تمرير

اليونان: تقرير جديد لأطباء بلا حدود يوضح حجم معاناة طالبي اللجوء واللاجئين والمهاجرين جراء نهج البؤر المكتظة الّذي يتبناه الاتحاد الأوروبي.

20 يونيو 2021
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
اليونان
شارك
طباعة:

أثينا/ بروكسيل/ جينيف، 10 يونيو/ حزيران 2021: دعت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير صدر اليوم قادة الاتحاد الأوروبي إلى تغيير نهجهم تجاه الهجرة والتخفيف من سياسات الاحتواء والردع الحالية، إذ أنّها تضر بصحة طالبي اللجوء واللاجئين والمهاجرين ورفاههم، وهذا ضرر يمكن تجنبه.

تقول المستشارة الإنسانية حول الهجرة في أطباء بلا حدود وأحد كاتبي هذا التقرير ريم موسى، "إن سياسات الاحتواء والنظر في طلبات اللجوء في البؤر المكتظة على الجزر اليونانية التي يتبناها الاتحاد الأوروبي قد خلقت أزمة غير مسبوقة ومعاناةً إنسانية هائلة. ولا يمكن اعتبار هذه النتائج غير مقصودة. إنّ هكذا نموذج من البؤر المكتظة ليس مصمًّا للنظر في طلبات المهاجرين وطالبي اللجوء فحسب، بل لردع كل شخص يجرؤ على البحث عن الأمن في أوروبا".


يوضح التقرير الّذي حمل عنوان ’بناء الأزمة عند الحدود الأوروبية‘ كيف تضع سياسات الاتحاد الأوروبي صحة الأشخاص ورفاههم وأمنهم على المحك على الجزر اليونانية. فبعد نجاتهم من العنف والمشقة، يُحتجز الأشخاص في ظروف مروعة ويعانون من نقص المعلومات حول وضعهم القانوني وإجراءات الحدود واللجوء الصارمة. لقد تسبب هذا النهج ببؤس الأشخاص وعرّض حياتهم للخطر وقوّض حقهم في اللجوء.

خلال العامين 2019 و2020، عالجت عيادة أطباء بلا حدود للصحة النفسية في خيوس وليسبوس وساموس 1,369 شخصًا، من بينهم كثيرون يعانون من أمراض نفسية حادة كاضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب. وعانى أكثر من 180 شخصًا عالجتهم أطباء بلا حدود من إيذاء الذات أو حاولوا الانتحار. إن ثلثي هؤلاء الأشخاص هم من الأطفال ويبلغ عمر أصغرهم 6 سنوات.

في هذا الصدد، أشار المرضى أنّ الضغوطات اليومية والخوف الدائم يعتبرون من العوامل الرئيسية التي تؤثر على رفاههم وصحتهم النفسية. وينضوي تحت العوامل أيضًا التنقل في ظروف سيئة والإجراءات الإدارية وإجراءات اللجوء المعقدة والتعرض للعنف وانعدام الأمن والانفصال الأسري والاحتياجات الطبية التي لا تُلبى، فضلًا عن الخوف من الترحيل.

علاوة على ذلك، أُهملت متطلبات الحياة الأساسية في الجزر اليونانية على مدى سنوات، حتى اضطرت أطباء بلا حدود ومنظمات غير حكومية أخرى إلى التدخل باستمرار لتأمين الخدمات الحيوية من رعاية الصحية ومياه. فنقلت فرق المنظمة بين أكتوبر/تشرين الأول 2019 وأيار/مايو 2021 أكثر من 43 لترًا من المياه النظيفة إلى البؤرة المكتظة في "فاثي" في جزيرة ساموس حيث لا تصلح المياه للشرب.

يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليونان لورغوس كاراجيانيس، "على الرغم مما يزعمه الاتحاد الأوروبي والحكومة اليونانية حول اتجاه الأوضاع للتحسن، فإنّهما ينفقان الملايين على توحيد هذا السياسات التي تسببت بالأضرار الجسيمة وتفاقمها".

"ومن المثير للصدمة أن بؤرة موريا في ليسبوس لم تكن غير فعالة فحسب بل فتاكة أيضًا، إلا أنها أمست مخططًا نموذجيًا لبناء مركز جديد في ساموس هو في الحقيقة أشبه بسجن. يقع المرفق الجديد في منطقة نائية ومعرضة من الجزيرة، حيث سيُحتجز الأفراد في حاويات شحن محاطة بأسلاك شائكة، مع خضوع الدخول والخروج للمراقبة. لا يمكن أن يروّج لذلك على أنّه تحسن للأوضاع المعيشية، لا سيما أنّه من شأن هذا الوضع أن يتسبب باستمرار تدهور الصحة النفسية ويزيد من أزمة الحماية ويخفي معاناة العالقين على الجزر اليونانية".

يفاقم الاتحاد الأوروبي والحكومة اليونانية من الأزمة عبر التخطيط لوضع مراكز جديدة متعددة الأغراض للاستقبال وتحديد الهوية في مناطق نائية على الجزر اليونانية. ويجري بناء أحد هذه المراكز على جزيرة ساموس وقد يبدأ تشغيلها في يونيو/حزيران 2021.

وتنهي موسى، " لقد فات الأوان لإظهار التعاطف والحس السليم. يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه إنهاء سياسات الاحتواء وضمان حصول الأشخاص الذين يصلون إلى أوروبا على المساعدة الطارئة وتسهيل وصولهم إلى الحماية وضمان استقبالهم في المجتمعات الأوروبية واندماجهم فيها بشكل آمن عند".