تمرير

السودان: عدم الاستعداد لموسم الأمطار يفرض على لاجئي تيغراي خيارات صعبة

20 يونيو 2021
قصة
الدول ذات الصلة
إثيوبيا
شارك
طباعة:

يقول داجنيو -وهو رجل يبلغ من العمر 40 عامًا من منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا، ويقيم الآن في مخيم الطنيدبة للاجئين في السودان- "أعيش في خيمة قمت ببنائها بنفسي. جاء جيراني يركضون إليّ لأن خيامهم دمرت. كان هناك 20 شخصًا نائماً في خيمتي الليلة الماضية؛ فعلينا أن نساعد بعضنا البعض".

يقول رجل من تيغراي يبلغ من العمر 28 عامًا يدعى أفتوم: " سُويت خيمتي بالأرض بسبب الرياح. كان لدي عمود خشبي واحد وضعته داخل الخيمة وأمسكته طوال الليل لإفساح المجال لسرير تحته، وكي يتمكن أصدقائي من الحصول على مساحة للنوم. دمرت جميع خيام جيراني وأنا قلق عليهم".

"كنت خائفة على حياتي الليلة الماضية"، تقول ريغات -وهي امرأة تبلغ من العمر 25 عامًا من تيغراي أيضًا. "غادرت خيمتي لأنها دمرت وقصدت خيمة جدي التي أقامها بنفسه وبحوزتي بعض المقتنيات. وعندما وصلت، كان في الخيمة 20 شخصًا. فقد التجأ جميع الجيران إلى خيمة جدي لأنها كانت ما تزال قائمة. لم نتمكن من النوم لأنه لم يكن هناك مكان للاستلقاء. لذلك جلسنا هناك وانتظرنا الفجر. لا أريد حقًا البقاء في هذا المخيم، ولكنني أعلم أنه لا يمكنني العودة إلى تيغراي أيضًا. أنا لا أعرف ماذا أفعل."

هكذا وصف اللاجئون تجاربهم لفرق أطباء بلا حدود بعد أن ضربت الرياح العاتية للمرة الثانية مخيم الطنيدبة بقضاء القضارف في السودان في 7 يونيو / حزيران خلال موسم الأمطار الحالي. ويعد مخيم الطنيدبة واحداً من المخيمَين الرسميّيَن في هذا القضاء، ويستضيفان معًا حوالي 40 ألف لاجئ ممن سعوا للحصول على الأمان من النزاع القائم في تيغراي.

بعد ثلاثة أسابيع من العاصفة الأولى التي دمرت 200 خيمة، دمرت عاصفة ثانية في 7 حزيران / يونيو معظم الخيام المتبقية في المخيم. وتمكن بعض اللاجئين من تعزيز خيامهم وتقويتها مسبقًا، ولكن يفتقر معظمهم إلى المواد والأموال اللازمة للقيام بذلك، وهم الآن يتشاركون الخيام مع آخرين أو يبقعون في الملاجئ الجماعية.

تضررت العيادة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في المخيم بشكل بليغ جراء العاصفة على الرغم من اتخاذ التدابير لحمايتها. حيث أفاد منسق مشروع منظمة أطباء بلا حدود، سيرجيو سكور، إنه "تم تدمير السقف المعدني للعيادة، وخرجت غرفة الطوارئ عن العمل، كما سقطت القواطع الداعمة وتدمر أكبر قسم بالكامل. وغمرت المياه الصيدلية تماماً، ولكن لحسن الحظ كانت الأدوية وصناديق الإمدادات موجود على المنصات الخشبية والأرفف المعدنية. يمكن إصلاح الأضرار التي لحقت بعيادة أطباء بلا حدود، ولكن ما كان مفجعًا هو سماع صراخ الناس ورؤيتهم يركضون حول المخيم بحثًا عن مأوى في منتصف الليل".

إن الموقع المختار لمخيم الطنيدبة مبني على تربة تُعرف بالقطن الأسود، وهي تربة طينية صلبة تتشقق خلال موسم الجفاف، ولكن تصبح رطبة لزجة وموحلة في موسم الأمطار.

لقد أطلقت منظمة أطباء بلا حدود جرس الإنذار على جميع المستويات - من إدارة المخيمات ووكالات الإغاثة إلى الحكومات والجهات المانحة - بشأن مخاطر الظروف الجوية القاسية المرتبطة بموسم الأمطار في هذا الجزء من المنطقة؛ إذ أن هناك حاجة ملحة للقيام بأنشطة الوقاية من الفيضانات والرياح وتعزيز الخيام والمراحيض.

يقول رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود جون نيكولاس دانغلسر، "كان من المفترض أن يتم تنفيذ هذه الإجراءات قبل عدة أشهر، حتى قبل وصول اللاجئين إلى المخيم. كنا نعلم جميعًا بأن الرياح الشديدة ستكون المشكلة الأبرز في المخيم خلال موسم الأمطار، لكن غياب الاستعداد خلال الوقت المناسب من قبل منظمات الإغاثة لم يترك أمام العديد من اللاجئين أي خيار سوى مغادرة المخيم. سنواصل العمل لدعم الناس في المخيم، ولكن فات الأوان لعلاج الأضرار الناجمة عن الضغط النفسي الذي حصل نتيجة ما لحق بخيامهم وممتلكاتهم".

تم توزيع نشرة إعلامية في أبريل / نيسان تحذر من مخاطر دمار الخيام والممتلكات أثناء موسم الأمطار، بعد ذلك جاءت العاصفة الأولى في أوائل مايو / أيار، مما أثار حالة من الذعر داخل المخيم. وكان قد أعرب العديد من اللاجئين عن رغبتهم في مغادرة المخيم بسبب مخاوفهم من موسم الأمطار. حيث كان يغادر المخيم عشرات الأشخاص يومياً، اتجه بعضهم إلى الحميديات -وهي نقطة عبور بين السودان وإثيوبيا ومن هناك يعودون إلى منطقة النزاع في تيغراي، بينما اتجه آخرون إلى الهشابة في نفس الولاية. ويقصد معظم اللاجئين ليبيا حيث يخاطرون بحياتهم في محاولة للوصول إلى أوروبا.

"لدي أربعة أصدقاء ذهبوا إلى ليبيا، وكانت آخر مكالمة أجريتها معهم قبل شهرين"، قال بين -وهو رجل يبلغ من العمر 24 عامًا يعيش في مخيم الطنيدبة. "إنهم على معرفة بالخطر، وقد حاولت أن أخبرهم مرات عديدة، لكن لا يمكننا أن نلومهم. انظروا إلى هذا المكان، لقد خرجوا في حالة من اليأس التام."

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في مخيم الطنيدبة منذ ديسمبر / كانون الأول 2020. حيث يدير الطاقم الطبي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود عيادة في المخيم تقوم بتوفير الرعاية الصحية الأساسية والمتخصصة ورعاية المرضى المقيمين وتوفير اللقاحات وعلاج سوء التغذية وإجراء الفحوصات الطبية المنتظمة للوافدين الجدد. كما قامت فرق المياه والصرف الصحي التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود ببناء مراحيض ومحطة طوارئ لمعالجة المياه للاجئين.

المزيد من التحديثات :