تمرير

مستشفى أطباء بلا حدود المتخصص بالجراحة التقويمية في عمّان : مئات من جرحى الحرب على قائمة الانتظار

14 مايو 2017
آخر
شارك
طباعة:

على الرغم من تعزيز القدرة الاستيعابية لمستشفى أطباء بلا حدود المتخصص بالجراحة التقويمية في عمان، لا يزال التعامل مع الأعداد المتزايدة من مصابي الاضطرابات المستمرة في دول المنطقة يشكّل تحدياً كبيراً. حيث تستمرّ المئات من إصابات الحرب المعقّدة بالتوافد، بينما تصبح لائحة الانتظار أطول.

ففي خلال النصف الأوّل من عام 2016 فقط، وصل إلى المستشفى 300 جريح حرب من العراق واليمن وسوريا وفلسطين.

ويستمرّ المستشفى بتقديم الخدمات الجراحية التخصّصية المعتادة، جراحة العظام وجراحة الحروق البليغة وجراحة الوجه والفكّين، كما يتطلّع الفريق إلى إضافة اختصاصاتٍ جراحية جديدة في المستقبل القريب.

وكان المستشفى قد أدخل أكثر من (4224) جريح حرب، وأجرى ما يفوق (9000) تدخل جراحي منذ عام 2006. يتمّ تحديد الحالات عبر شبكة ارتباطٍ من الأطباء في البلدان الأمّ للمرضى. ولكنّ أعداد المرضى هذه ليست سوى نقطة صغيرة في بحرٍ هائل من ضحايا الحرب الذين يعانون عواقب هذا الاضطراب الإقليمي.

ويقول الدكتور هاني سليم، المدير الطبيّ في الشبكة: "تعمل شبكة ارتباط طبيّة تضمّ ثمانية أطبّاء مع الفريق الطبي في عمّان لتحديد المصابين وإحالتهم من العراق، وسوريا، واليمن وفلسطين. ولكنّ لائحة الانتظار تطول يوماً بعد آخر، كما أنّ الحالات التي نستقبلها تزداد تعقيداً، وهو ما يعكس الوجه القبيح للحرب في البلدان التي يتوافد منها المصابون. حيث نستقبل إصاباتٍ ناجمة عن انفجارات القنابل والعبوات الناسفة والصواريخ، ولا يعاني المصابون من كسور عادية في العظام، بل تتسبّب هذ الانفجارات في تهشيم عظامهم، كما أنّ إصابات الحروق غالباً ما تكون شديدة، وتمتدّ على أغلب مناطق الجسم. أما بالنسبة لإصابات الوجه، فقد استقبلنا العديد من الحالات التي أزالت الانفجارات فيها نصف الوجه، وتسبّبت بأضرار كبيرة في الفكين العلوي والسفلي. كما فقد العديد من المرضى القدرة على تحريك أطرافهم بينما فقدها البعض الآخر بشكل نهائيّ، وهم بحاجة إلى جراحةٍ ترميميةٍ متقدّمة قد تمتدّ لعدّة أشهر أو سنوات.

ويضيف الدكتور هاني: "يعتبر بناء شبكة طبيّة في سياقاتٍ مضطربة كهذه تحدياً كبيراً لمنظمة أطباء بلا حدود، ولكن من الضروري معرفة أنّ هذا المشروع هو الوحيد من نوعه في المنطقة في مجال تقديم خدمات الجراحة التقويمية والتأهيلية لضحايا الحرب بالمجان"

إن الجروح النفسية التي تترتّب على هذه الإصابات أعمق من جروح الجسم، فالعديد من المرضى اختبروا أقصى درجات الرعب، وقد تغيّرت حياتهم بشكلٍ نهائي بسبب التشوّهات التي أصابتهم، والأحبّاء الذين فقدوهم. لذلك يعتبر الدعم الاجتماعي-النفسي الذي يقدّمه فريق متخصّص في المنظمة جزءاً جوهرياً من عملية العلاج.

ويقول الدكتور ناصر العمري، المستشار الاجتماعي-النفسي في مستشفى عمّان: " هناك حالةٌ لا أزال أستحضرها في ذاكرتي وهي لجريحٍ تعرّض للتعذيب في أحد السجون بعد ساعاتٍ من إصابته، وقد حُرم من أدنى مستويات الرعاية الطبية وتوالت عليه كافة أشكال التعذيب في الوقت الذي كان جرحه لا زال ينزف. وبعد مرور بضعة أيام، بدأ الجرح بالتعفن وأصيب بالتهاب شديد، الأمر الذي أدى فيما بعد إلى بتر أحد أطرافه. وما زلت أتذكّر الدموع في عينيه وهو يخبرني عن الطريقة الوحشية التي عاملوه بها".

يحصل المرضى على حزمةٍ شاملة من الرعاية الطبية التي تشمل العلاج الطبيعي والدعم النفسي الاجتماعي إلى جانب التدخلات الجراحيّة. كما يحصل المرضى على التوصيات التي تتوفّر بشكلٍ مباشر حالياً في الموقع الجديد، إضافةً إلى المساعدة المالية للسفر إلى المستشفى والعودة إلى منازلهم بعد انتهاء العلاج أو بين الجولات العلاجية في حال اختلفت خطّة الرعاية مع الوقت.