غزة: المرضى والكوادر الطبية عالقون في المستشفيات وهي في مرمى النيران – على الهجمات أن تتوقف فورًا

 MSF Staff At al Shifa Hospital
تمرير
13 نوفمبر 2023
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
الأراضي الفلسطينية المحتلة
شارك
طباعة:

 

11/ تشرين الثاني - خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، رزحت المستشفيات في غزة تحت القصف من دون انقطاع. وقُصف مجمع مستشفى الشفاء عدة مرات، بما في ذلك قسم الأمومة والعيادات الخارجية، ما أوقع عددًا من الضحايا والمصابين، علمًا أنه المرفق الصحي الأكبر حيث تواصل كوادر أطباء بلا حدود العمل. هذا ولم تتوقف الأعمال العدائية حوله. وما زالت فرق أطباء بلا حدود ومئات المرضى متواجدين في المستشفى. وفي هذا السياق، تكرر أطباء بلا حدود دعوتها إلى وقف الهجمات على المستشفيات والوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المرافق والطواقم الطبية والمرضى.

"نحن نُقتل هنا، افعلوا شيئًا من فضلكم"، كانت هذه الرسالة النصية التي أرسلها ممرض في أطباء بلا حدود من قبو مستشفى الشفاء هذا الصباح حيث يحتمي مع عائلته من القصف المتواصل. ويقول في هذا الصدد، "تلجأ أربع أو خمس عائلات في القبو الآن، والغارات شديدة القرب منا. أولادي يبكون ويصرخون من الخوف".

وتعلق رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية المحتلة، آن تايلور، "الوضع في مستشفى الشفاء كارثي فعلًا. ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى وقف هذا الاعتداء المتواصل على النظام الصحي في غزة. يتواجد كوادرنا ومرضانا داخل المستشفى والقصف العنيف لم يتوقف منذ الأمس".

مستشفى الشفاء هو مجمع الاستشفاء الأساسي في قطاع غزة، إذ يضم 700 سرير ويقدم الرعاية الطارئة والجراحية للمرضى. في موازاة ذلك، لم تعد غيره من مرافق القطاع قادرة على استقبال أو علاج هذا العدد الكبير من المصابين بجروح معقدة أو حتى مهددة للحياة. وعلى الرغم من الهجمات المنتظمة والنقص الكبير في المستشفى، تمكّن الطاقم من الاستمرار في تشغيله، علمًا أنّ التيار الكهربائي قد انقطع عن مستشفى الشفاء يوم أمس. ولم تعد سيارات الإسعاف قادرة على التحرك لنقل الجرحى في حين منع القصف المستمر المرضى والموظفين من إخلاء المستشفى. وفي أثناء كتابة هذا المقال، شهدت فرقنا إطلاق النار على أشخاص وهم يحاولون الفرار من المستشفى.

ويوضح الدكتور محمد عبيد، وهو جراح يعمل مع أطباء بلا حدود في مستشفى الشفاء، "خضع الكثير من المرضى لجراحات مؤخرًا وليس بإمكانهم السير بعد، ناهيكم عن إخلاء المستشفى. نحتاج إلى سيارة إسعاف لنقلهم، وليس لدينا سيارات إسعاف لإجلاء جميع المرضى".

ويتساءل، "لا نستطيع المغادرة. فمنذ صباح [أمس]، أجرينا عمليات جراحية لـنحو 25 مريضًا. وإن لم أبقَ هنا مع جراح آخر، فمن سيعتني بهم؟ في المستشفى مريض يحتاج إلى عملية جراحية، وآخر ما زال نائمًا [تحت تأثير التخدير]".

تدين أطباء بلا حدود حكم الإعدام الصادر بحق المدنيين المحاصرين حاليًا في مستشفى الشفاء والمذيل بتوقيع الجيش الإسرائيلي. لا بد من وقف عاجل وغير مشروط لإطلاق النار من جميع الأطراف المتحاربة؛ كما يجب إمداد جميع أنحاء قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية بصورة فورية.

فقدت أطباء بلا حدود الاتصال مع جراح يعمل ويقيم في مستشفى القدس مع عائلته. وأُبلغ أن المرافق الصحية الأخرى، بما في ذلك مستشفى الرنتيسي الذي دعمته أطباء بلا حدود في الماضي، حوصرت بالدبابات الإسرائيلية كذلك.

نناشد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، الذين دعوا مرارًا إلى احترام القانون الدولي الإنساني، لاتخاذ الإجراءات اللازمة وضمان وقف فوري لإطلاق النار. إن الفظائع التي تتكشف أمامنا في غزة تؤكد أن دعوات ضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي الإنساني لم تلقَ آذانا صاغية. لذلك، فاتخاذ إجراءات هادفة من شأنها التوصل إلى وقف إطلاق النار يعد الطريقة الأكثر فعالية لضمان حماية المدنيين.

تعرّض آلاف الأشخاص لإصابات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وبعضهم في حالة حرجة وسيحتاجون إلى عمليات جراحية معقدة وعلاج يمتد لأسابيع إن لم يكن لأشهر. لا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر وقف إطلاق النار بشكل كامل والإيصال غير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما في ذلك الغذاء والوقود والمياه. فقد أمسى كل ما ذُكر سبيل النجاة الأساسي للسكان في غزة.