تمرير

خفض سعر دواء السل من قبل جونسون أند جونسون خطوة مهمة وعلى الحكومات أن تعزز استخدام العلاج على وجه السرعة

8 يوليو 2020
نشرة صحفية
شارك
طباعة:

120,707 أشخاص وقّعوا على العرائض المطالِبة للشركة بخفض السعر

نيويورك/جنيف، 6 يوليو 2020 – أعلنت اليوم شركة الصناعات الدوائية جونسون أند جونسون عن سعر مخفض قدره (1.5 دولار أمريكي*) في اليوم من دواء السل بيداكويلين، وهي خطوة مهمة ستتيح للمزيد من الناس الذين يعانون من الأشكال المقاومة للأدوية من السل الحصول على هذا الدواء المنقذ للحياة. لكن يجب أن يُخفَّض السعر أكثر وأن يشمل المزيد من البلدان، وفق ما قالت منظمة أطباء بلا حدود اليوم. وقد كانت أطباء بلا حدود تضغط على جونسون أند جونسون بخصوص سعر الدواء منذ دخوله إلى السوق في عام 2012، وأطلقت حملة عالمية إلى جانب أشخاص مصابين بالسل والمجتمع المدني في العام الماضي، داعين الشركة لخفض سعر الدواء بأكثر من النصف في الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل إلى دولار واحد في اليوم. وقد وقّع 120,707 أشخاص على العرائض المطالِبة جونسون أند جونسون بخفض السعر.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بدواء بيداكويلين الفموي كدواء أساسي لعلاج السل المقاوم للأدوية، ليستبدل أدوية قديمة أكثر سُمِّيَّة كانت تُعطى بالحقن وقد تسبب آثاراً جانبية خطيرة، كالصمم. وفي ضوء جائحة كوفيد-19، أوصت منظمة الصحة العالمية أيضاً الدول بعلاج المصابين بالسل المقاوم للأدوية في منازلهم باستخدام علاجات فموية بالكامل بينها البيداكويلين، بدلاً من الحقن التي تتطلب ذهاب الناس للعيادات. وقد كان العلاج الأقدم للسل المقاوم للأدوية والذي يحتاج وقتاً أطول والمستخدَم في دول عديدة حتى الآن يتطلَّب من الشخص تناول حتى 14,000 حبة دواء على مدى نحو عامين، وتحمُّل حتى ثمانية أشهر من الحقن اليومية المؤلمة.

وتقول د. بيلا أوستيرو، مستشارة مرض السل في حملة توفير الأدوية الأساسية في أطباء با حدود: "بينما يسترد العالم عافيته من جائحة كوفيد-19، فإن الوصول إلى العلاج بالبيداكويلين بكلفة ميسورة هو ضرورة الساعة للمصابين بالسل المقاوم للأدوية". وأضافت: "الأدوية السابقة ليست مؤلمة في الحقن وقد تسبب آثاراً جانبية حادة فحسب، بل تتطلب أيضاً من الناس الذهاب إلى المرافق الصحية كل يوم، ما يجعلهم عرضة لمزيد من خطر الإصابة بكوفيد-19. ومع السعر المخفَّض، على الحكومات أن تعزز على وجه السرعة استخدام بيداكويلين كجزء أساسي من علاجات السل المقاوم للأدوية التي تؤخذ عبر الفم. دعونا لا نضيع دقيقة واحدة في وضع حد لمعاناة مرضى السل المقاوم للأدوية".

السعر الذي تفرضه جونسون أند جونسون لدواء بيداكويلين بقي عائقاً صعباً أمام الدول في سبيل تعزيز توفُّر العلاج المنقذ للحياة، لا سيما باعتبار أن بيداكويلين هو دواء واحد فقط من عدة أدوية مطلوبة في علاج السل المقاوم للأدوية. ونظراً للتمويل المعتبر الذي حصلت عليه جونسون أند جونسون من قبل دافعي الضرائب من أجل أبحاث وتطوير هذا الدواء من الولايات المتحدة وبلدان أخرى، فقد دعت أطباء بلا حدود وجِهاتٌ أخرى الشركة لخفض السعر كي يكون أكثر توفراً للناس. وقد أظهرت دراسة أُجريت من قبل باحثين في جامعة ليفربول أن بيداكويلين يمكن أن يُنتَج ويُباع بربح لا يتعدى ربع دولار في اليوم.

وتقول شارونان لينش، المستشارة الأولى لشؤون فيروس نقص المناعة البشرية والسل في حملة توفير الأدوية الأساسية في أطباء بلا حدود: "لم تطور جونسون أند جونسون هذا الدواء وحدها. فقد طُوِّر بيداكويلين بدعم معتبر من دافعي الضرائب ومن مؤسسات غير ربحية وخيرية – تلقت جونسون أند جونسون استثمارات عامة بملايين الدولارات، بينها مِنَح من حكومة الولايات المتحدة وحوافز مالية متعددة، كما أسهم في الأبحاث على الدواء مقدمو علاج كأطباء بلا حدود. وعلى جونسون أند جونسون ألَّا تفرض أسعاراً مرتفعة لهذا الدواء في أي مكان".

السعر الجديد المخفض هو أقل بنسبة 32 في المئة من أخفض سعر سابق، وهو متاح لقائمة دول محددة من قبل جونسون أند جونسون، ومرتبط بالتزامات شراء تمت من خلال مرفق الأدوية العالمي (Global Drug Facility) وهي منظمة تديرها شراكة القضاء على السل (Stop TB Partnership) التي تقدم أدوية السل للدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل. والدول التي لا تشتري من مرفق الأدوية العالمي غير مؤهلة للسعر المخفض وستبقى تواجه الأسعار المرتفعة التي تفرضها جونسون أند جونسون، أو من شريكها التجاري الروسي فارمستاندرد لبعض دول

الكومنولث المستقلة. مثلاً، يدفع الاتحاد الروسي أكثر من 8 دولارات لليوم من البيداكويلين، وهو سعر أعلى بكثير من السعر المتاح الآن لدول مؤهلة للسعر المخفض وقدره 1.5 دولار لليوم.

دعت منظمة أطباء بلا حدود شركة جونسون أند جونسون لتخفض السعر أكثر وتتيح السعر المخفض لجميع الدول التي فيها عبء مرتفع من السل المقاوم للأدوية، كي يتسنى إنقاذ المزيد من الأرواح.

جونسون أند جونسون هي حالياً المصنِّع الوحيد لبيداكويلين وقد سجلت براءة اختراع للدواء في معظم الدول، وتتحكم بسعر بيعه. إن احتكار جونسون أند جونسون يمنع مصنِّعين آخرين في الهند وأماكن أخرى من إنتاج وتزويد نُسخ جنيسة ذات سعر أكثر يُسراً. وبينما براءة اختراع الشركة على المكون الأساسي لبيداكويلين تنتهي صلاحيتها في عام 2023، فقد لجأت الشركة إلى ’تجديد براءة الاختراع‘ من خلال التقدم ببراءات اختراع إضافية لتمديد احتكارها لبراءة الاختراع على الدواء حتى عام 2027 في العديد من الدول المتأثرة بالسل. ويقول مصنعو الأدوية الجنيسة أنهم قادرون على إنتاج نسخ ذات سعر أكثر يسراً بدءاً من عام 2021، لكنهم ممنوعون من دخول السوق من قبل براءة اختراع جونسون أند جونسون. وقد دعت أطباء بلا حدود جونسون أند جونسون كي لا تطبق براءات اختراعها على بيداكويلين وتوقف جهودها الساعية لإطالة احتكارها من خلال تمديد براءات الاختراع التي من شأنها أن تزيد من تأخير توفر نسخ الدواء الجنيسة مضمونة الجودة.

وتقول لارا دوفيفات، مستشارة الحملات والدعم في حملة توفير الأدوية الأساسية في أطباء بلا حدود: "قمنا بالاحتجاج أمام المقر العالمي لجونسون أند جونسون ومكاتبها حول العالم برفقة أناس نجوا من السل وعلاجه الشاق المؤلم، مطالبين الشركة بخفض سعر هذا الدواء المنقذ للحياة". وتضيف: "بينما ننتظر بقلق توفُّر نسخ جنيسة من بيداكويلين ذات سعر أكثر يسراً، نريد أن نحث الحكومات أن تحرص على توفير أفضل علاج ممكن اليوم لسكانها المصابين بالسل المقاوم للأدوية، ويعتبر خفض السعر الذي تم اليوم خطوة مساعِدة".

* الحسابات مبنية على خفض بنسبة 32 في المئة عن السعر السابق وقدره 400 دولار للدورة العلاجية التي مدتها ستة أشهر.

___________________________________________________________________________________

أطباء بلا حدود هي أكبر مزود غير حكومي لعلاج السل حول العالم وتشارك في مجال رعاية مرضى السل منذ 30 عاماً، حيث تعمل غالباً جنباً إلى جنب مع السلطات الصحية المحلية لعلاج الناس في ظروف وأماكن مختلفة منها مناطق النزاع المزمن، والأحياء الفقيرة في المدن، والسجون، ومخيمات اللاجئين، والمناطق الريفية. وحتى سبتمبر 2019، وفي مشاريع أطباء بلا حدود في 14 بلداً، عولج أكثر من ألفي شخص بأدوية جديدة، بينهم 429 شخصاً بالديلامانيد – وهو الدواء الوحيد الآخَر الجديد الذي يطوَّر خلال أكثر من 40 عاماً – و 1517 شخصاً بالبيداكويلين، و429 شخصاً بالجمع بين الدوائين. وقد أصيب في عام 2018 حول العالم 484,000 شخص بالسل المقاوم للأدوية، لكن 32 في المئة منهم فقط هم من عولجوا.