من نهلانجانو إلى المستقبل: إرث منظمة أطباء بلا حدود في منطقة شيسيلويني

COVID-19 home based care team out at patient home.
تمرير
5 يونيو 2023
آخر
شارك
طباعة:

 خمس حقائق رئيسية عن أطباء بلا حدود في إسواتيني

في الوقت الذي تستعد فيه منظمة أطباء بلا حدود لمغادرة منطقة شيسيلويني بعد 16 عاماً من العمل، يقترب مشروعها في نهلانجانو من نهايته. لكن، ولضمان استمرار نجاح برنامج شيسيلويني الخاص يفيروس نقص المناعة البشرية والسل، لا تزال فرق أطباء بلا حدود في إسواتيني ملتزمة بالعمل مع وزارة الصحة في البلاد.

ولتسليط الضوء على رحلة عمل أطباء بلا حدود في المنطقة منذ عام 2007، يلخص برنارد كيرشبرغر، رئيس بعثة أطباء بلا حدود، الحقائق الخمس الرئيسية حول العمليات الطبية التي تقوم بها المنظمة في البلاد.

 

  1. شهدت منطقة شيسيلويني تقدماً كبيراً في مجال الرعاية الصحية على مدى السنوات الـ 16 الماضية، مع تطور علاج فيروس نقص المناعة البشرية والسل وتحسين الوصول إلى المعلومات للمجتمع.

واحد من أهم السبل التي تطورت بها الرعاية الصحية على مدى السنوات الأخيرة هي في علاج وإدارة فيروس نقص المناعة البشرية والسل. في عام 2007، عندما وصلت فرق أطباء بلا حدود إلى منطقة شيسيلويني، لم يكن هناك سوى ثلاثة مستشفيات تقدم العلاج لهذين المرضين. أما الآن فالعيادات في جميع أنحاء المنطقة مجهزة لتقدم للمرضى الرعاية التي يحتاجونها.

وبالإضافة إلى زيادة فرص الحصول على العلاج، تحسن أيضاً فهم السكان لهذه الأمراض. في السابق، كانت هناك العديد من الأساطير المحيطة بفيروس نقص المناعة البشرية والسل، ولكن الآن أصبح بإمكان الناس الوصول إلى معلومات دقيقة وفهم كيفية الوقاية من هذه الأمراض وإدارتها. وقد سمح ذلك للأفراد بالعيش بإيجابية مع وضع إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية، في حين شارك البعض تجاربهم حول إدارة ظروفهم بنجاح.

كان الالتزام بالعلاج أيضاً عاملاً مهماً في تحسين النتائج للمرضى. في الماضي، كان ضعف الالتزام بأخذ الأدوية سبباً شائعاً للوفاة، وغالباً ما يرجع ذلك إلى صعوبة تناول الأدوية التي كانت تُستخدم في السابق وكان لها آثار جانبية أكثر. لكن، مع تطوير أدوية أحدث وأكثر فعالية مع آثار جانبية أقل، أصبح المرضى الآن أكثر قدرة على الالتزام بخطط العلاج الخاصة بهم.

بشكل عام، كان هناك العديد من التحسينات في مجال الرعاية الصحية في منطقة شيسيلويني، وكان توافر العلاجات الفعالة مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية عاملاً مساهماً هاماً في هذا التقدم.

 Meeting between community leaders and MSF Head of mission in Nhlangano, Eswatini

 

  1. شملت الأنشطة الرئيسية لمنظمة أطباء بلا حدود في منطقة شيسيلويني تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية على اختبار وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية والسل، واستهداف المجتمعات الضعيفة التي يصعب الوصول إليها، ووضع احتياجات المرضى في صميم جميع المبادرات.

في عام 2007، عندما بدأنا العمل في منطقة شيسيلويني، كان أحد محاور تركيزنا الرئيسية هو تحقيق اللامركزية في خدمات الرعاية الصحية. وشمل ذلك تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية على كيفية اختبار وعلاج كل من فيروس نقص المناعة البشرية والسل، وكذلك كيفية التواصل مع المجتمع حول الوصم والوقاية. وقد عملنا مع السلطات الصحية المحلية لتحديد واستهداف المجتمعات الأكثر ضعفاً، والتي كان الكثير منها في مواقع نائية تتطلب ساعات من المشي للوصول إلى أقرب عيادة.

ومع ذلك، فإن تنفيذ هذا النوع من التغيير لم يخلُ من تحديات. تطلَّب إدخال مقاربات مبتكرة الصبر أثناء إعداد العملية، مع ضمان عدم تأخير المرضى في الوصول إلى ما يكفي من اختبارات وعلاجات فيروس نقص المناعة البشرية والسل. ففي منظمة أطباء بلا حدود، نعطي الأولوية لاحتياجات المريض قبل أي شيء آخر، ما يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى تغييرات سريعة في بروتوكولات العلاج وتقديم الرعاية الصحية. وفي بعض الأحيان، ثبت أن إبلاغ هذه التغييرات إلى جميع أصحاب المصلحة يمثل تحدياً.

بشكل عام، كانت جهودنا لتحقيق اللامركزية في خدمات الرعاية الصحية في إسواتيني ناجحة. ويمكن للمرضى في المجتمعات النائية الآن الحصول على الاختبارات والعلاج لكل من فيروس نقص المناعة البشرية والسل. بالإضافة إلى ذلك، فإن المعلومات المقدمة إلى هذه المجتمعات قد بددت الخرافات المحيطة بالمرضين، مما أدى إلى زيادة فهم الوقاية والعلاج.

ومن خلال العمل مع السلطات الصحية المحلية وتحديد أولويات احتياجات المرضى، كان الأثر الذي حققناه كبيراً على الرعاية الصحية، ليس فقط في منطقة شيسيلويني ولكن في جميع أنحاء إسواتيني.

 

Community Health Posts in Shiselweni region

 

  1. كانت سرعة تطور عمليات أطباء بلا حدود في المنطقة مثيرة للإعجاب، مع إدخال علاجات مبتكرة وشاملة بوتيرة أسرع من العديد من الشركاء الآخرين.

إذ أفكر الآن في التقدم الذي أحرزناه على مر السنين، لا يسعني إلا أن أشعر بالدهشة. فثقافة منظمة أطباء بلا حدود التي تشجع على الابتكار سمحت لنا إدخال التطورات بوتيرة أسرع بكثير مما قد يتوقعه المرء. أحد الأمثلة على ذلك هو استجابتنا لوباء كوفيد-19. بينما كانت العديد من المنظمات لا تزال تخطط للتدخلات، كنا المنظمة الطبية الأولى والوحيدة التي تقدم الرعاية المنزلية لمرضى السل، ما يوفر عليهم السفر إلى المرافق الصحية ومخاطر التعرض للفيروس.

كان هذا النمط من الابتكار ثابتاً على مر السنين. وقد تمكنا من تقديم علاج شامل ومبكر للمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، والاختبار الذاتي لفيروس نقص المناعة البشرية، والعلاج بالفيديو للمرضى المصابين بالسل، ومقاربات جديدة لتشخيص وعلاج الأمراض المنقولة جنسياً.

قمنا بتطوير هذه التدخلات في منطقة شيسيلويني ثم قمنا بتوسيع نطاقها في جميع أنحاء البلاد. وكان اعتباري "كمرجع" للتغيير والممارسة الجيدة، ووضع مرضانا في مركز مبادراتنا، كان حقاً لحظة فخر بالنسبة لي.

 

  1. تعمل منظمة أطباء بلا حدود على نقل أنشطتها تدريجياً من منطقة شيسيلويني إلى منطقة مانزيني، مع خطة للحفاظ على الروابط مع وزارة الصحة لتلبية الاحتياجات الناشئة.

لضمان الانتقال السلس من منطقة شيسيلويني إلى منطقة مانزيني، يتخذ فريقنا نهجاً تدريجياً. ونعمل بشكل وثيق مع السلطات الصحية المحلية وأصحاب المصلحة الآخرين لضمان استمرار المبادرات التي نفذناها على مر السنين في العمل من أجل المرضى المحتاجين. وبصفتنا منظمة، فإننا ندرك أن احتياجات المجتمع تتطور باستمرار، ونحن ملتزمون بإعادة توجيه برامجنا لمعالجة هذه التغيرات.

في السنوات الأخيرة، لاحظنا حاجة متزايدة لخدمات الصحة الجنسية، بما في ذلك اختبار وعلاج الأمراض المنقولة جنسياً، فضلاً عن خدمات تنظيم الأسرة. كما أننا ندرك تزايد حالات العنف الجنسي والجنساني نتيجة للتحديات الاقتصادية التي يواجهها الفقراء، لا سيما في أعقاب جائحة كوفيد-19، ونعمل على توفير الرعاية والدعم لضحايا هذا العنف.

يظل فريقنا مكرساً لتقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها، وسنواصل العمل عن كثب مع السلطات المحلية لضمان استجابة برامجنا لاحتياجات المجتمع.

 

Covid-19 home based care

 

 

  1. أصبح موظفو أطباء بلا حدود الذين تم توظيفهم من المجتمع المحلي، بمن فيهم المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، جزءاً أساسياً من فريق أطباء بلا حدود وساعدوا في مكافحة وصمة العار في الأيام الأولى.

يتمثل أحد أكثر جوانب عملنا قيمةً في توظيف وتدريب أفراد المجتمع المحلي الذين كانوا يتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية. وأدركنا أن هؤلاء الأفراد كانوا مؤهلين بشكل فريد لمحاربة الوصمة المحيطة بفيروس نقص المناعة البشرية ويمكن أن يكونوا مثالاً قوياً للمرضى الآخرين. قدمنا لهم التدريب في مجال تقديم المشورة، وأصبحوا معروفين باسم "العملاء الخبراء" الذين يمكنهم تقديم الدعم والتوجيه للمرضى الآخرين.

أصبح هؤلاء العملاء الخبراء جزءاً لا يتجزأ من فريقنا ولعبوا دوراً حاسماً في التواصل مع المرضى على المستوى الشخصي. العديد منهم بقوا معنا لسنوات وأصبحوا الأبطال المجهولين في برنامجنا. لم يكونوا في دائرة الضوء، لكنهم كانوا العمود الفقري لمقاربتنا في الرعاية التي تركز على المريض والتي تنشأ في المجتمع المحلي.

ومع انتقالنا من منطقة شيسيلويني إلى منطقة مانزيني، نأمل في مواصلة توظيف وتدريب أفراد المجتمع للعمل كعملاء خبراء. ونحن نعتقد أن هذا النهج أمر بالغ الأهمية لضمان حصول المرضى على الدعم الذي يحتاجونه وأن تظل برامجنا راسخة في المجتمع المحلي.

"رسالتي الرئيسية لفرقنا وشركائنا هي: شكراً لكم. لم تكن أي من هذه المبادرات لترى النور بدون هذا التعاون الجيد والمثمر. كنت أسمع الناس يقولون: "كعامل إنساني، عليك أن تفعل ما لا يرغب الآخرون في فعله لرؤية التغيير الإيجابي". في إسواتيني، رأيت ذلك بشكل عملي. وعلى وجه التحديد، رأيت أننا كنا أسرع من العديد من الشركاء الآخرين، مما مكننا من تقديم الخدمات المناسبة والشاملة للمرضى في الوقت المناسب، وبالتالي إنقاذ الأرواح".

برنارد كيرشبرغر، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في إسواتيني.

 

Community TB Nurse showing Video Observed Treatment (VOT) to Patient.