تمرير

منظمة أطباء بلا حدود تدعو لعدم وضع براءات اختراع أو التربّح من أدوية واختبارات ولقاحات كوفيد-19 في خضم الجائحة

4 أبريل 2020
نشرة صحفية
شارك
طباعة:

جنيف / نيويورك، 27 آذار\مارس 2020 - دعت المنظمة الطبية الإنسانية الدولية أطباء بلا حدود اليوم إلى عدم وجود براءات اختراع أو تربّح من الأدوية أو الاختبارات أو اللقاحات المستخدمة خلال جائحة كوفيد-19، وأنه على الحكومات الاستعداد لتعليق البراءات وتجاوزها واتخاذ تدابير أخرى، مثل الرقابة على الأسعار، وخفضها لضمان توافر هذه السبل وإنقاذ المزيد من الأرواح.

وبالفعل، اتخذت دول مثل كندا وتشيلي والإكوادور وألمانيا خطوات لتجاوز براءات الاختراع من خلال إصدار "التراخيص الإجبارية" لأدوية كوفيد-19 واللقاحات والأدوات الطبية الأخرى. وبالمثل، أصدرت حكومة إسرائيل ترخيصًا إجباريًا لبراءات الاختراع على دواء كانت تحقق في إمكانية استخدامه لـ كوفيد-19.

وبعد انتقادات حادة من مؤسسات المجتمع المدني ومنظمة أطباء بلا حدود، تنازلت شركة الأدوية غيلياد للتو عن تكليف خاص من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كان من شأنه أن يسمح بالسيطرة الاحتكارية الممتدة لمدة 20 عامًا في أكثر من 70 دولة على براءات الاختراع التي تقدمت بها لعلاج محتمل لـكوفيد-19 يدعى ريمديسيفير، والذي كان من المتوقع ظهورالنتائج الأولية للتجارب السريرية التي جرى استخدامه فيها بشهر نيسان\أبريل. ومع ذلك، فإن غيلياد لم تلتزم بعد بعدم تنفيذ براءات اختراعها على مستوى العالم.

وقالت دانا جيل، المستشارة للسياسات الأمريكية في حملة منظمة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية، "إن غيلباد لا تستفيد من الأعمال التجارية من هذا الجائحة ويجب أن تلتزم بعدم فرض براءات الاختراع والحقوق الحصرية الأخرى أو المطالبة بها وإلا فإن ذلك يعني أن الشركة تتحضر للمطالبة بالسعر الذي تريده مقابل ريمديسيفير خلال هذه الأزمة الصحية العالمية، ولسنوات قادمة. وهذا أمر أكثر خطورة عندما تفكر في المبلغ الهائل من أموال دافعي الضرائب والموارد العامة التي ساهمت بالفعل في البحث عن العقار المحتمل".

تشعر منظمة أطباء بلا حدود بقلق عميق إزاء إمكانية الوصول إلى الأدوية والاختبارات واللقاحات التي يجري العمل عليها لعلاج كوفيد-19 وخاصة في الأماكن التي تعمل فيها منظمة أطباء بلا حدود وفي البلدان الأخرى المتضررة من هذه الجائحة. وتحث المنظمة الحكومات على ضرورة تعليق أو تجاوز براءات الاختراع للأدوات الطبية لكوفيد-19 بإصدار التراخيص الإجبارية. فإن إزالة براءات الاختراع والحواجز الأخرى أمر بالغ الأهمية للمساعدة في ضمان وجود عدد كافٍ من الموردين الذين يبيعون بأسعار يستطيع الجميع تحملها.

وقال الدكتور مارسيو دا فونشيسكا، مستشار الأمراض المعدية في حملة منظمة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية، "نحن نعلم جيدًا من عملنا حول العالم ما يعنيه عدم القدرة على علاج مرضى تحت رعايتنا لأسباب تتعلق بأن الدواء المطلوب باهظ الثمن أو ببساطة لأنه غير متاح. ففي البلدان التي تفرض فيها شركات الأدوية براءات اختراع، نحث الحكومات على تحريك العجلة لتجاوز هذه الاحتكارات حتى تتمكن من ضمان توريد الأدوية بأسعار معقولة وإنقاذ المزيد من الأرواح."

يقدم صانع الاختبارات التشخيصية الأمريكي سيفيد مثالاً آخر للتربح على حساب الجائحة. فقد حصلت الشركة للتو على ترخيص الاستخدام الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإجراء اختبار كوفيد-19 السريع المسمى (Xpert Xpress SARS-CoV-2) والذي يقدم نتائج الفحوصات في 45 دقيقة فقط، بالاعتماد على آلات الاختبار الحالية التي يتم استخدامها عادة للكشف عن أمراض مثل السل وفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة وأمراض أخرى.

أعلنت شركة سيفيد أنها ستتحمل 19.80 دولارًا أمريكيًا من تكلفة كل اختبار في البلدان النامية، بما في ذلك أفقر البلدان في العالم حيث يعيش الناس على أقل من دولارين في اليوم. يُظهر بحث لمنظمة أطباء بلا حدود وآخرون أن اختبار السل من سيفيد (الذي يستخدم عبوة اختبار مماثلة للسل والتي تتقاضى الشركة مقابلها 10 دولارات في البلدان النامية)، تبين أن تكلفتها كاملة، بما في ذلك التصنيع والنفقات العامة والنفقات الأخرى لكل عبوة أقل من ذلك ويصل إلى 3 دولارات، وبالتالي يمكن بيع كل اختبار بربح إذا ما تم بيعه على 5 دولارات.

وقال ستين ديبورجريف، مستشار التشخيص في حملة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية، إنه "في ظل احتدام هذه الجائحة، فإن هذا ليس بالوقت المناسب لاختبار أعلى الأسعار التي يمكن أن يتحملها السوق. فنحن نعي مدى أهمية الاختبارات في هذا الجائحة، ولذلك يجب أن تكون الاختبارات في متناول جميع البلدان."

وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن ارتفاع الأسعار والاحتكارات سيؤدي إلى تقنين الأدوية والاختبارات واللقاحات، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى إطالة هذه الجائحة.

وأضافت جيل، "تختار شركات الأدوية والتشخيص أن تكون جزءًا من المشكلة بدلاً من أن تكون جزءًا من الحل، مما يدل على أنها حتى في هذه الأزمة الصحية العالمية الحادة، لن تفعل الأمر الصواب. ونحن ندعو الحكومات لإدراك العدد الكبير من الأرواح التي في خطر وأن تستخدم سلطاتها لجعل الأدوية والاختبارات واللقاحات متاحة ويسهل للجميع الحصول عليها وبأسعار معقولة".

اعرف أكثر:

مواصلة الأنشطة الطبية خلال جائحة كوفيد-19