تمرير

من مريضة إلى مسؤولة عن التوعية والدعم حياة مليكات بعد نوما

8 مارس 2021
قصة
شارك
طباعة:

نجت مليكات من نوما وتعمل اليوم مرشدة للنظافة الصحية في مستشفى نوما الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في سوكوتو، في شمال غرب نيجيريا. أتت مليكات قبل أكثر من عشرين عاماً من لاغوس إلى سوكوتو طلباً للرعاية الطبية وبحثاً عن الأمل. وها هي اليوم تدعم أشخاصاً آخرين ممن تضرروا بمرض نوما وتضمّ صوتها إلى صوت أطباء بلا حدود للتوعية بنوما ودعم الناجين من هذا المرض المهمل والمروع. وفيما يلي شهادة مليكات.

التبعات التي تطال الناجين من نوما مروعة ويصعب التعايش معها. فلا أحد يرغب في التعاطي معنا أو الحديث إلينا نظراً للتمييز ووصمة العار التي تلحق بنا. لكن ثمة مخرجاً من هذا، فالعمليات الجراحية تمنح فرصةً للشفاء. إذ يمثل قدوم الناجين من نوما إلى مستشفى سوكوتو نقطة تحول في حياتهم. كنت قد فقدت الأمل قبل أن أبدأ علاجي، لكن بعد خضوعي للعمليات الجراحية بدأت أستوعب بأنني لا أزال إنسانية كباقي الناس.


وقد ساعدني في تحقيق هذا الدكتور أدينيي [د. أدينيي أديتونجي، وهو أحد أطباء وزارة الصحة العاملين في مستشفى سوكوتو]. فقد غير كل شيء بالنسبة لي، حيث شجعني على العودة إلى مقاعد الدراسة. وكنت حينها لم أعد راغبةً حتى في المحاولة، نتيجةً لوصمة العار والطريقة التي ينظر بها الناس إليّ كلما اقتربت منهم. غير أن د. أدينيي شجعني، وطلب مني أن أنظر إلى نفسي على أنني شخص قد مر بنقطة تحول. أراد مني أن أذهب إلى المجتمع وأن أردّ الجميل. وهكذا فقد أصغيت إليه وذهبت، حيث عثرت على الحافز والشجاعة.


لقد درست إدارة السجلات الصحية. وفي عام 2018 عرضت منظمة أطباء بلا حدود علي عملاً. ولا أدري أين كنت سأذهب بنفسي لولا ذلك العرض. أعمل اليوم مسؤولة عن النظافة الصحية وأتعامل مع طاقم التنظيف والمرضى في المستشفى. أحرص على نظافة المحيط وأتحدث إلى المرضى ومرافقيهم عن النظافة الصحية الشخصية. كما أساعد فريق الرعاية الصحية النفسية في دعم الناجين من نوما الذين هم أشخاص مثلي كما كنت في السابق، حيث أطلعهم على تجربتي، وأقول لهم أن عليهم التحلّي بالقوة وبأن الأمور ستؤول للأفضل. يعلمون بأنني كنت في مثل وضعهم سابقاً، وقد رأى بعضٌ منهم صورتي قبل أن أخضع للعمليات الجراحية. لكن انظر إلي اليوم. ففي الحياة أمل، ولا مستحيل مع الأمل.


يسهل جداً العمل مع زملائي في أطباء بلا حدود الذين ينظرون إلي كما ينظرون إلى أنفسهم. فلا مكان هنا لوصمة العار. أنا سعيدة جداً لأنهم قبلونني في المنظمة، وهذه فرحةٌ عظيمة بالنسبة لي. لدينا أيضاً زميل آخر في المستشفى يعمل مع وزارة الصحة وهو من الناجين من نوما. اسمه ظاهر ويعمل مع طاقم التنظيف.


ينبغي أن يستمر الأطباء في سوكوتو بتمكين المرضى وتشجيعهم على العودة إلى مقاعد الدراسة كي يشاركوا في جهود التوعية بهذا المرض. تطول رحلة العلاج والتعافي، لكن المرضى يعودون إلى المجتمع بعد إتمام العمليات الجراحية وقد تغيّروا. فحين تنظر إليّ سترى بأنني مررت بأوقات عصيبة في حياتي. لكنني لم أعد أفكر بالماضي، فهدفي أن ألهم الناس. أريد أن أطلعهم على قصتي كي يعلموا بأن نوما حقيقة وأن الإعاقة لا تعني غياب القدرة بل على العكس.