تمرير

أطباء بلا حدود تستذكر أبرز عشر محطات من العقد الماضي

26 يناير 2020
قصة
شارك
طباعة:

اتسمت الأعوام العشرة الماضية بوقوع أزمات إنسانية كبرى، لكنها تميزت أيضاً بأمثلة ملهمة لأناس اجتمعوا على مساعدة أولئك الذين يحتاجون المساعدة. فيما يلي نلقي نظرة على بعض الطوارئ التي استجابت لها فرق أطباء بلا حدود.

2010 - زلزال هايتي

msf53887.jpg

دمر الزلزال الذي ضرب هايتي يوم 12 يناير 2010 معظم العاصمة بورت أو برانس. هايتي 2010 © مايكل جولدفارب

بعد يوم واحد من الزلزال القوي الذي ضرب هايتي في 12 يناير 2010 أطلقت أطباء بلا حدود واحدة من أكبر تدخلاتها الطارئة في تاريخها. فقد أصيب وقتل مئات آلاف الناس، وفقد أكثر من مليون شخص منازلهم. في أكتوبر حشدت أطباء بلا حدود مئات الموظفين للاستجابة لتفشي الإيبولا الكبير الذي حل في أعقاب الزلزال. وقد فتحت الفرق أكثر من 50 مركز لعلاج الكوليرا في أنحاء هايتي، وأطلقت حملات تثقيف عامة واسعة النطاق وقدمت الرعاية لأكثر من 100 ألف مريض.

واليوم تعمل فرق أطباء بلا حدود في بورت أو برانس وفي جنوب غرب هايتي لسد ثغرات خدمات الرعاية الصحية وتعزيز قدرات منظومات الصحة المحلية. في نوفمبر 2019 واستجابة لتزايد العنف، افتتحت أطباء بلا حدود مستشفى في منطقة تاباري التابعة لبورت أو برانس لمرضى الإصابات البالغة كالكسور المفتوحة وإصابات الأعيرة النارية.

2011 – أزمة في الصومال

ساء وضع الأزمة الإنسانية في الصومال في عام 2011، حيث ساهم في ذلك القحط والنزاع المطول وانهيار النظام الصحي وتقييد دخول المنظمات الإغاثية. فرَّ مئات آلاف الصوماليين إلى العاصمة مقديشو أو عبروا الحدود إلى كينيا أو إثيوبيا بحثاً عن المساعدة، وكان الكثيرون من هؤلاء النازحين يعيشون في ظروف غير صحية في أماكن مكتظة مع عدم توفر ما يكفي من ماء، وقد أنهكهم الضعف وسوء التغذية.

عززت أطباء بلا حدود أنشطتها في مقديشو وفتحت مرافق صحية في 12 موقع جديد. قدمت أطباء بلا حدود طيفاً من الخدمات منها الرعاية الصحية الأساسية والجراحة والدعم التغذوي وعلاج الكوليرا والحصبة واللقاحات ورعاية الأمومة، كما قدمت المواد الإغاثية للنازحين والمجتمع المحلي.

عادت أطباء بلا حدود للعمل في الصومال في عام 2017، وفي عام 2019 استجابت للاحتياجات الهائلة التي نجمت عن الفيضانات التي عمت أنحاء البلاد.

2012 – النزوح في جنوب السودان

msb6039.jpg

في مقاطعة مابان، ولاية النيل الأعلى، يوجد نحو 110,000 نازح في أربعة مخيمات، وهم معتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية. إلا أن الاستجابة الإنسانية فشلت في تلبية الاحتياجات الأساسية، ووصلت معدلات الوفيات في بعض المخيمات إلى ضعف عتبة الطوارئ بحلول يوليو 2012.

دعت أطباء بلا حدود إلى المزيد من المساعدات الإنسانية حيث أدارت فرقها ثلاثة مستشفيات ميدانية وسبع عيادات جوالة في المخيمات وأجرت نحو 8,000 استشارة أسبوعياً واعتنت بالذين لا يجدون ما يكفي من طعام وماء، بعد ما مروا به من مشاق ومصاعب أثناء رحلاتهم التي قطعوها سيراً على الأقدام. قدمت طواقمنا العلاج لسوء التغذية والعدوى الجلدية والتنفسية والإسهال. كما أمنت أطباء بلا حدود الآبار والمضخات اليدوية لتحسين توفر الماء النظيف.

تعتبر أطباء بلا حدود من المزودين الرائدين للرعاية الصحية الأساسية في جنوب السودان. في عام 2019، استجابت فرقنا للفيضانات الشديدة التي خلفت أضراراً واسعة.

2013 – الحرب في سوريا

msf139284.jpg

أتى النزاع في سوريا على نظام الرعاية الصحية الذي كان يؤدي دوره بشكل جيد في السابق. ومع عدم إمكانية وصول المنظمات الإنسانية إلى مناطق رئيسية في البلاد، فقد أُغفلت معظم الاحتياجات الطبية الناجمة عن عواقب العنف المباشرة وغير المباشرة ومرت دون ذكر. قدمت أطباء بلا حدود في البداية الرعاية الجراحية الطارئة والخاصة بالإصابات البالغة في شمال البلاد. ومع تعمق شرخ الأزمة، فقد امتدت الأنشطة لتشمل الرعاية الصحية الأساسية ورعاية الصحة النفسية وخدمات صحة الأمومة وحملات اللقاح ضد الحصبة. كما تبرعت أطباء بلا حدود بمواد طبية وأدوية لعلاج الأمراض المنقولة كالتيفوئيد، والأمراض المزمنة كالربو والسكري، إضافة إلى الأمراض القلبية الوعائية وأمراض الكلى.

تواصل أطباء بلا حدود تقديم المساعدة الطبية في سوريا، إلا أن أنشطتها باتت محدودة للغاية بفعل انعدام الأمن وقيود الوصول. وقد أدى ارتفاع في حدة النزاع في شمال غرب سوريا في 2019 إلى موجة نزوح جديدة وزاد من احتياجات الرعاية الطبية والنفسية.

2014 – تفشي الإيبولا في غرب إفريقيا

msb15952.jpg

أُعلن رسمياً عن تفشٍ للإيبولا في غينيا يوم 22 مارس 2014، وسرعان ما انتشر في أنحاء غرب إفريقيا ليكون أكبر تفشي إيبولا في التاريخ. وقد تسبب هذا الفيروس شديد العدوى بوفاة أكثر من 11,300 شخص في ستة بلدان، وكانت غينيا وسيراليون وليبيريا هي الدول الأكثر تضرراً. وفي ذروة التفشي وظفت أطباء بلا حدود أكثر من 4,000 موظف ليتولوا إدارة مراكز الإيبولا وإجراء الرصد ومتابعة المخالطين والتثقيف الصحي؛ كما قدمت الدعم النفسي، وأدخلت 10,376 مريضاً إلى مراكز إدارة الإيبولا، تم تأكيد إصابة 5,226 منهم بالإيبولا. وانتهى التفشي في يونيو 2016.

في عام 2019 استجابت فرق أطباء بلا حدود لتفش للإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية مازال سارياً إلى الآن. تهدف أطباء بلا حدود إلى زيادة الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية وخفض خطر العدوى في مناطق الإيبولا.

2015 – الاعتداء على المستشفيات

msf154407.jpg

في أكتوبر 2015 تعرض مركز علاج الإصابات البالغة التابع لأطباء بلا حدود في قندوز بأفغانستان لعدة غارات جوية أمريكية أدت إلى مقتل 14 موظفاً و 24 مريضاً وأربعة مرافقي مرضى. افتتح المرفق منذ عام 2011 وقدم الرعاية الجراحية والطبية المجانية عالية الجودة للناس المصابين بإصابات بالغة. في العام السابق للهجوم، عالج الطاقم أكثر من 22,000 شخص وأجرى نحو 6,000 تدخل جراحي.

في عام 2015 كان هنالك 106 حالات قصف جوي وغيره أضرَّت ب 76 مستشفى ومرفق مدعوم من أطباء بلا حدود، وتسببت بدرجات مختلفة من الضرر. من هذه الاعتداءات 63 اعتداءً وقعت في سوريا، وخمسة في اليمن، وخمسة في أوكرانيا وواحد في أفغانستان وواحد في السودان. وإثر كل اعتداء على مستشفى يُحرم عشرات آلاف الناس من الرعاية الطبية الأساسية.

تولت أطباء بلا حدود دوراً فعالاً في إطلاق حملة دولية دعت الحكومات إلى ضمان عدم استهداف المستشفيات وعمال الصحة.

2016 – أزمة لاجئي البحر المتوسط

msf182588.jpg

في عام 2016، أنقذت فرق أطباء بلا حدود وساعدت 21,603 أشخاص ممن كانوا يعبرون البحر المتوسط في رحلة خطرة بحثاً عن الأمن والأمان. أما البلدان التي جاؤوا منها فتشمل سوريا والعراق وبنغلاديش ونيجيريا وإريتريا، هاربين من الحرب والعنف والاضطهاد والفقر الشديد. وقد كان عدد الوفيات في عام 2016 أكثر منه من الأعوام السابقة، حيث توفي أكثر من شخص مقابل نجاة كل 39 شخصاً. وقد زادت الدول الأوروبية من تصميمها على سياسة الردع وإجراءات المراقبة للحد من الهجرة بدلاً من إنقاذ حياة الناس.

في عام 2019 استانفت أطباء بلا حدود عمليات البحث والإنقاذ في البحر المتوسط بالشراكة مع إس أو إس ميديتيراني على متن سفينة أوشن فايكينغ.

2017 – نزوح الروهينغا

msf208763high.jpg

بدأت حملة عنف منظم على يد الجيش الميانماري ضد السكان الروهينغا يوم 25 أغسطس 2017، حيث أجبرت نحو 700,000 شخص على الفرار إلى بنغلاديش، وكان قد سبقهم نحو 200 ألف روهينغي فروا خلال حلقات سابقة من العنف والاضطهاد في بلدهم الأصلي. يعيش معظم الروهينغا في ملاجئ مهلهلة في تجمعات سكنية مكتظة في منطقة كوكس بازار، التي تقع ضمن منطقة معرضة للفيضانات والانزلاقات الأرضية. أما وضع النظافة والصرف الصحي فهو متردٍ. وقد عززت أطباء بلا حدود عملياتها من خلال إدارة 19 نقطة صحية وثلاثة مراكز رعاية صحية أولية وأربعة مرافق للمرضى الداخليين استجابة لأزمة اللاجئين الروهينغا. وبين شهري يوليو وديسمبر 2017، ازداد عدد المرضى الذين تشاهدهم أطباء بلا حدود من 200 مريض إلى 2,000 مريض يومياً.

تواصل أطباء بلا حدود تقديم الرعاية الطبية للروهينغا العالقين في ظروف خطرة.

2018 – أزمة صحة نفسية طارئة في ناورو

msf245951.jpg

في أكتوبر 2018، أبلغت حكومةُ ناورو منظمة أطباء بلا حدود بشكل عاجل أن خدماتنا لم تعد مطلوية ويجب أن تتوقف خلال 24 ساعة، ما ترك آلاف المرضى فجأة في حاجة ماسة إلى الرعاية. في ديسمبر، نشرت أطباء بلا حدود أول تقرير مستقل يبين حجم أزمة الصحة النفسية على هذه الجزيرة. كما أن نحو نصف مرضانا الناورويين كانوا بحاجة لعلاج من الذهان. ومن بين اللاجئين وطالبي اللجوء الذين عالجناهم حاول 30 في المئة منهم الانتحار وفكر 60 في المئة منهم فيه. وفي حين أن معظم المرضى الناورويون قد تحسنوا تحت رعاية أطباء بلا حدود، إلا أن 11 في المئة فقط من المرضى من طالبي اللجوء واللاجئين قد تحسنوا، ما يدل على وجود صلة بين احتجازهم على الجزيرة إلى أجل غير معلوم وبين تدهور صحتهم النفسية.

تواصل أطباء بلا حدود تقديم خدمات الصحة النفسية في دول أخرى، وفي عام 2018 قدمت أكثر من 404,000 استشارة صحة نفسية فردية حول العالم.

2019 – الهجرة في أمريكا الوسطى

msf253416.jpg

يواجه اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون الذين أجبروا على الهرب من ظروف العنف والفقر في غواتيمالا والسلفادور وهندوراس المزيد من المخاطر والصعاب على طريق رحلتهم شمالاً إلى المكسيك والولايات المتحدة. يقع الكثيرون ضحايا للاتجار بالبشر وعنف العصابات والاعتداء الجنسي والخطف والابتزاز. وغالباً ما لا يحصل هؤلاء الناس الذين يقطعون آلاف الأميال على أقدامهم على الرعاية الصحية أو النفسية الأساسية أو حتى الطعام والماء الكافيين. كما أن مساعي الولايات المتحدة لردع الهجرة وتقييد إمكانية طلب اللجوء تركت الناس عالقين في مدن خطرة على طول الحدود الشمالية للمكسيك، عُرضة للاختطاف وللعنف المتزايد.

في عام 2019 قدمت أطباء بلا حدود خدمات الرعاية الطبية ورعاية الصحة النفسية في المكسيك والسلفادور وهندوراس.