جنوب السودان يستقبل آلاف النازحين والجرحى الفارين من اشتداد الحرب في السودان

South Sudan
تمرير
23 ديسمبر 2024
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
جنوب السودان
شارك
طباعة:

جوبا، 20 ديسمبر/كانون الأول 2024 – بينما يستقبل جنوب السودان موجة هائلة من عشرات الآلاف من الأشخاص الهاربين من اشتداد حدة الحرب في السودان، تعمل منظمة أطباء بلا حدود على توسيع نطاق استجابتها للأزمة الإنسانية في الرنك والتجمعات غير الرسمية المحيطة بها على طول الحدود. فخلال الأسابيع الماضية، تجاوز عدد النازحين حديثاً 80,000، بينهم مئات لديهم إصابات بسبب الحرب. وتدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى تقديم دعم إنساني وطبي فوري ومنسق للنازحين لمعالجة الثغرات الحرجة ومنع المزيد من المعاناة.

منذ بداية ديسمبر/كانون الأول، عَبَر أكثر من 5000 شخص إلى جنوب السودان كل يوم مع تصاعد القتال بالقرب من الحدود في ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار في السودان. أدى تدفق الناس إلى بلدة الرنك والمناطق المحيطة بها إلى استغراق الموارد الشحيحة بالفعل، مما ترك النازحين في أزمة.

ويقول إمانويل مونتوبيو، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في الرنك: "لقد أضفنا 14 خيمة حول المستشفى لإفساح مجال لجرحى الحرب الذين يصلون إلى مستشفى الرنك. لا يوجد مكان لخيام أخرى في المناطق المحيطة، في حين يستمر المرضى وعائلاتهم في القدوم إلى المستشفى. نحن نعمل جنباً إلى جنب مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعلاج جرحى الحرب وإدارة التدفق المتزايد للحالات الحرجة والاستجابة للإصابات الجماعية في أجنحة رعاية ما قبل الجراحة وبعدها، لكن الوضع يفوق القدرات بالكامل. وقد عولج بضع عشرات فقط من الناس بتدخلات جراحية وتطعيمات ضد الكزاز في الأسابيع الأخيرة، في حين أن أكثر من 100 مريض مصاب، والعديد منهم يعانون من إصابات خطيرة، لا يزالون ينتظرون الجراحة".

خارج مراكز العبور ضمن الرنك وفي التجمعات السكنية غير الرسمية، يضطر الآلاف إلى العيش تحت الأشجار أو في ملاجئ مؤقتة، مع محدودية الوصول إلى الغذاء أو المياه النظيفة أو الرعاية الصحية أو أي خدمات أساسية أخرى. وتزيد ظروف المياه والصرف الصحي السيئة من خطر تفشي الأمراض في وقت تعاني فيه الرنك بالفعل من تفشي الكوليرا.

 وتقول روزلين موراليس، نائبة المنسق الطبي لأطباء بلا حدود في جنوب السودان، بعد إجراء الفريق تقييماً على الأرض: "يجب اتخاذ إجراءات فورية. يعيش الآلاف من الناس في ظروف قاسية تُظلهم السماء في تجمعات عشوائية، ويواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية. ندعو على وجه السرعة كل من سلطات جنوب السودان والمنظمات الدولية إلى توسيع نطاق استجابتها بسرعة في الرنك وخارجها، وضمان تلبية الاحتياجات الأساسية والمنقذة للحياة للسكان المتضررين دون تأخير".

ويؤوي مركزا العبور في الرنك، المصممان لاستيعاب 8000 شخص كحد أقصى، أكثر من 17000 شخص الآن. وفي حين أن معظم العائدين واللاجئين دخلوا جنوب السودان في البداية عبر معبر جودا الحدودي الرسمي، فإن عدداً متزايداً يعبرون الآن عبر طرق غير رسمية شرق الرنك. وقد تم تسجيل أكثر من 82000 وافد جديد في مناطق تشمل جودا ودوكو دوكو وجربانا وشميدي وغوسفامي وأتام.

وتقول الهدى حامد، وهي نازحة من ولاية النيل الأزرق في السودان وتخضع حالياً للعلاج من جرح ناجم عن طلقة نارية في مستشفى مقاطعة الرنك: "كانت قريتنا تحترق. كانت المنازل تحترق، وكان الجميع يركضون في اتجاهات مختلفة. لقد هُجِّرنا ونعيش الآن تحت شجرة. ليس لدي الرغبة في العودة إلى الديار. لم يعد البيت بيتاً - بات مليئاً بالذكريات السيئة".

ويقول بشير إسماعيل، وهو من مسمون في ولاية النيل الأزرق: "كنا نسمع بالغارات الجوية سماعاً فقط، لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت حقيقة واقعة. كنت في السوق أشتري بعض الأغراض عندما بدأ القصف. أصابني شيء ما في صدري - كانت التجربة الأكثر إيلاماً في حياتي. كنت مشوشاً لدرجة أني شعرت وكأنني فقدت ذاكرتي. بعدها لا أذكر إلا أنني وجدت نفسي في مستشفى مقاطعة الرنك".

تنشر منظمة أطباء بلا حدود عيادات متنقلة لتوفير الرعاية الصحية الأولية في التجمعات السكنية غير الرسمية في غوسفامي وأتام وجربانا وجودا، حيث يتركز النازحون. وفي 17 ديسمبر/كانون الأول وحده، أجرت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 250 استشارة طبية في غوسفامي وأحالت الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة إلى مستشفى مقاطعة الرنك. 

كما أننا نقوم بإطلاق أنشطة استجابة للحاجة الملحة للمياه والصرف الصحي في أتام وجربانا. بالإضافة إلى ذلك، تم تسليم مواد الإغاثة إلى هذه المناطق لتوزيعها على 2500 عائلة نازحة. ومع ذلك، على الرغم من هذه الجهود، لا تزال الاستجابة غير كافية بسبب عدم وجود منظمات إنسانية أخرى في هذه التجمعات السكنية غير الرسمية، مما ترك فجوة كبيرة في دعم السكان النازحين.