تمرير

أمّة منسية

24 سبتمبر 2019
قصة
شارك
طباعة:

شهد إقليم إيتوري الواقع في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في يوليو/تموز العديد من الأزمات الإنسانية، حيث يحتاج مئات آلاف الناس هناك إلى المساعدات. فقد أجبر تصاعد أعمال العنف في مناطق دجوغو وماهاغي وإيرومو آلاف الناس على الفرار من بيوتهم. ورغم الدعوات المتكررة التي أطلقتها منظمة أطباء بلا حدود وطالبت فيها منظمات الإغاثة الدولية بتعزيز المساعدات الإنسانية الضرورية، إلا أن معظم النازحين لم يحصلوا بعد على المساعدات الأساسية.

ويقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في جمهورية الكونغو الديمقراطية الدكتور موسى عثمان: "هذه ليست المرة الأولى للأسف التي تعاني فيها البلاد من احتياجات إنسانية كبيرة. لكن المشهد هذه المرة لم يقتصر على النزوح الجماعي بسبب العنف فحسب إنما رأينا كذلك انتشاراً سريعاً لتفشي الحصبة وغياب أي علامات تدل على تراجع وباء الإيبولا، وكل ذلك في الآن ذاته. وهذا أمر لم يسبق وأن حصل".

تبعات العنف

msf275490high.jpg
خريطة تبين مواقع مشاريع أطباء بلا حدود في عام 2018.

بدأت أعمال العنف الدائرة بين المجتمعات المختلفة في إقليم إيتوري تتصاعد منذ ديسمبر/كانون الأول 2017، والأغلبية الساحقة من النازحين بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، علماً أن بعضهم يحتاجون إليها منذ أكثر من سنة.

وتقول ميلينا* النازحة من تسي لوي: "اضطررت إلى الهرب منتصف الليل مع أطفالي. قتل اثنان منهما على يد المهاجمين أثناء فرارنا، لكنني وصلت برفقة الأربعة الباقين إلى هذا المخيم. لم نستطع أخذ أي شيء معنا سوى الملابس التي كنا نرتديها".

"المشهد هذه المرة لم يقتصر على النزوح الجماعي بسبب العنف فحسب إنما رأينا كذلك انتشاراً سريعاً لتفشي الحصبة وغياب أي علامات تدل على تراجع وباء الإيبولا".

الأمراض التي يمكن الوقاية منها

نفذت فرق أطباء بلا حدود منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018 ثلاثة استطلاعات حول الوفيات في كل من درودرو ونوزي وأنغومو. وقد بينت جميعها بأن معدلات الوفيات في هذه المناطق كانت أعلى بكثير من مستويات الطوارئ. ويقول الدكتور عثمان: "أظهرت استطلاعاتنا بأن الناس يموتون بشكل رئيسي بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل الملاريا والحصبة والإسهال". وأضاف: "وهذا مقلق جداً. نبحث مع وزارة الصحة استراتيجيات مبتكرة يمكننا أن نطبقها في إطار الظروف الراهنة، لكن ثمة حاجة ملحة إلى مزيد من المساعدات للحؤول دون وقوع وفيات أكثر".

horizontal_arabic_1.jpg

دعم أطباء بلا حدود

تدعم أطباء بلا حدود وزارة الصحة في توفير الرعاية الطبية والاستجابة لأهم احتياجات النازحين في درودرو ونوزي وبونيا. كما تؤمن فرقنا المياه النظيفة وتوزع مواد الإغاثة وتبني الحمامات والمراحيض، غير أن الاحتياجات الأكثر إلحاحاً لآلاف الأسر لا تزال قائمة.

وتدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى التعزيز الفوري للمساعدات الإنسانية طويلة الأمد للوقاية من وفاة مزيد من الناس ولتأمين ظروف حياة كريمة لكل من أجبر على الفرار.

* تم تغيير الاسم

تم نشر هذا المقال في عدد شهر يوليو- سبتمبر لمجلتنا الدورية "بلا حدود".

يمكنكم تحميل المجلة إلكترونيا من خلال هذا المسار.