تمرير

إربد: مقابلة مع ممرضة من فريق عمل مستشفى الأمومة التابع لمنظمة أطباء بلا حدود

15 مايو 2017
آخر
شارك
طباعة:

عادت الممرضة الأسترالية نيكول كامبيل أخيراً من مهمتها الميدانية الثانية مع منظمة أطباء بلا حدود في الأردن، وتحكي لنا في هذه المقابلة عن تجربتها مع مستشفى الأمومة التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في إربد، حيث أمضت هناك ثلاثة أشهر وعملت كممرضة في رعاية حديثي الولادة.

هل لكِ أن تخبرينا عن مشروع أطباء بلا حدود في إربد

تم إنشاء مشروع إربد في الأردن تجاوباً مع أزمة اللاجئين السوريين من خلال تقديم رعاية صحية مجانية في مجال الأمومة والمواليد الجدد، وذلك للاجئين وللفئات المحتاجة من الأردنيين. تدير المنظمة أيضاً برنامجاً للصحة النفسية للأطفال الذين تبدو عليهم علامات الضيق بسبب الحرب والنزوح. هدف المشروع هو أن يغطي الاحتياجات الصحية للاجئين في المجتمعات المضيفة في الأردن الذين ليس لديهم وصول إلى مثل هذه الرعاية في مكان آخر. وتضم الأردن حالياً أكثر من مليون لاجئ جاؤوا من سوريا.

وقد توسعت وحدة رعاية حديثي الولادة أخيراً لتستوعب 16 طفل حديث الولادة في آن واحد. لدينا القدرة على تحسين نمو الأطفال الخدَّج إضافة إلى معالجة الأطفال المرضى بسبب الإنتان (الالتهاب الحاد) أو اليرقان على سبيل المثال.

صفي لنا يوماً اعتيادياً هناك

نشاطاتي اليومية في وحدة حديثي الولادة تشمل حضور تسليم النوبة الصباحية، وتقييم وضع الأطفال والداخلين الجدد مع فريق الممرضات، وتسهيل الجولات التي تتم على الأجنحة مع الفرق الطبية والتمريضية، وتقديم التدريب أثناء العمل حول موضوع معين كل أسبوع. نحاول حالياً أيضاً أن نوسع من منطقة تغطيتنا في محافظة إربد، لذلك نقوم بتعريف المجتمع من حولنا بأنفسنا لكي يعرف الناس منظمة أطباء بلا حدود وماهي الخدمات التي نقدمها لمساعدتهم.

هل هنالك قصة تودين مشاركتها حول أحد المرضى؟

أول مرة جئت فيها إلى الأردن كان هنالك طفل تم تشخيصه بالسكري الوليدي، وهو نوع نادر من السكري مختلف عن النوعين الأول والثاني اللذين يحصلان في وقت لاحق. وقد يكون هذا المرض الولادي مزمناً ويدوم مدى الحياة. وكان هذا الطفل يتلقى السوائل عبر الوريد بشكل متواصل، وهي جرعات مرهقة من الأنسولين وإجراءات عديدة لضبط مستويات السكر في الدم ومراقبتها. سأتذكر ذلك الطفل دائماً وأتذكر أمه لأنه كان أول طفل مولود أراه ولديه داء السكري.

وقد بقوا في المستشفى لفترة طويلة جداً وتمكنا في النهاية من تخريجهم. وعندما راجعتنا أمه في المستشفى كان الطفل قد أصبح عمره ثلاثة أشهر، ولديها سجل يتضمن جميع نتائج تحاليل سكر الدم، كما أخبرتنا عن كيفية تعاملها مع جميع الأوضاع التي طرأت على ابنها. مما أثار إعجابي هو كيف تأقلمت هذه الأسرة الصغيرة مع احتياجات طفلهم، وكذلك السعادة التي كانوا يشعرون بها لا سيما أنهم فقدوا طفلين قبل ذلك وكلاهما خلال الأيام الخمسة الأولى من الولادة. لقد تمكنَّا من خلال الرعاية المتقدمة التي قدمناها من إنقاذ حياة الطفل وساعدنا هذه الأم على إكمال أسرتها.

باعتقادك ما هي أكبر الإنجازات أو أكبر التحديات؟

أكبر الإنجازات هي أن نرسل الأطفال إلى أسرهم في نهاية اليوم، فرؤية الأمهات اللاتي كن خائفات على فلذات أكبادهن ثم يشعرن بالأريحية للتحدث مع الممرضات وتشارك إحساس النجاح، وتقديم الدعم المعنوي لبعضهن الآخر، ثم تراهن مبتسمات عندما يأتي اليوم الذي سيتم تخريجهم فيه ليعودوا إلى بيوتهم.

أما أكبر تحدٍ بالنسبة لي هو معرفة أن هنالك آلاف السوريين في مخيمات اللجوء ومعرفة أن هنالك نساء لديهن مواليد ويحتجن إلى رعاية صيحة. الوصول إلى تلك النسوة وتوفير مكان آمن ومجاني لهن ليضعن مواليدهن ليس أمراً سهلاً كما قد يبدو.

ما هو الأثر الذي تركته هذه المهمة الميدانية في نفسك؟

على الصعيد المهني، طورت لدي جوانب لم أكن أتخيلها، فقد اكتسب مهارات إدارية ومهارات قيادية وقدراً من القدرة على التكيف، لم أكن أعلم أنها ممكنة التحقق. واكتسبت خبرة في التواصل مع المنظمات غير الحكومية الأخرى والاجتماع معهم لنقل احتياجات أطباء بلا حدود، كما أصبحت مدافعة قوية عن حقوق مرضانا وصوتاً يعبر نيابة عن الممرضات. لقد استمتعت بحق بما أسهمت به من تمكين الممرضات

ليصبحن أكثر اطلاعاً وأكثر تطلعاً ويعلِّموا بعضهن البعض.

ماهي الرسالة التي يمكن أن توجهيها لغيرك من ممرضات رعاية المواليد الجدد اللاتي يفكرن في العمل مع أطباء بلا حدود؟

إن كنت راغبة بالقيام بهذا العمل، ومتأكدة من أن لديك الدوافع الصحيحة لذلك، عندها سيكون قرار الانضمام أفضل قرار تتخذينه، لأنه سيغير كيانك وطريقة رؤيتك للعالم. وإذا تمكنتِ من إعادة مولود أو طفل إلى أسرته في بقعة ليس لديهم مكان آخر يطلبون فيه المساعدة، سيكون شعوراً يبقى معكِ إلى الأبد.