تمرير

السودان: أطباء بلا حدود تشارك في حملة عاجلة للتلقيح والعلاج تستهدف الحصبة في منطقة جبل مرة في ولاية جنوب دارفور

17 أغسطس 2021
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

12 أغسطس/آب 2021: تبدأ منظمة أطباء بلا حدود حملة تطعيم عاجلة تستهدف احتواء الحصبة التي تزداد أعداد الإصابات بها سريعاً في منطقة جبل مرة التابعة لولاية جنوب دارفور.

فقد سجلت هذه المنطقة الجبلية المعزولة منذ شهر يوليو/تموز المئات من حالات الحصبة المشتبه بها. واستقبلت فرق أطباء بلا حدود في 17 يوليو/تموز أوائل المرضى المشتبه بإصابتهم في عيادتها الواقعة في كالو كيتينغ، علماً أن أعداد الأطفال الذين دخلوا عيادات المنظمة بحلول السابع من أغسطس/آب كان قد بلغ 849 طفلاً بينهم 824 دون سن الخامسة، إضافةً إلى تسجيل 11 وفاة. كما سجلت وزارة الصحة السودانية لغاية الآن سبعة إصابات مؤكدة مخبرياً.

تغطية ضعيفة أو معدومة باللقاحات

يسهل الوقاية من الحصبة بتطعيم الأطفال. لكن بما أن منطقة جبل مرة خاضعة لسيطرة جيش تحرير السودان-فصيل عبد الواحد الذي يعد من قلائل المجموعات المسلحة التي لم توقع بعد على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة السودانية، لهذا لم تصلها حملات التطعيم الوطنية الروتينية منذ سنوات عديدة.

وإزاء هذا قالت منسقة مشاريع أطباء بلا حدود في جبل مرة آنا بيلوند: "نستقبل رضعاً مصابين بالحصبة لا تتجاوز أعمارهم التسعة أشهر، مما يدل على أن أمهاتهم لم يحصلن مطلقاً على اللقاح. واليوم نسابق الزمن لوقف انتشار هذا المرض الفتاك". يشار إلى أن الوضع يتسم بحدية خاصة نظراً لأن الأطفال الذين يعيشون في هذه المنطقة يعانون أساساً من انتشار سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي. فقد كشفت فحوصات التحري التي نفذتها طواقم المنظمة وشملت 1,594 طفلاً لغاية 7 أغسطس/آب عن إصابة 220 طفلاً منهم بسوء التغذية متوسط الشدة و71 آخرين بسوء التغذية الحاد الشديد.

هذا ويعتبر مرض الحصبة الذي يسببه فيروس شديد العدوى من أهم أسباب الوفيات بين الأطفال في القارة الإفريقية. وتشمل أعراضه الطفح وسيلان الأنف والتهاب العين والحمى والسعال، علماً أن الأطفال المصابين بسوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالشكل الشديد للمرض وخاصةً إن كانوا يعانون من نقص الفيتامين أ.

التعاون مع المجتمع المحلي

وحيث أن الحكومة السودانية ممنوعة من دخول المنطقة فإن منظمة أطباء بلا حدود تعد واحدة من منظمات قليلة قادرة على العمل بشكل كامل في جنوب جبل مرة، وبالتالي ستتولى فرق أطباء بلا حدود قيادة حملة التطعيم وتدبير الإصابات بالتعاون الوثيق مع المجتمع المحلي، علماً أن هذا القرار جاء بمشاركة وزارة الصحة وغيرها من الجهات والمؤسسات والمنظمات المعنية.

وستتعاون أطباء بلا حدود بشكل وثيق مع وزارة الصحة التي دربت موظفين مهمتهم إعطاء اللقاحات وتنظيم السجلات وستضع فريقاً في كالو كيتينغ لدعم جمع ونشر البيانات. كذلك أعدت منظمة أطباء بلا حدود شبكة قوامها عمال صحة مجتمعية خضعوا لتدريبات تسمح لهم بالتعرف على المصابين بالحصبة وسوء التغذية وإحالتهم إلى المرافق الصحية.

وفي هذا الصدد قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود جان نيكولاس دانغيلسر: "لولا التعاون مع المجتمع بأكمله لما أمكن تنفيذ هذه الحملة التي تقوم على التطعيم والعلاج. فأهالي جبل مرة يدعمونها في كل جوانبها، بدءاً بالنقل وانتهاء بالأنشطة الخارجية المجتمعية والتوعية، إلى جانب تنبيه أطباء بلا حدود بشأن الحالات المشتبه بها. وقد سررنا جداً بالتزام الأهالي في الحيلولة دون انتشار الحصبة بشكل أكبر".

هذا وتسعى منظمة أطباء بلا حدود إلى تطعيم 95 بالمئة من الأطفال بين عمر التسعة أشهر و15 سنة وإمدادهم بالفيتامين أ في إطار خطة وقائية وعلاجية تستهدف سوء التغذية. وفي هذا الشأن قالت بيلوند: "نأمل أن تكون حملة التطعيم هذه فاتحةً لحملات عديدة هدفها وقاية أهالي جبل مرة من تفشي أمراض أخرى يمكن الوقاية منها باللقاحات".

يشار إلى أن الحملة ستقدم اللقاحات في ستة مواقع إستراتيجية في جنوب جبل مرة ألا وهي: توري وديلي وكويا وتالي/موتور وتورونغ تونغا وغولانغبانغ. كما ستشرف عيادات أطباء بلا حدود الواقعة في ديلي وكالو كيتينغ وفريق متنقل تابع لها على تدبير إصابات الحصبة بين الأطفال. كذلك تتعاون طواقم أطباء بلا حدود والمجتمع المحلي تعاوناً وثيقاً مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسيف بشأن الإمدادات والخدمات اللوجستية التي تشمل اللقاحات وسلسلة التبريد والنقل.

وتدير منظمة أطباء بلا حدود عيادةً واقعة في ديلي في جنوب جبل مرة منذ مارس/آذار 2021 وأخرى في كالو كيتينغ منذ مايو/أيار 2021. كما تدير طواقم المنظمة العاملة في المناطق الأخرى من دارفور مشاريع في بلدة روكيرو التابعة لمنطقة جبل مرة، وكذلك في مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور وفي مخيم كاريو في ولاية شرق دارفور (علماً أن المشروع الأخير يقدم الخدمات للاجئين من جنوب السودان والأهالي المحليين).