السودان: منظمة أطباء بلا حدود تسلّم أنشطتها وتترك مستشفى للسكان في ولاية النيل الأبيض

Sudan
16 ديسمبر 2021
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

منذ عام 2013، استضافت ولاية النيل الأبيض في السودان عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من النزاع في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان. وعلى مدى السنوات السبع الماضية، قدمت المنظمة الطبية الدولية أطباء بلا حدود الرعاية الطبية للاجئين والمجتمعات المحلية. وتسلم فرق منظمة أطباء بلا حدود هذا الشهر أنشطتها الطبية في ولاية النيل الأبيض، بما في ذلك مستشفى الكشافة، إلى وزارة الصحة السودانية.

وبعد فترة وجيزة من وصول حوالي 30,000 لاجئ من جنوب السودان إلى ولاية النيل الأبيض في عام 2013، أطلقت منظمة أطباء بلا حدود استجابة طارئة من خلال توفير الرعاية الصحية العامة ومياه الشرب النظيفة للاجئين وبناء المراحيض في المخيم المعروف باسم الكيلو 10.

ومع فرار المزيد من الناس عبر الحدود من جنوب السودان، تم إنشاء المزيد من المخيمات في المنطقة. وسَّعت منظمة أطباء بلا حدود مساعدتها للاجئين والمجتمعات المضيفة من خلال توفير العيادات التي تقدم الرعاية الصحية العامة وتطعيم عشرات الآلاف من الأطفال ضد الحصبة والأمراض الأخرى. كما أجرت الفرق أنشطة التوعية الصحية بينما قدم مهندسو منظمة أطباء بلا حدود مياه شرب نظيفة وأنشأوا مراحيض.

في عام 2016، قامت منظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة بتطوير مرفق صحي في مخيم الكشافة ليصبح مستشفى. وفي عام 2019، تم افتتاح مستشفى في المخيم بُني حديثاً بسعة 100 سرير. وتشمل خدماته الرعاية الصحية العامة والمتخصصة، وعلاج سوء التغذية، ورعاية الأمومة وعلاج الأشخاص المصابين بأمراض معدية مزمنة مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسل. ويأتي المرضى اليوم إلى المستشفى من القرى المجاورة ومن تسعة مخيمات للاجئين من جنوب السودان في المنطقة.

وتقول زكينة آدم علي، مشرفة التغذية في أطباء بلا حدود: "يبقى الناس في بيوتهم، ولا يمكنهم كسب المال". ونتيجة لذلك، يصاب الأطفال بالكثير من الأمراض. هذا يعني أن مركز التغذية العلاجية للمرضى الداخليين مليء بالأطفال. نستقبل من 45 إلى 50 طفل كل أسبوع، وما يصل إلى 150 طفلاً كل شهر. ويمكن لهذا أن يصعب الأمور. لا أكون سعيدة عندما يكون هناك طفل يعاني، لكنني أفرح جداً عندما يتحسن الطفل الذي يتم إحضاره إلي ويعود إلى المنزل في حالة صحية جيدة".

في السابق، كانت الرعاية الطبية متوفرة بشكل محدود للمجتمع المحلي. أصبح مستشفى الكشافة التابع لمنظمة أطباء بلا حدود مستشفى الإحالة الرئيسي للاجئين والمجتمعات المضيفة التي تعيش في محليتي السلام والجبلين في ولاية النيل الأبيض.

يخدم المستشفى حالياً غالبية اللاجئين من جنوب السودان البالغ عددهم نحو 270,000 نسمة الذين يعيشون في ولاية النيل الأبيض وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إضافة إلى السكان المحليين البالغ عددهم نحو 450,000 نسمة، ويمثلون ما يقرب من نصف الاستشارات المقدمة، ومعظمهم من محلية السلام، وهي أقرب إلى المستشفى.

وتقول زهرة، وهي من قرية قريبة: "وُلد أطفالي داود والهادي وحمودة قبل افتتاح مستشفى أطباء بلا حدود. أنا حامل الآن أيضاً وسيولد جنيني، الذي سنسميه أحمد، هنا في المستشفى. لقد عانينا من قبل، بدون مستشفى أطباء بلا حدود، لكن يمكننا الآن الحصول على رعاية مستمرة، من اليوم الأول للحمل حتى ولادة الطفل. يراقب الطاقم الطبي حالتك بعناية فائقة. يجرون فحوصات منتظمة، وإذا كان لديك نقص في الدم، فإنهم يعطونك الأدوية لعلاجه".

وخلال السنوات السبع الماضية، قدمت فرق منظمة أطباء بلا حدود ما يقرب من 500,000 استشارة خارجية وأدخلت أكثر من 20,000 شخص إلى المستشفى لتلقي العلاج.

تلقى أكثر من 8,000 طفل يعانون من سوء التغذية دون سن الخامسة العلاج في مركز التغذية العلاجية بالمستشفى وولدت حوالي 5,000 امرأة مواليدهن في وحدة الأمومة. قام طاقم منظمة أطباء بلا حدود بتطعيم أكثر من 25,000

طفل لحمايتهم من أمراض الأطفال الشائعة. وقدم موظفو الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 6,000 استشارة في مجال الصحة النفسية وعقد مختصو التثقيف الصحي أكثر من 10,000 جلسة توعية صحية.

ويقول كينيدي أوليلا، منسق مشروع منظمة أطباء بلا حدود، الذي عمل لأول مرة مع منظمة أطباء بلا حدود في الكشافة في 2016-2017: "كان النجاح الأكبر في الكشافة هو بناء المستشفى الجديد، مما أدى إلى تحسين رعاية المرضى الداخليين والخارجيين".

ويقول أوليلا: "في عامي 2016 و2017، بدأنا في استقبال المزيد والمزيد من المرضى، بما يفوق سعة المكان وكفاية الخدمات. عُدت هذا العام وكنت فخوراً برؤية التغييرات في توفير الرعاية الطبية في المستشفى ومعايير النظافة العالية فيه. نحن قادرون على تقديم رعاية عالية الجودة للمرضى دون القلق بشأن الظروف الجوية، والتي يمكن أن تؤثر على الوقاية من العدوى ومكافحتها. لقد تحسن مستوى الرعاية بشكل ملحوظ وأصبح المزيد من المرضى قادرين على الوصول إلى رعاية مريحة في بيئة جيدة للغاية".

sudan

تسلم فرق منظمة أطباء بلا حدود هذا الشهر أنشطتها الطبية في ولاية النيل الأبيض، بما في ذلك مستشفى الكشافة، إلى وزارة الصحة السودانية. وقالت كلوديا ستيفان، ممثلة منظمة أطباء بلا حدود في السودان، في حفل التسليم يوم 15 ديسمبر/كانون الأول: "لقد تمكنا من إنقاذ العديد من الأرواح وتقديم المساعدة الطبية لكل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة. وقد قللنا من عبء المرض وحسّنّا وصول الناس إلى الرعاية الطبية الجيدة في ولاية النيل الأبيض. لقد كان إنجازاً مشتركاً، حيث نعمل جنباً إلى جنب مع وزارة الصحة ومفوضية اللاجئين ومفوضية الشؤون الإنسانية وشركاء آخرين لتحقيق هدف مشترك للاستجابة لحالات الطوارئ الطبية والإنسانية".

وعلى الرغم من إنهاء منظمة أطباء بلا حدود دعمها الطبي في المنطقة، ستستمر الخدمات بفضل السلطات الصحية السودانية وباقي الشركاء الوطنيين والدوليين.

وأضافت ستيفان: "تظل فرقنا ملتزمة بمواصلة تقديم المساعدة الأساسية المنقذة للحياة للأهالي السودانيين. كما أننا نتكيف باستمرار لتلبية الاحتياجات الإنسانية والصحية الأكثر حدة على نحو محايد وبأفضل ما يمكننا. وإننا على ثقة من أن شركاءنا سيحرضون على استمرارية هذا المشروع الناجح وسيخصصون الموارد وطواقم الرعاية الصحية اللازمة".

وبصفتها منظمة طبية تقدم المساعدة في الطوارئ، تسترشد منظمة أطباء بلا حدود بأخلاقيات مهنة الطب ومبادئ الحياد والاستقلالية وعدم التحيز. تُقدَّم المساعدة على أساس الاحتياجات الطبية، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي.

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في السودان منذ عام 1978 وتقدم اليوم الرعاية الطبية في الخرطوم والقضارف والنيل الأزرق وشرق دارفور ووسط دارفور وغرب دارفور وجنوب دارفور وكسلا، كما تضطلع فرق الطوارئ باستجابات في مناطق أخرى حسب الحاجة.