تمرير

العراق: فرق أطبّاء بلا حدود تُحذر من عواقب إنسانية وخيمة على النازحين في مخيم ليلان إذا ما أُعيدوا قسراً إلى مناطقهم الأصلية

25 نوفمبر 2020
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
العراق
شارك
طباعة:

أمستردام / العراق - في وقت مبكر من صباح يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني وصلت حافلات إلى مخيم ليلان بمحافظة كركوك استعداداً لنقل النازحين العراقيين من المُخيم، وقد شارك سكان المخيم فرق أطباء بلا حدود مخاوفهم من إعادتهم قسراً إلى مناطقهم الأصلية. وتعرب منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها العميق بشأن العواقب الإنسانية التي ستُحدثها عمليات إغلاق المخيمات المُسرَّعة على النازحين المُستضعفين الذين يقطنون المخيمات دون تقديم حلول آمنة ومستدامة.

منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، أُعيد حوالي 25,000 من النازحين الذين كانوا يستقرون في المُخيمات الرسمية إلى مناطق سُكناهم الأصلية وذلك بعد مباشرة الحكومة العراقية بعملية إغلاق المخيمات. في حين أن العديد من النازحين يحلمون بتمكنهم على العودة لديارهم، إلا أنَّ البعض الآخر منهم يرى الأمر كابوساً بسبب انعدام الأمن ونقص المأوى والخدمات في مناطقهم الأصلية. وصف لنا سكان مخيم ليلان، ومن بينهم المرضى الذين يُراجعون عيادتنا، بالتفصيل سبب خوفهم من العودة إلى قراهم وبلداتهم.

تقول امرأة من سكان المخيم: "إذا أرادوا إغلاق المخيم فلا ينبغي أن يرسلونا إلى مناطقنا الأصلية الآن. عليهم توفير الأمان لنا. فبسبب العديد من القضايا القبلية وانعدام الأمن، لا يستطيع الكثير من الناس العودة إلى قُراهم". في الواقع، يواجه النازحون في بعض الحالات أعمال عنف واعتقال محتمل في مناطقهم الأصلية، حيث قد يُشتبه في وجود صلة لدى بعضهم بالجماعات المسلحة. وهذا يخلق الكثير من حالات الوصم في العراق، ونتيجة لذلك، فإن احتمال الإجبار على العودة يجعل هذه العائلات تخشى بشدة على سلامتها وسلامة أحبائها. وتضيف المرأة قائلة: "عندما عاد بعض جيراني إلى منطقتهم، تعرضوا للاعتداء اللفظي واضطروا للاختباء من سُكان منطقتهم حيث كانوا يخشون أن يتعرضوا للأذى من قبل السكان".

يعيش أكثر من 7000 شخص في مخيم ليلان. ويشكل النساء والأطفال غالبية السكان. فر معظمهم خلال النزاعات المُسلحة في عام 2017 من مناطق الحويجة وصلاح الدين. أبلغَنا العديد من النازحين أنه ليس لديهم ما يعودون إليه. وتقول امرأة نازحة أخرى تعيش أيضاً في مخيم ليلان: "لقد دُمِّر منزلنا. لدينا أطفال صغار ولا نعرف ماذا سنفعل بهم إذا تم إجبارنا على العودة. كما أنَّ الطقس يُصبح أكثر برودة يوماً بعد يوم. ليس لدينا ما يكفي من الدخل لاستئجار منزل والبقاء بسلامة ودفء. مخيم ليلان آمن لنا ولدينا ماء وكهرباء. إذا تم إخراجنا من هُنا فلن يكون لدينا ماء ولا كهرباء. كيف يمكننا تدبر حياتنا اليومية بدون هذه الخدمات؟".

كما أن الوصول إلى الرعاية الصحية للنازحين خارج المخيم محدود أيضاً. يقول جول بادشاه، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في العراق: "تُعالج منظمة أطباء بلا حدود 300 مريض يعانون من أمراض مزمنة في المخيم وهؤلاء المرضى يحتاجون إلى علاج ورعاية مدى الحياة دون انقطاع. في العادة نقوم نحن بتزويد المُغادرين بكمية أدوية تكفيهم لمدة ثلاثة أشهر بعد مغادرتهم المخيم، وذلك لضمان عدم انقطاعهم عن العلاج لحين وصولهم إلى خدمات الرعاية الصحية من جديد في مناطق عودتهم. لكن مع هذا الإغلاق السريع، لا يوجد لدينا ما يكفي من الوقت لتزويد المرضى بالأدوية الكافية لتغطية تلك الفترة ولإعداد الملفات الطبية اللازمة لهم للتسجيل في برنامج آخر للأمراض المزمنة في مناطق عودتهم".

ويُضيف بادشاه قائلاً: "هناك مصدر قلق آخر يتمثل في ضرورة مغادرة المرضى للمخيم وسط انتشار جائحة كوفيد-١٩. حيث توجد ثماني حالات مؤكد إصابتها بكوفيد-١٩ في منطقة العزل بالمخيم. وليس من الواضح كيف سيتم نقل المرضى ومدى سرعة حصول الناس على الرعاية الطبية".

تحث منظمة أطباء بلا حدود السلطات العراقية على إعادة النظر في قرار الإغلاق الوشيك لمخيم ليلان والتأكد من أن عمليات العودة المستقبلية تتم بطريقة أكثر شفافية وعلى نحو طوعي وآمن ويحفظ الكرامة.

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في العراق منذ عام 1991. ولديها أكثر من 1500 موظف في مشاريعها في جميع أنحاء البلاد، حيث توفر المنظمة الرعاية الصحية المجانية عالية الجودة لجميع الأشخاص بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي.

تقدم منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الصحية الأولية والثانوية، وخدمات للحوامل والأمهات الجدد، وعلاج الأمراض المزمنة، والجراحة وإعادة التأهيل لجرحى الحرب، ودعم الصحة النفسية وأنشطة التثقيف الصحي. تعمل المنظمة حالياً في محافظات بغداد ونينوى وكركوك. كما دعمنا المرافق الصحية المحلية في محافظات النجف وذي قار جنوبي العراق في الأشهر الماضية بتدريبات التأهب لحوادث الإصابات الجماعية. في عام 2019 ، قدمت أطباء بلا حدود أكثر من 45,000 استشارة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، بالإضافة إلى أكثر من 34,000 استشارة للأمومة والصحة الإنجابية.

مع تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في العراق، بدأت منظمة أطباء بلا حدود في الأول من أبريل/نيسان في دعم السلطات الصحية العراقية في مواجهة كوفيد -19، من خلال تحويل الأنشطة في مركزها للرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية في الموصل لعزل وعلاج حالات كوفيد -19، وتجهيز مبنيين لعزل الحالات المشتبه بها ، ودعم المرفق الرئيسي لإحالة مرضى كوفيد-19 في المنطقة. كما تدعم منظمة أطباء بلا حدود المرافق الصحية المحلية في أربيل والعاصمة بغداد، من خلال توفير الدعم الفني والدعم اللوجستي والتدريب لموظفيها على الوقاية من العدوى ومكافحتها، مع الحفاظ على سير معظم مشاريعها الطبية المنتظمة في جميع أنحاء البلد.