موظفونا تحت الأضواء: فريق أطباء بلا حدود في طرابلس، ليبيا

Libya team
21 نوفمبر 2021
قصة
شارك
طباعة:

مروة، ممرضة

بدأت العمل مع منظمة أطباء بلا حدود: 2016

Libya team

 

"لطالما دفعني التفكير في تقديم المساعدة للناس إلى الذهاب إلى العمل كل صباح. فنعمل على تحديد احتياجاتهم وكيف يمكننا تغطيتها، سواء كانت هذه الاحتياجات طبية أو جسدية أو نفسية أو عاطفية.

وأضاف العمل مع منظمة أطباء بلا حدود الكثير إلى حياتي: فأخوض كل يوم تجارب جديدة وأضطلع على معلومات جديدة لم أكن لأكتسبها لولا عملي المهم هنا.
عملي كممرضة أمر بالغ الأهمية. فعندما يدير فريقنا عيادات متنقلة يوميًا، أتأكد من توفر الأدوية التي نحتاجها. وأتأكد أيضًا من أن كل مريض يفهم التعليمات الخاصة بكيفية تناول دوائه: أشرحها بلغة يفهمها المرضى وأجيب على كل الأسئلة التي يطرحونها.
وإلى جانب تحسن لغتي الإنجليزية خلال هذه الوظيفة، اخترتُ تعلم لغات جديدة، مثل اللغة التغرينية (التي يتم التحدث بها في إريتريا وفي منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا)، حتى أتمكن من نقل رسائل مهمة إلى مرضانا. كما أتأكد من أن تعليماتي لهم واضحة. تعلمتُ الكثير من هذه الوظيفة مقابل الخدمة التي أقدمها".
 

حاتم، طبيب

بدأ العمل مع منظمة أطباء بلا حدود: حزيران/يونيو 2018

Libya team

"إن الجزء الأكثر إمتاعًا في عملي هو العمل الجماعي وروح الفريق. فعندما يغادر فريقنا المكتب كل صباح لإدارة عياداتنا المتنقلة في المناطق الحضرية في طرابلس، يسارع إلى تحميل الشاحنات بالإمدادات الطبية والأدوية لمرضانا. ومن الجميل رؤية هذه الجهود الجماعية والشعور بالانسجام بين أعضاء الفريق الذين يعملون لغرض وحيد هو توفير الرعاية.
عندما وصلنا إلى الموقع الذي أنشأنا فيه عيادتنا المتنقلة، ملأني مشهد الأشخاص الذين ينتظرون وصولنا حتى يتمكنوا من إجراء فحص طبي، والذين نتطلع إلى رؤيتهم، بالسعادة والراحة.
عادةً ما يسألني المرضى عند تلقيهم الوصفة الطبية الخاصة بهم: "أين أذهب للحصول على هذا الدواء؟" وعندما أوجههم إلى زميلي الممرض، الذي يقف بجواري، يبتسم الشخص بارتياح ما يثلج قلبي، فهم ليسوا مضطرين للذهاب إلى صيدلية خاصة لدفع ثمن الدواء الذي هم في أمس الحاجة إليه.
أحد الأمور التي تحفزني على الذهاب إلى العمل كل يوم هو القدرة على توفير المتابعة لمرضاي. أعمل في الغالب مع المرضى الذين عانوا من إصابات رضحية، فأقوم بخياطة غرز المرضى أو وضع جبيرة لتثبيت أطرافهم المكسورة. ولطالما باستطاعتي رؤية التحسن في حالتهم مباشرة، ورؤية جروحهم تلتئم وقدرتهم على استعادتهم الحركة والوظائف التي كانوا يمتلكونها قبل تعرضهم للإصابة، ورؤيتهم وهم يشعرون بالراحة فهذا كله يملء قلبي بالسعادة.
إن الشخص الذي أنا عليه اليوم مختلف تمامًا عن الشخص الذي كنتُ عليه قبل أن أنضم إلى منظمة أطباء بلا حدود. فلم يمتلك حاتم الذي كنتُ عليه من قبل أي فكرة عن الاحتياجات المحددة للمهاجرين واللاجئين الذين نراهم في ليبيا، أو عن ظروفهم المعيشية وأحوالهم. وقد غير هذا بالتأكيد وجهة نظري تجاه المهاجرين بشكل عام، وتجاه أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية طبية بشكل خاص.
إن حاتم الذي أنا عليه اليوم أكثر دراية بوضع المهاجرين واللاجئين. ويمكنني الآن التحدث عن احتياجاتهم ومعاناتهم وأشجع الآخرين على عدم الحكم عليهم مسبقًا أو معاملتهم بشكل غير عادل.
كما تأثرتُ عند معرفة أن الأشخاص الذين نلتقي بهم من خلال العمل أُجبروا على ترك وطنهم وعائلاتهم وأحبائهم من أجل حياة أفضل. وعندما تعلم ما مروا به لتحقيق ذلك والمخاطر التي واجهوها في رحلاتهم الشاقة والخطيرة إلى ليبيا، والمحنة التي عانوا منها في مراكز الاحتجاز وفي البحر، لا يمكن لك إلّا أن تتأثر".

أريج، طبيية

بدأت العمل مع منظمة أطباء بلا حدود: أيلول/سبتمبر 2017

Libya team

"إن الأمر الممتع في عملي هو القدرة على تقديم المساعدة الطبية للمهاجرين واللاجئين الذين غادروا بلدانهم ويعيشون بعيدًا عن عائلاتهم وأحبائهم والذين أتوا إلى هنا بحثًا عن حياة كريمة. فنحن نتعرف على أشخاص جدد ونكتشف قصصًا جديدة كل يوم، ونشهد الأثر المباشر والإيجابي لمساعدتنا عندما نرى المرضى مرة أخرى ونتابع حالتهم الصحية.
كما غدوتُ، بفضل عملي، أكثر نضجًا وقوة وامتنانًا لأصغر الأشياء في حياتي، وأكثر انفتاحًا وودودةً مع الآخرين. وتغير تصوري للمهاجرين واللاجئين تمامًا، فأصبحتُ أقرب إليهم وأشعر بألمهم ومعاناتهم.

وأضافت منظمة أطباء بلا حدود الكثير إلى حياتي على المستويين المهني والشخصي. قابلت زوجي في العمل، وهو طبيب أيضًا يعمل بلا كلل لمساعدة الأشخاص الأكثر حاجة. وهذا سبب آخر يجعلني ممتنة جدًا لأطباء بلا حدود.
خلال عملي في المجتمع، رأيتُ أشخاصًا لا يستطيعون تحمل تكلفة الدواء لعلاج حتى صداع بسيط أو لإدارة ارتفاع ضغط دمهم. فبدأنا في تقديم الرعاية لهم، ومتابعة حالتهم عن كثب، وشهدنا تحسينات حقيقية من ناحية انخفاض ضغط الدم، وتنظيم نسبة السكر في الدم. كما تمت إحالة الأشخاص المصابين بعدوى في الصدر والذين كانوا بحاجة إلى مزيد من الفحوصات على وجه السرعة إلى إحدى العيادات التي ندعمها وتلقوا العلاج في حال تبين إصابتهم بمرض السل. وهنا بدأت حياة الناس تتغير ورأينا هذا التغيير بأعيننا.
قضيتُ منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ليلة لا تنسى في العمل. كان أطبائنا يتابعون إحدى مرضانا، التي كانت حاملاً في شهرها السابع، كجزء من الرعاية الصحية التي نقدمها للأمهات والأطفال. كانت امرأة هادئة ومسالمة للغاية من إفريقيا الوسطى. ولم تشكو من أي شيء. وفي كل زيارة، عندما نسألها عن صحتها، كانت تجيب: "كل شيء على ما يرام، كل شيء على ما يرام."
في تلك الليلة، كنتُ الطبيبة المناوبة. تلقيتُ مكالمة من أحد مراكز الاحتجاز تفيد بوجود امرأة حامل في حالة حرجة تعاني من آلام في البطن. عندما وصلتُ إلى إحدى العيادات التي ندعمها، كان ضغط دمها مرتفعًا للغاية وانفصلت مشيمتها تمامًا عن الرحم، لذلك كانت بحاجة ماسة إلى الخضوع لعملية جراحية.
اتصلت بي الطبيبة في العيادة واعتذرت عن عدم قدرتها على إجراء العملية لعدم وجود فريق متخصص للقيام بذلك. نصحتني بنقلها إلى المستشفى العام، فبذلتُ قصارى جهدي لإدخالها، ولكن للأسف نعاني من مشاكل في إدخال غير الليبيين إلى هذه المستشفيات.
أخيرًا، قررتُ أن أرافق المرأة بنفسي في سيارة الإسعاف، حتى أتمكن من إقناع زملائي أو أصدقائي السابقين في هذه المستشفيات بإدخالها كخدمة لي. وفي حوالي ساعة الثالثة صباحًا، جلس والدي خلف مقود السيارة وسرنا وراء سيارة الإسعاف حتى وصلنا إلى أوّل مستشفى. تمكنتُ من إقناع الطاقم الطبي بأن هذه العملية عاجلة، ومن دونها قد تفقد المرأة حياتها. كما وقعتُ على تعهد تحملتُ فيه المسؤولية الكاملة عن حياتها، وفي النهاية وافقوا على إجراء العملية الجراحية.
لسوء الحظ توفي الطفل ونجت الأم بمعجزة. وكانت الأم قد عانت من نوبة ارتجالية، وهي من أخطر الحالات الطبية التي كان من الممكن أن تتسبب بالوفاة. نظرت الأم إلي بعينيها المتعبة، وتكلمت بصوت خافت بكلمات التقدير الكامل لأطباء بلا حدود، ولي، على عملنا  الدؤوب. ستظل هذه ليلة محفورة في ذاكرتي ".

بلقيس، طبيية

بدأت العمل مع منظمة أطباء بلا حدود: شباط/فبراير 2021

Libya team

"اخترتُ العمل مع منظمة أطباء بلا حدود لأنني وجدتُ أنها الأقرب لتحقيق طموحاتي الشخصية والمهنية.
إن العمل ضمن فريق هو الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في هذه الوظيفة. يتكون فريقنا من الأطباء والممرضات ومرشدي الصحة النفسية ومسؤولي الشؤون الإنسانية. ويختلف هذا تمامًا عن العمل في مستشفى عام.
صادفت ُذات يوم، خلال زيارة لأحد مراكز الاحتجاز، رجلًا مسنًا بعمر والدي تقريبًا، كان بحاجة إلى استشارة طبية. فتساءلتُ في نفسي: 'لماذا يغادر رجل في مثل عمره وطنه ويخاطر بحياته ليتم القبض عليه وينتهي به المطاف في هذا المكان؟ وأثناء فحصه، أسرني قائلًا: "جئتُ إلى هنا لأنني أردتُ السفر حتى تتمكن ابنتي من الحصول على تعليم جيد كي تصبح طبيبة مثلك. 'عندما سمعتُ هذه الكلمات، شعرتُ وكأن والدي كان يتحدث معي. كان من المحزن للغاية التفكير في الظروف التي قد تدفع الأب إلى تحمل المشقات من أجل أطفاله. لن أنسى هذا اللقاء طالما حييت".
 

ألحان ، طبيية

بدأت العمل مع منظمة أطباء بلا حدود: حزيران/يونيو 2016

Libya team

“أكثر ما يعجبني في منظمة أطباء بلا حدود هو مبادئها وقيمها، والتي أتّفق معها بشكل كبير. كما أؤمن أن لمساعدتنا مغزى، وأننا نصل بالفعل إلى الأشخاص المستضعفين الذين، بدون مساعدتنا، لما استطاعوا الوصول إلى الرعاية الطبية أو قد يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إليها. وأعتقد أنّ الجزء الجيد والمرضي من هذه الوظيفة يكمن في قدرتنا على رؤية نتيجة ملموسة، وهي ثمرة عملنا الدؤوب من أجل المرضى.
كما أستمتع بحقيقة أنني ألتقي بأشخاص مختلفين من خلال هذه الوظيفة. فأتعرف على حالتهم الطبية وأستمع إلى قصصهم الشخصية وأنقل معاناتهم. كما أحب فكرة أنني يمكن أن أكون، ولو بشكل بسيط، "صوت من لا صوت لهم".
غيرني عملي مع منظمة أطباء بلا حدود حقًا، لا سيما على المستوى الشخصي، فقد زاد من ثقتي بنفسي. كما علمني الدفاع عن قيمي. وساعدني في تبني هذه القيم والمبادئ ليس فقط في العمل ولكن أيضًا في حياتي الشخصية. كما علمتني هذه الوظيفة الصبر وتحمل جميع أنواع الضغوط. وتعلمتُ أيضًا التكيف والتأقلم بشكل أفضل بسبب التجارب التي نمر بها كل يوم والقصص التي نسمعها في كل زيارة. كما علمتني أن أفصل حياتي الشخصية عن حياتي المهنية وأن أقدم الرعاية بأفضل طريقة ممكنة.
كما أدركتُ أن العمل الإنساني ليس سهلًا كما يبدو، لأنه مليء بالتحديات، بما في ذلك التحديات الداخلية. ولكنني أثبتتُ لنفسي أنني أستطيع التغلب عليها. فهناك دائمًا حوار داخلي - صوت يقول: "الأمر صعب، ولكن يمكنكِ إنجازه".
أتذكر أنه في أحد مراكز الاحتجاز، تواجد وافدون جدد، كانوا أشخاصًا أعيدوا إلى ليبيا من رحلة بحرية. كانوا مرهقين، وكان بعضهم مصابًا بصدمات نفسية، ولم يملكوا أي طعام وكانوا محرومين من النوم، لذا كانوا يشعرون بالضعف. تواجد من بين المسافرين مجموعة من القاصرين، جميعهم دون سن الثامنة عشرة. وقف حارس متفرجًا، يراقبنا ونحن نمارس عملنا، ونتحدث إلى المهاجرين واللاجئين، بما في ذلك الأطفال، للتأكد من عدم وجود أي حالات طوارئ أو مرضى في حالة حرجة قبل أن نضطر إلى مغادرة المركز. بدا الحارس اللطيف مندهشًا مما كان يراه. كنتُ مشغولة بالتحدث إلى صبي يبلغ من العمر 14 عامًا معتمدة على معرفتي بأساسيات اللغة الفرنسية، فتمكنتُ من معرفة اسمه ومعلوماته الشخصية. أخيرًا، قاطعني الحارس ليسألني من باب الفضول: يا أيتها طبيية، ما الذي تخططين لفعله بهؤلاء الأطفال؟ إنهم أطفال صغار فقط. كيف يمكن أن يسافروا في البحر بمفردهم؟ '' لم أستطع الإجابة على هذا السؤال، ولكنني طمأنتُ الحارس بأننا سنفعل ما في وسعنا من أجلهم، بما في ذلك إحالتهم إلى المنظمات المتخصصة التي يمكنها مساعدتهم. كما سألني الحارس بفارغ الصبر: "ولكن ماذا يمكنني أن أفعل من أجلهم؟" فأشرت عليه بأن لا يضع الأطفال مع الكبار في المكان ذاته، لحماية طفولتهم، والسماح لهم بالخروج لاستنشاق الهواء النقي ورؤية ضوء النهار.
كان الصبي يراقبني وأنا أتحدث مع الحارس فسألني إن كان بإمكاني أن أطلب من الحارس إحضار بعض الخبز لهم. وبالفعل وافق الحارس على ذلك. وفي اليوم التالي عندما ذهبت إلى المركز، استقبلني الصبي الصغير، والابتسامة تعلو وجهه. كانت كلماته الأولى "شكرًا جزيرًا" "merci beaucoup". وقال لي إن الحارس عاملهم معاملة حسنة، وأحضر لهم الخبز والمواد الغذائية الأخرى واعتنى بهم.
أعيدت مجموعة الأطفال، التي قمنا بإحالتها إلى منظمات أخرى، طواعية إلى بلدانهم الأصلية. والمثير للدهشة أن الصبي بحث عني على موقع فيسبوك Facebook وكتب: "يا أيتها الطبيية ألهان، أنا الفتى الذي ساعدته في مركز الاحتجاز مع ذلك الحارس". أكد لي أنه بخير وبصحة جيدة، وأنه استأنف تعليمه وأنه كان يعمل أيضًا لمساعدة والده ماديًا. كنتُ سعيدة جدًا عندما علمتُ أن هذا الصبي الشجاع عاد بأمان إلى المنزل وكنتُ فخورة بقدرتي على مساعدة شخص كان يمر بأيام عصيبة".

آلاء، مسؤولة الشؤون الإنسانية

بدأت العمل مع منظمة أطباء بلا حدود: آذار/مارس 2021

Libya team

"أعتقد أن دوري كعضو في قسم الشؤون الإنسانية وكجزء من فريق العيادات المتنقلة مهم، إذ أظن أن أي كيان طبي أو طبيب في ليبيا سيحتاج إلى الدور الداعم للشؤون الإنسانية أو مسؤول الحماية من أجل القيام بعملهم بشكل فعال. صادفنا خلال مسار عملنا أشخاصٌ رفضوا قبول الرعاية الطبية التي نقدمها لأن احتياجاتهم الإنسانية احتلت مكانة أعلى بالنسبة لهم. يتمثل عملنا كمسؤولي الشؤون الإنسانية في إحداث تغييرات إيجابية في الوضع العام للمهاجرين واللاجئين المستضعفين، خاصة أولئك الذين يعيشون في ظروف سيئة. وبدون دعمنا، لن يحصل الأشخاص الأكثر حاجة الذين نلتقي بهم إلا على الرعاية الطبية، دون أي حل ملموس لوضعهم ودون تلبية احتياجاتهم الإنسانية.
من خلال العمل مع منظمة أطباء بلا حدود هنا في طرابلس، طوّرتُ منظورًا مختلفًا تجاه المهاجرين واللاجئين. فتعرفتُ على عالمهم وحياتهم واكتسبتُ فهمًا حقيقيًا لظروفهم المعيشية وقصصهم. كما أصبحتُ أكثر تعاطفًا تجاههم ومع الأشخاص المستضعفين الذين أراهم في الشوارع. وبدأتُ، من خلال هذه الوظيفة، أقدر حياتي أكثر، وتعلمتُ أن أكون راضية بما أمتلك  لأن العديد من هؤلاء الأشخاص لا يمتلكون حتى أبسط الأشياء التي أمتلكها. ترك هذا العمل بصمة في حياتي حقًا". 

سندس، طبيية

بدأت العمل مع منظمة أطباء بلا حدود: 2016

Libya team

"إنه لمن دواعي سروري أن أقوم بهذا العمل لأنني أرى حقًا أن منظمة أطباء بلا حدود تقدم الخدمات للأشخاص الذين هم في حاجة حقيقية إلى المساعدة، أي الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية خطيرة ويفتقرون إلى الرعاية الصحية لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية المقدمة في العيادات أو المستشفيات. ينتظر هؤلاء الناس زياراتنا بفارغ الصبر ويعتمدون على الرعاية التي نقدمها. وهذا ما يدفعني للذهاب إلى العمل كل يوم، لمقابلة هؤلاء الأشخاص ولأؤكد لهم أنه سيتم رؤيتهم وفحصهم في ذلك اليوم.
ساعدني عملي مع أطباء بلا حدود في رؤية العالم من منظور مختلف. إنه نوع نادر من المعرفة: جئتُ لمعرفة المزيد عن ظروف الليبيين ولفهم ظروف المهاجرين واللاجئين القادمين إلى ليبيا. وتعلمتُ كيف أن أكون "محايدة وغير متحيزة" في الطريقة التي أتواصل بها مع أشخاص من خلفيات وديانات وثقافات وجنسيات مختلفة. كما بدأتُ في التفاعل مع أشخاص من جنسيات مختلفة وأصبحتُ أكثر انفتاحًا على الثقافات المختلفة وطقوسهم. وتعلمتُ لغات جديدة لمساعدتي في معالجة الشكاوى الطبية للمهاجرين واللاجئين من جنسيات مختلفة. واكتسبتُ أيضًا خبرة طبية مثيرة للاهتمام، حيث صادفنا مجموعة متنوعة من الحالات الطبية، بسبب اختلاف خلفيات المرضى الذين يقصدوننا من أجل الحصول على الرعاية الطبية.
إنني مندهشة من الطريقة التي يدعم بها مرضانا من المهاجرين واللاجئين بعضهم البعض في الأوقات الصعبة، بالرغم من عدم مشاركتهم اللغة أو الثقافة ذاتها. إنهم يهتمون بصحة بعضهم البعض ويدعمون بعضهم البعض بشكل لا يوصف. كذلك قابلتُ مهاجرين تطوعوا لترجمة تعليماتي الطبية إلى مرضى آخرين غرباء عنهم. إنهم يعملون على توطيد علاقتهم مع بعضهم البعض ويتساعدون عند الحاجة، وهذا ما أثر علي بشكل كبير".

بهجة، مرشدة الصحة النفسية

بدأت العمل مع منظمة أطباء بلا حدود: شباط/فبراير 2017

Libya team

"قبل الانضمام إلى منظمة أطباء بلا حدود، كنتُ محاضرة جامعية وأستاذة في علم النفس والفلسفة والخدمات الاجتماعية في ليبيا. عملتُ أولاً مع منظمة أطباء بلا حدود في عيادة للصحة النفسية كانت تستقبل مرضى ليبيين من المجتمع المحلي بالإضافة إلى جنسيات أخرى، بما في ذلك المهاجرين واللاجئين. كان هذا أول مشروع للصحة النفسية من نوعه في طرابلس وكان له دور كبير في تغيير تصورات الناس عن الصحة النفسية.
لطالما كنتُ مولعة بالتطوع والعمل الإنساني، وعملت منظمة أطباء بلا حدود على تجسيد كليهما. كما غيرني عملي في هذه المنظمة للأفضل وشكّل شخصيتي وطبعي. فقد تعلمتُ التحلي بالصبر والعمل تحت الضغط وتحمل المواقف الصعبة التي نمر بها. كما بدأتُ في أخذ زمام المبادرة وأصبحتُ أكثر شجاعة، ما انعكس في الخيارات التي قمت بها.
كما أمارس عملي بشغف، خاصة نوع العمل الذي يمكّنك من رؤية النتيجة مباشرة. وبصفتي عضوًا في فريق العيادة المتنقلة التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، أقوم بإجراء جلسات دعم نفسي واجتماعي منتظمة. وأكثر ما يسعدني في عملي هو رؤية المرضى الذين قابلتهم في الأسبوع الأول يبلون بلاءً حسنًا على المستوى النفسي ويتبنون نهجًا أكثر توازناً تجاه الحياة، كما يسعدني رؤية ثمرة عملي في نهاية اليوم".

زينب، طبيية

بدأت العمل مع منظمة أطباء بلا حدود: شهر/ 2021

Libya team

"وصل رجل مسن إلى أحد مراكز الاعتقال في طرابلس. ويبدو أنه انفصل عن ابنته البالغة من العمر 10 سنوات. ظل يسأل عن مكان تواجدها فهو لم يسمع عنها شيئًا منذ يوم وصوله إلى مركز الاحتجاز. لم يكن يعرف أين انتهى بها المطاف، فهل هي في مركز احتجاز مختلف أم في مكان آخر؟
بمحض الصدفة، سمع زميلي القصة واسم ابنته ووصفها، وأدرك أن الفتاة كانت في نفس مركز الاحتجاز الذي يتواجد فيه والدها. وبالرغم من أنها كانت تعيش في نفس المكان الذي يعيش فيه والدها منذ أكثر من شهر، لم يكن أي منهما يعلم أن الآخر كان هناك.
تحدث فريقنا مع الحراس وشرح لهم الموقف وتمكنّا من ترتيب لقائهما. كانت مشاهدتنا للقاء لم الشمل هذا مؤثرة للغاية. فانفعل أعضاء فريقنا للغاية وبكوا على منظر الرجل وابنته يتعانقان ويقبلان بعضهما بدون تصديق. سيبقى هذا الموقف محفورًا في ذاكرتي طالما حييت".