تمرير

العراق: مقابلة مع سلاف الحمزة، قابلة قانونية

16 مايو 2017
آخر
شارك
طباعة:

سلاف الحمزة هي قابلة قانونية في عيادة الأمومة المفتتحة حديثاً من قبل منظمة أطباء بلا حدود في تل مرق. إنها من بعشيقة، وهي بلدة قريبة من الموصل استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية في شهر يونيو/حزيران 2014. تعمل سلاف لصالح منظمة أطباء بلا حدود منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2014، حين بدأت المنظمة تدير العيادة المتنقلة في شمال مدينة زاخو حيث اتجه العديد من الأشخاص من تلعفر هرباً من تنظيم الدولة الإسلامية.

لماذا افتتحت منظمة أطباء بلا حدود هذه العيادة الخاصة بالأمومة في تل مرق؟

لأن النساء في هذه المنطقة لا يحصلن على الرعاية الصحية عالية الجودة. ففي المدينة بأكملها ثمة فقط القليل من القابلات القانونيات ولا تتوفر المستشفيات. كما أن زاخو أو دهوك بعيدتين جداً والوصول أإليهما باهظ الكلفة للعديد منهن، لذا تضطر النساء إلى توليد أطفالهن في منازلهن وأحياناً في عيادات صغيرة تتوفر فيها القابلات القانونيات.

هنا في عيادتنا لدينا طبيب نسائي وحوالى 10 قابلات قانونيات وست ممرضات. وتعتبر العيادة مكاناً يمكن للنساء أن يضعن أطفالهن فيه بأمان.

ما هو نوع الخدمات التي تقدّمها العيادة؟

نقدّم الاستشارات السابقة للولادة ومنها تنظيم الأسرة ونساعد في جميع الولادات العادية دون مضاعفات. لا يمكننا إجراء علميات الولادات القيصرية وفي حال كان الحمل عالي الخطورة، كالنساء اللواتي يعانين من مقدمات الارتعاج، علينا إحالتهن إلى المستشفيات في دهوك أو زاخو. لذلك لدينا سيارة إسعاف قُدّمت إلينا من قبل مديرية الصحة.

ما هي شرائح الناس التي تطلب خدماتنا؟

كافة شرائح الناس، ونحن نستقبل الجميع! الأشخاص المعروفين والفقراء والنازحين وسكان هذه المنطقة- إذ يتم استقبالهم ومعالجتهم جميعهم بنفس الطريقة. وأحب هذا الشيء كثيراً في منظمة أطباء بلا حدود- فنحن لا نفرّق بين الناس. حين افتتحنا عيادتنا في شهر أكتوبر/تشرين الثاني لم تأتي الكثير من النساء لكن خلال الشهر الأخير ساعدنا أكثر من 110 عملية ولادة. وفي أحد الأيام استقبلنا 11 ولادة في نهار واحد.

متى بدأتِ العمل مع منظمة أطباء بلا حدود؟

انضممت إلى منظمة أطباء بلا حدود حين بدأت المنظمة العمل في زاخو، أي في نهاية العام 2014. كان هناك الكثير من العائلات النازحة هناك من سنجار وزمر التي كانت تعيش في ظروف مزرية. فلا يملكون المأوى ولا المراحيض ولا المياه النظيفة ولا ملابس كافية. كنا وقتها في فصل الشتاء والطقس بارد جداً لكن حتى العائلات التي لديها أطفال صغار كانت تنام في العراء. حين رأيتهم بكيت. فأنا نازحة وشعرت بالأسف عليهم. وزّعت منظمة أطباء بلا حدود الأغطية البلاستيكية وأعدّت المراحيض المنفصلة للنساء والرجال وقدّمت المياه النظيفة. عملت كممرضة في العيادة المتنقلة. وكل يوم كنا نذهب هناك لتقديم الاستشارات العامة واستشارات طب الأطفال والعلاج للأمراض المزمنة. عاينا الكثير من الأطفال الذين يعانون من حروق بسبب طهو عائلاتهم على النار في العراء.

أنتِ أيضاً نازحة- هل يمكنك إخبارنا عن تجربتكِ؟

نعم. لقد عشت في بعشيقة وهي بلدة قريبة جداً تقع إلى شرق الموصل. وهو مكان جميل يعيش فيه أشخاص من جماعات مختلفة. والناس في بعشيقة متعلمون وطيبون، وحتى أنه يوجد لغة معينة يتحدثها الجميع. هي شكل من أشكال اللغة العربية الخاصة ببلدة بعشيقة والجميع يتكلمها، حتى السكان المسيحيون. درست التمريض هناك في بداية العام 2014. وحين دخل تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو/حزيران من ذاك العام غادرنا وتوجهنا إلى دهوك. في دهوك، عملت في بادئ الأمر في مستشفى خاص لبعض الوقت. ثم بدأت العمل في العيادات المتنقلة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود. وفي الوقت نفسه عملت كمتطوعة في وحدة العناية المركزة في مستشفى حكومي. كان هناك العديد من جرحى الحرب الحاضرين إلى المستشفى ورغبت في مساعدتهم واكتساب خبرة إضافية كممرضة.

إن زوجي من اسطنبول وحين تزوجنا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015 خططت للذهاب هناك معه. لكن لم أستطع الحصول على التأشيرة لأن أوراقي بقيت في الموصل. عدت إذن إلى دهوك وبدأت أعمل في مستشفى شيخان. وحين سمعت أن منظمة أطباء بلا حدود تبحث عن قابلات قانونيات لعيادة الأمومة الجديدة في تل مرق تقدّمت بطلب الترشيح مباشرة.

ما هو شعوركِ كقابلة قانونية تعمل هنا في تل مرق؟

أحب عملي، لأني أعرف أني أقوم بشيء جيد أساعد من خلاله الناس. خاصة حين نتمكن من مساعدة الفقراء والنازحين، هذا يجعلني أشعر بالسعادة. كما أني أحترم بروتوكولات منظمة أطباء بلا حدود الطبية التي على الجميع اتباعها. وهذا يضمن أن جميع الأطراف يتلقون الرعاية الجيدة التي هي من حقهم. كما أننا نتلقى ردود إيجابية من مرضانا.