بقلم: جاسبر واغان- استشاري الوقاية من العدوى ومكافحتها وديفيد رينارد، مستشار الممارسات الطبية المستدامة
أطباء بلا حدود
يُذكّرنا اليوم العالمي لنظافة الأيدي - الذي يوافق الخامس من شهر مايو/أيار من كل عام، بأن نظافة الأيدي من أهم الممارسات الضرورية لحماية صحتنا. ويحتفل العاملون في مجال الرعاية الصحية حول العالم باليوم العالمي لنظافة الأيدي هذا العام تحت شعار منظمة الصحة العالمية: "ارتداء القُفازات إذا لزم الأمر... نظافة اليدين دائماً".
بينما تُستخدم القفازات كأداة وقائية للمساعدة في الحد من انتشار الأمراض، من المهم التأكيد على أن القفازات تُعد مكملاً لنظافة اليدين وليست بديلاً عنها. الاعتماد المفرط على القفازات يثير مخاوف تتجاوز مجرد الوقاية من العدوى، فالقفازات غير قابلة للتحلل البيولوجي، وعند استخدامها بشكل غير ضروري، فإنها تُسهم في زيادة النفايات الطبية.
تشير هاتان الحقيقتان إلى أهمية الممارسات المستدامة في الوقاية من العدوى:
- في المشاريع الرائدة التي ترشّد استخدام القفازات في الرعاية الصحية، لوحظ توفير ما يصل إلى 40 في المئة من القفازات المستخدمة لكل مريض
(البيانات: منظمة أطباء بلا حدود، هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة) - عند إجراء تقييمات النفايات في المستشفيات، لوحظ أن سرير المستشفى يُنتج، في المتوسط، من 2 إلى 4 كيلوجرام من النفايات يومياً، معظمها من البلاستيك.
(البيانات: مراجعة مواد منشورة من تركيا وتايلاند والبرازيل والكويت وإثيوبيا وإيران بين أعوام 2005 و 2020)
ربما يكون التعامل مع الجراثيم في بيئة إنسانية أمراً بالغ الحساسية، حيث قد تكون الموارد محدودة ونقاط الضعف كثيرة، مما يزيد من أهمية مكافحة انتشار الجراثيم. وفي منظمة أطباء بلا حدود، التي تعمل في بيئات عالية الخطورة وقليلة الموارد، نرى بأم أعيننا كيف تُنقذ هذه الممارسات الأساسية الأرواح البشرية. ففي حين أن القفازات يُمكن أن تحمي من التلوث، إلا أن إساءة استخدامها قد تزيد من خطر العدوى والنفايات.
لهذا السبب، من المهم استخدام المخطط الهرمي المرجعي لمنظمة الصحة العالمية لاستخدام القفازات، فهو يُرشد العاملين في مجال الرعاية الصحية لتحديد متى تكون القفازات ضرورية، ومتى تكون نظافة اليدين وحدها كافية. الرسالة بسيطة: اغسل يديك دائماً، حتى عند ارتداء القفازات. في أطباء بلا حدود، ندعم تماماً هذه الرسالة المتعلقة بالوقاية من العدوى والمسؤولية البيئية. حيث إن تقليل استخدام القفازات غير الضروري لا يمنع التلوث المتبادل فحسب؛ بل يقلل أيضاً من التأثير السلبي لخدمات الرعاية الصحية على المنظومة البيئية.
فهيا بنا ندعم العلم: نظافة اليدين والاستخدام الرشيد للقفازات متلازمان. حماية المرضى وكوكبنا تبدأ منا جميعاً، ونظافة اليدين ليست مسؤولية العاملين في مجال الرعاية الصحية فحسب، بل هي واجب مشترك نتحمله جميعاً، في كل مكان كل يوم.
