماية صحة الناس الأكثر ضعفاً

Carbon climate
21 أبريل 2022
بيان
شارك
طباعة:

تهدّدُ الطوارئ المناخية مستقبل كوكبنا وصحّة وعافية الناس في جميع أنحاء العالم. كما أن المجتمعات التي نقدم لها المساعدات قد بدأت تعاني من تبعات التغير المناخي، ونعلم أن الأزمات الصحية والإنسانية ستزيد في نطاقها وشدتها في ظل تسارع الأزمة المناخية. لذا لا بد من العمل واتخاذ خطوات فورية كي نحول دون تفاقم المعاناة الإنسانية ونستجيب لآثار التغير المناخي.

التزامنا

ندرك بأننا نسهم في المشكلة العالمية لانبعاثات الكربون والاختلال البيئي الذي يتسبب به الإنسان، ولهذا فقد تعهّدنا بخفض انبعاثاتنا الكربونية بحلول العام 2030 بمعدلٍ لا يقل عن 50 بالمئة مقارنةً بالعام 2019، إذ أننا نسعى بهدفنا هذا إلى رسم مسارٍ ثابتٍ نحو إزالة الكربون، كي نكون على تناغم مع أهداف اتفاق باريس بشأن المناخ والقاضي باحتواء ارتفاع حرارة كوكب الأرض بحيث لا يتجاوز هذا الارتفاع درجتين مئويتين. وقد اتفقت حركة أطباء بلا حدود الدولية بالإجماع على هذا الهدف الطموح وعلى نشر تقارير تركز على التقدم الحاصل في هذا الشأن.

وإزاء هذا قال رئيس أطباء بلا حدود الدولي د. كريستوس كريستو: "ستتضرّرُ صحة الإنسان أكثر فأكثر جراء التبعات السلبية للطوارئ المناخية، ولن يكفي أن نستجيب للمشاكل الصحية عندما تبرز، إنما يتعين علينا أداء دورنا للحؤول دون حدوثها في الأساس، حيث أن الفشل في التحرك سيعني أننا ننقُضُ التزاماتنا الطبية والأخلاقية تجاه المرضى والمجتمعات".

هذا وتجري حالياً دراسات لتقييم بصمة أطباء بلا حدود الكربونية للعام 2019، لكن لا شك في أن على منظمتنا الاستمرار في التأقلم ومعالجة المشاكل المتعلقة بنقل الأشخاص والإمداد والإنشاءات والطاقة وإدارة النفايات.

الناس الأضعف هم الأكثر تضرراً بالأزمة المناخية

تعمل فرقنا الطبية الإنسانية في العديد من المشاريع على الاستجابة لأوضاع مرتبطة بتغير البيئة. وهذا يشمل زيادة أعداد المصابين بالملاريا وحمى الضنك والكوليرا الناتجة عن التغيرات في نماذج هطول الأمطار والحرارة. كما أن هناك زيادةً في حالات الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر نتيجةً لاشتداد الضغوط على البيئة وزيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة كالأعاصير والجفاف والتي من شأنها الإسهام في سوء التغذية. يشار إلى أن فرقنا تشهد في العديد من مناطق عملنا على احتياجاتٍ صحيةٍ عديدة ناتجة عن تكرار الأوبئة وغياب الأمن الغذائي والصراعات والنزوح، والتي تتفاقم كلها نتيجةً للطوارئ المناخية.

الموقف يستدعي تحركاً عاجلاً

انطلاقاً من ميثاق أطباء بلا حدود البيئي للعام 2020، فإننا ندرك الحاجة إلى إحداث تغييرات حقيقية وفورية تسهم في الحد من تأثير التغير المناخي على الصحة. وهذا ما دعانا إلى التعهد بخفض انبعاثاتنا الكرونية على نحو جذري خلال هذا العقد والانضمام إلى نحو 200 منظمة إنسانية في التوقيع على ميثاق المناخ والبيئة للمُنظَّمات الإنسانية. فمنظمتنا منظمة طوارئ طبية، أي أن أولويتنا لا تحيد أبداً عن توفير المساعدات العاجلة للناس في بعض من أكثر مناطق الأرض عزلةً. لكن لا بد أن نجد سبيلاً يمكننا من أداء عملنا والحدّ من بصمتنا البيئية في الآن ذاته. فلا بد أن نغير أسلوب عملنا في منظمة أطباء بلا حدود وعلى مستوى القطاع الإنساني بل وعلى صعيد المجتمع بأسره. وهذا ليس بالأمر السهل، لكنه أمرٌ يزداد أهمية في ظل تفاقم الطوارئ الإنسانية نتيجةً للتغير المناخي.

وأضاف كريستو: "إزالة الكربون من علمنا في تنفيذ ودعم مشاريع الطوارئ الطبية التي نقودها في أكثر من 70 بلداً ليس مهمةً بسيطة، بيد أننا مصممون على تحقيقها ونعمل من جميع الزوايا لإيجاد الحلول. وإذا ما أردنا أن نُجنّبَ أجيال المستقبل مزيداً من المعاناة والكوارث، فلا بد أن نتحمل المسؤولية، حيث أن الأزمة المناخية في نهاية المطاف أزمةٌ صحية وقد بات خفض الانبعاثات اليوم جزءاً من عملنا الإنساني".