القدس وبرشلونة وبروكسل وباريس – 11 حزيران/يونيو 2024 – منذ بداية يونيو/حزيران، قُتل أكثر من 800 شخص وأصيب أكثر من 2,400 آخرين في قصف مكثف وهجمات برية شنتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، وفقاً للسلطات الصحية؛ وقد أدت هذه الهجمات المروعة إلى ألم ومعاناة غير مقبولة وتدل على التجاهل الواضح لحياة الفلسطينيين ، تقول منظمة أطباء بلا حدود.
وقد أدت العديد من الهجمات العسكرية في الأسابيع الأخيرة إلى تدفقات متكررة من الإصابات الجماعية إلى المرافق الطبية التي تدعمها أطباء بلا حدود في رفح والمنطقة الوسطى من غزة. وتدعو منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل إلى وقف هذه المجازر على الفور. كما ندعو حلفاء إسرائيل، بمن فيهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى بذل كل ما في وسعهم للتأثير على إسرائيل لوقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة.
وفقاً للسلطات الصحية المحلية، قُتل 274 شخصاً في يوم 8 يونيو/حزيران وحده. في ذلك اليوم، أُحيل أكثر من 60 مصاباً بجروح خطيرة، بينهم أطفال فاقدو الوعي، إلى مستشفى ناصر الذي تدعمه أطباء بلا حدود. وفي الوقت نفسه، في مستشفى الأقصى، دعمنا الفرق الطبية التي استقبلت 420 جريحاً و 190 قتيلاً، كذلك كان هناك العديد من الأطفال من بين الضحايا. وكانت على الجرحى آثار إصابات حركية شديدة: أطراف تقطعت، إصابات شديدة، حروق وكسور مفتوحة.
كيف يمكن اعتبار قتل أكثر من 800 شخص في أسبوع واحد، بمن في ذلك الأطفال الصغار، بالإضافة إلى تشويه مئات آخرين، عملية عسكرية تلتزم بالقانون الإنساني الدولي؟ يقول برايس دي لو فين، رئيس وحدة الطوارئ في أطباء بلا حدود: "لم يعد بإمكاننا قبول التصريح القائل بأن إسرائيل تتخذ ’جميع الاحتياطات‘ - هذه مجرد دعاية".
في وقت سابق من الأسبوع نفسه، قصفت إسرائيل بشكل متكرر ما يسمى بالمناطق الآمنة ومخيمات اللاجئين ومدرسة ومستودعات إنسانية متعددة، والتي كان تم تسجيلها رسمياً على أنها ’منزوعة الاشتباك‘ من قبل القوات الإسرائيلية. وأسفرت الضربات الشديدة في 4 يونيو/حزيران في المنطقة الوسطى عن مقتل ما لا يقل عن 70 فلسطينياً وإصابة أكثر من 300 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، تم نقلهم إلى مستشفى الأقصى الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود مصابين بحروق شديدة وإصابات بشظايا وكسور.
ويقول دي لو فين: "منذ أكتوبر/تشرين الأول (وبالتأكيد قبل ذلك أيضاً)، كان تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم سمة مميزة لهذه الحرب. هناك عبارات شائعة مثل ’الحرب قبيحة بطبعها‘، وهي عبارات تُعمي عن حقيقة أن أطفالاً صغاراً لم يتعلموا المشي بعد، يصابون في هذه الحرب وتتقطع أوصالهم وتخرج أحشاؤهم ويُقتلون".
هذه الهجمات هي الأحدث في سلسلة واسعة من الفظائع وتوضح نوع الحرب التي تخوضها إسرائيل. أظهرت إسرائيل وحلفاؤها مراراً وتكراراً أنه لا توجد لحظة فاصلة أو خط أحمر في هذا العنف. الهجمات التي باتت تعرف الآن باسم مذبحة الدقيق ، ومذبحة الخيام ؛ أو قتل عمال الإغاثة وأسرهم، وإبادة المستشفيات والنظام الصحي بشكل عام، أدت إلى ما لا يزيد عن موقف دبلوماسي ضعيف، وكلمات فارغة، وتقاعس هائل.
في 10 يونيو/حزيران، تم اعتماد تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي قدمته الولايات المتحدة والذي يطلب وقف إطلاق النار والإمداد غير المقيد بالمساعدات الإنسانية. ويجب على الفور تسهيل وقف إطلاق النار هذا وما يصاحبه من إمدادات المساعدات، وخلافاً للقرارات السابقة والمماثلة، يجب تنفيذه بأثر فوري. إن الفشل في القيام بذلك سيكلف المزيد من الأرواح وسيكون وصمة عار أخرى على الضمير المشترك.
وعلى النقيض من التصريحات العلنية المتكررة للسلطات الإسرائيلية، فإن المساعدات الإنسانية لا يُسمح بمرورها أو تُعرقل بشدة منذ أكتوبر/تشرين الأول. وأدى نقص الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية، والتأخيرات الإدارية من السلطات الإسرائيلية في تأمين ومنح الموافقة على الإمدادات لإنشاء مستشفيات ميدانية، إلى شبه استحالة توفير الرعاية الصحية الأساسية. المستشفيات الميدانية ضرورية فقط لأن نظام الرعاية الصحية في غزة قد تم تفكيكه بشكل منهجي – ولا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تحل محل نظام رعاية صحية قوي وفعال.
قُتل أكثر من 37,000 رجل وامرأة وطفل في غزة وأصيب أكثر من 84,000 وفقاً لوزارة الصحة. ويجب تنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر في 10 يونيو/حزيران دون تأخير: المناطق الآمنة غير موجودة في غزة، ولا يتم الالتزام بمبادئ القانون الإنساني الدولي، كما تتم إعاقة المساعدات الإنسانية بشكل منهجي. يجب أن يكون هناك وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، ويجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية غير المقيدة إلى غزة على نطاق واسع.