تشاد: فرق أطباء بلا حدود تستقبل أكثر من 70 جريحاً في أدري وتوسع أنشطتها استجابة للنزاع في السودان

One of the Mastarei attack victims
تمرير
6 يونيو 2023
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

2 يونيو/حزيران 2023: عالجت منظمة أطباء بلا حدود بالشراكة مع الهيئات الصحية المحلية ما مجموعه 72 جريحاً من السودان في مستشفى أدري، شرقي تشاد. وتعود تلك الإصابات إلى أعمال العنف والقتال التي عصفت بدارفور ومناطق أخرى من السودان منذ أكثر من ستة أسابيع وأدت إلى فرار ما يقرب من مئة ألف شخص إلى تشاد منذ 15 أبريل/نيسان. 

ويوضح كريستوف غارنييه، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: "في البداية كان الجرحى يأتون بأعداد قليلة من منتصف مايو/أيار فصاعداً، ثم وصل حوالي خمسون خلال الأيام القليلة الماضية. معظمهم هؤلاء مصابون بجروح من الأعيرة النارية في اشتباكات وهجمات جنوب الجنينة في بلدة مستري الحدودية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 80 ألف نسمة، بمن فيهم العديد من النازحين من القرى المحيطة. 

يصل الجرحى إلى بلدة غونغور التشادية، على بعد حوالي عشرة كيلومترات من مستري، حيث تتم إحالتهم بعد ذلك من قبل وزارة الصحة وفرق أطباء بلا حدود إلى المستشفى في أدري. أصغر مريض تم استقباله كان عمره ثلاث سنوات. ويقال إن العديد من الأشخاص الذين هم في حالة حرجة قد تُركوا، فهم غير قادرين على السفر إلى تشاد أو الحصول على الرعاية الطبية في غرب دارفور، بما في ذلك في العاصمة الجنينة حيث يشتد العنف بشكل خاص. 

"يحكي اللاجئون من غرب دارفور عن مشاهد عنف مزعجة للغاية، حيث يطلق رجال مسلحون النار على أشخاص يحاولون الفرار سيراً على الأقدام، وتُنهب القرى ويموت الجرحى. فالمستشفيات الموجودة على الأرض تفتقر إلى الكوادر والمعدات والكهرباء مما يؤثر على قدرتها على العمل، إن لم تكن قد توقفت بالفعل عن العمل بسبب التدمير والنهب"، يحذر كريستوف غارنييه.

وتعمل فرق أطباء بلا حدود في أدري منذ عام 2021، إلى جانب السلطات الصحية التشادية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين السودانيين والسكان المضيفين. وفي المراكز الصحية في أدري وهيلوتا ومهاماتا، التي تدعمها أطباء بلا حدود، شهدت هذه المراكز زيادة بنحو 40 في المئة في استشارات طب الأطفال في الأسبوع الماضي، والتي تعود جزئياً لوصول لاجئين جدد إلى المنطقة. كما تسافر الفرق إلى المواقع التي يتجمع فيها اللاجئون، مثل غونغور، لتقديم الاستشارات الطبية وتقوم بحملات تطعيم لحماية الأطفال من الحصبة. وقد تم تحصين أكثر من 30 ألف طفل ضد الحصبة في كوفرون، وديزا، وميدجيغيلتا، وغونغور. كما توفر أطباء بلا حدود الرعاية الطبية للاجئين والمجتمعات المضيفة في منطقة سيلا. 

ويوضح كريستوف غارنييه: "مع بداية موسم الأمطار، ستتدهور الظروف المعيشية غير المستقرة بالفعل في المخيمات المؤقتة، وسيؤدي فيضان الأنهار إلى تعقيد إمكانيات التنقل والإمداد. والأهم من ذلك أن هذه الفترة يصاحبها كل عام انتشار مرتفع للغاية للملاريا وتأتي مع أصعب الأشهر من حيث انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية لدى الأطفال في المنطقة".

ومن المرجح أيضاً أن يؤدي وقف التجارة مع الجنينة، المحرك الاقتصادي للمنطقة، إلى تفاقم ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في منطقة معرضة بشدة لانعدام الأمن الغذائي. ويجب أن تراعي الاستجابة للاحتياجات العاجلة للناس الذين فروا مؤخراً من دارفور احتياجات المجتمعات المحلية واللاجئين السودانيين البالغ عددهم 400 ألف لاجئ تقريباً يعيشون في مخيمات مكتظة وغير صحية منذ عدة سنوات في شرق تشاد.