تمرير

كوسيسا: مستشفى في وسط الغابة بُني بمساعدة الأهالي ومن أجلهم

4 أكتوبر 2021
قصة
الدول ذات الصلة
جمهورية الكونغو الديمقراطية
شارك
طباعة:

قبل افتتاح المستشفى، كان الناس من منطقة زيرالو (منطقة بونياكيري الصحية) إذا أرادوا رؤية طبيب يضطرون للمشي لعدة ساعات عبر الغابة وجداول الماء التي تغطي هذا الجزء من إقليم جنو ب كيفو، في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد شكل انعدام الأمن في المنطقة خطراً إضافياً.

ويقول جيرمين، وهو مختص لوجستي في أطباء بلا حدود: "عندما بدأنا المشروع، كان من المشجع حقاً أن ترى كيف احتشد الناس لفتح ممر عندما سمعوا بقدوم المساعدات الإنسانية. وفيما بعد كان الأهالي يستجيبون دوماً عندما كنا نحتاج لإصلاح بناء أو شيء ما".

ويضيف جيرمين: "وبفضل هذا الدعم، فقد أصبح الطريق من سينونو إلى قرية كوسيسا سالكاً، يتيح للدراجات النارية جلب مواد البناء ونقل فرقنا التي وصلت إلى هنا في عام 2017".

في السابق، لم يكن هناك سوى مركز صحي صغير يقدم الرعاية الصحية الأولية في المنطقة. لكن كوسيسا الآن تستفيد من مستشفى يضم إمكانيات جراحية، إضافة إلى وحدة أمومة وجناح لطب الأطفال وقسم طوارئ وخدمات أخرى. وقد انتهت أعمال البناء في عام 2018 واعترفت به رسمياً السلطات الصحية الإقليمية مستشفىً في عام 2020.

وتقول الدكتورة كاسومبا كانجيني: "بدأ الناس من بونياكيري بالقدوم من أجل العلاج في كوسيسا بالتدريج. مرةً قابلت امرأة حامل على الطريق. كانت قادمة من مولونغي التي تبعد مسافة 120 كيلومتراً.

سألتها لمَ لمْ تذهب إلى مستشفى الإحالة العام الذي كان أقرب إلى بيتها بكثير. فأخبرتني أنها سمعت بأن مرضى قسم الأمومة يحصلون على الطعام في مركزنا. كانت تعاني من سوء التغذية ورأت في مشروعنا الفرصة الوحيدة للحصول على العلاج لتلد طفلاً صحيح البنية".

بين عام 2017 وشهر أغسطس/آب من عام 2021، ولد نحو 4,800 طفل في كوسيسا، بينهم 569 طفلاً ولدوا بعمليات قيصرية، كما دخل المستشفى نحو 15,000 شخص، وأُجريت نحو 700 جراحة طارئة، وقُدِّمت نحو 101,000 استشارة طبية في العيادات الخارجية، شملت مرضى بالملاريا وأطفالاً لديهم سوء تغذية.

msb99251_medium.jpg

إرث للمجتمع

في السنوات الأخيرة تحسنت المؤشرات الطبية في المنطقة بما فيها معدلات اللقاح والوفيات في المجتمع. في بداية عام 2021 أدى بنا هذا إلى أن نقرر، بالاتفاق مع وزارة الصحة، إنهاء دعمنا في المنطقة. وقد تمت عملية التسليم يوم 1 سبتمبر/أيلول، بينما قررت فرقنا دعم المستشفى عن بعد إثر وقوع حادث أمني أثر في أحد أفراد طاقمنا.

وتقول لوسيا موريرا، رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في جمهورية الكونغو الديمقراطية: "كوننا منظمة تركز على الاستجابة الطارئة، نقوم على الدوام بتكييف عملنا لتركيز جهودنا على الأماكن التي تحتاج المساعدة الطبية بشكل عاجل. ورغم التحديات التي قد يكتنفها هذا الأمر سنواصل مراقبة تطور السياق والوضع الصحي في المنطقة، وسنبقى موجودين من خلال فريق الطوارئ للتدخل إن اقتضى الأمر".

قمنا بتدريب طواقم وزارة الصحة وسنتبرع بمعدات لوجستية وطبية لدعم المرفق للأشهر الثلاثة القادمة. وقد صُمِّم المبنى في كوسيسا ليكون مكتفياً ذاتياً من حيث الطاقة فهو يعتمد بالكامل على نظام طاقة شمسية ولا يحتاج إلى مولدات كهرباء، وستقدم فرقنا الصيانة الدورية لضمان استمرارية عملها.

وتقول موريرا أيضاً: "من الصعب دائماً أن نودع بعضنا البعض الآخر لكننا نحتفظ دائماً بدفء مجتمع كافح من أجل توفير الخدمات الصحية. نشكرهم لأنه بدون دعمهم، لم يكن أيٌ من هذا لِيتحقق".