العراق: منظمة أطباء بلا حدود تسلم الأنشطة الطبية في مستشفى سنوني العام، قضاء سنجار

Handover of MSF activities - Sinuni General Hospital, Sinjar
تمرير
2 نوفمبر 2023
الدول ذات الصلة
العراق
شارك
طباعة:

1نوفمبر/تشرين الثاني 2023 - بعد خمس سنوات من بداية عمل المنظمة الطبية الدولية أطباء بلا حدود على إعادة إمكانية وصول الناس إلى الخدمات الطبية في ناحية سنوني بمحافظة نينوى العراقية، قامت المنظمة بتسليم أنشطتها الطبية في مستشفى سنوني العام إلى مديرية صحة نينوى وإلى منظمة إنسانية أخرى.

تقع سنوني شمال جبل سنجار، في الشمال الغربي من محافظة نينوى. خضعت البلدة ومحيطها لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة من آب إلى كانون الأول 2014. حينها كانت مسرحاً لأعمال عنف شديدة استهدفت بشكل رئيسي المجتمع الإيزيدي. واليوم، قطع سكان سنوني شوطًا طويلًا في رحلتهم نحو التعافي.

بدأت فرق أطباء بلا حدود العمل في مستشفى سنوني العام في أغسطس/آب 2018. يقول بَروژ حسين عبدالرحمن، مستشار رئيس بعثة أطباء بلا حدود في العراق: "عندما وصلنا، لم يكن المستشفى يقدم سوى خدمات أساسية للغاية، مع إمدادات محدودة وعدد قليل من العامليين من الكادر الطبي أو الفني". كما يُضيف: "حتى إمدادات المياه والكهرباء كانت شبه متوقفة للمستشفى. لقد تم الترحيب بنا بحرارة في سنوني. فقد كان المجتمع يعرفنا اساساً من خلال خدماتنا الطبية في مخيمات النازحين والتجمعات غير الرسمية التي لجأ إليها أفراد المجتمع في إقليم كوردستان. "

كان هدف منظمة أطباء بلا حدود في سنوني هو اعادة خدمات الرعاية الصحية للمجتمع المحلي وللأشخاص العائدين إلى المنطقة بعد رحلة نزوحهم. بدأ الأمر بإعادة تأهيل مبنى المستشفى بالكامل وتوفير كل ما يحتاجه المستشفى ليعمل بسلاسة. بعد ذلك، بدأت فرق منظمة أطباء بلا حدود في توفير الرعاية الطبية الطارئة ورعاية الأمومة ورعاية الأطفال والمواليد الجدد.

بعد انتهاء معركة استعادة قضاء سنجار من تنظيم الدولة الاسلامية، بدأ النازحون بالعودة إلى منازلهم. وكان وجود مستشفى يعمل بكامل طاقته في المنطقة حافزًا لهم للعودة. تقول خلفة إلياس، مشرفة القابلات في مستشفى سنوني العام والتي تعمل مع منظمة أطباء بلا حدود: "أصبح النازحون أكثر ثقة بالعودة إلى ديارهم لأن منظمة أطباء بلا حدود كانت في المنطقة، في وقت لم تتوفر فيه أي خدمات أمومة أُخرى".

اختار معظم سكان منطقة سنجار السابقين العودة إلى ناحية سنوني، لأنها لم تتضرر نسبياً ولأن الأمن قد استُعيد هناك بشكل أسرع من المناطق المحيطة.

يتذكر بَروژ قائلاً: "عندما وطأت أقدامنا منطقة سنوني لأول مرة في أوائل عام 2018، بدا المكان وكأنه مدينة أشباح، على الرغم من عودة بعض الناس إلى هناك. نادرًا ما كان الناس يخرجون في الأماكن العامة وبدت الحياة كما لو أنها قد وصلت إلى طريق مسدود. لم يكن لدى الناس أي شيء ولم يكن بإمكانهم الوصول إلى أي شيء حيث كانت المنطقة لا تزال خالية من جميع الأعمال التجارية والخدمات".

عانى الكثير من المجتمع الأيزيدي من صدمات نفسية هائلة خلال الفترة التي كانت فيها المنطقة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية وأثناء النزوح. وإدراكًا لحاجة الناس في سنوني إلى أكثر من مجرد تقديم العلاج الجسدي، قدمت منظمة أطباء بلا حدود خدمات صحة نفسية شاملة. فمن خلال توفير الاستشارة والدعم النفسي والرعاية النفسية، قامت فرق أطباء بلا حدود بمعالجة هذه الجراح غير المرئية. تم تقديم هذه الأنشطة في المستشفى وداخل المجتمع أيضاً، حيث قامت فرق التعزيز الصحي التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود برفع مستوى الوعي حول رعاية الصحة النفسية والتأكد من أن سكان المنطقة يعرفون كيفية الوصول إلى هذه الخدمات.

خلال جائحة كوفيد-19 في عام 2022، قامت منظمة أطباء بلا حدود بتوسيع خدماتها من خلال إنشاء وحدة عزل مكونة من سبعة أسرة لعلاج المصابين بفيروس كوفيد-19 من الذين يعانون من أشكال خفيفة ومتوسطة من المرض وللمساعدة في وقف انتشار الفيروس. كما قدمت المنظمة الإمدادات الأساسية للمساعدة في علاج المرضى وحماية الكوادر الطبية.

يتذكر إلياس موسى علي، أحد أفراد المجتمع والذي كان يعمل سابقاً كحارس مع منظمة أطباء بلا حدود، دور المنظمة أثناء الجائحة قائلاً: "دخلت منظمة أطباء بلا حدود الصورة عندما لم يكن لدى المجتمع هنا أي شيء. خلال أحلك أيام جائحة كوفيد-19، عندما كانت مواد الحماية الشخصية التي تشتد الحاجة إليها نادرة، تدخلت منظمة أطباء بلا حدود بالإمدادات الحيوية. الدعم الشامل الذي قدمته منظمة أطباء بلا حدود ترك بصمة لا تمحى على سنوني".

وطوال السنوات الخمس التي قضتها في سنوني، ركزت فرق أطباء بلا حدود أيضًا على نقل خبراتها وبناء القدرات والاستثمار في التدريب والتطوير المهني لمتخصصي الرعاية الصحية المحليين.

وقالت يانا فيسيندورف، منسقة مشروع منظمة أطباء بلا حدود في سنوني: "ما يميز مجتمع سنوني هو قدرته الرائعة على النمو وتصميمه على إيجاد الحلول. لولا ترحيبهم وتعاونهم الوثيق، لكان من الصعب جدًا علينا تحقيق النجاح. وأنا على ثقة من أنهم قادرون على إكمال الرحلة، حتى إن وجدت التحديات والعقبات. هذا المجتمع المرن مليء بالأمل."

في سبتمبر/أيلول 2021، وبعد تعافي المستشفى وقدرات الموظفين بدعم من منظمة أطباء بلا حدود وإدراكًا لأهمية الخدمة المستدامة من خلال إدارة محلية، قامت منظمة أطباء بلا حدود بتسليم قسمي الأمومة والأطفال إلى مديرية صحة نينوى، مع الاستمرار في تزويدهم بالدعم اللوجستي.

وفي يناير/كانون الثاني 2023، اتخذت منظمة أطباء بلا حدود قرارًا بنقل جميع مسؤولياتها المتبقية إلى السلطات الصحية المحلية. يؤكد هذا القرار المبادئ الأساسية لمنظمة أطباء بلا حدود كمنظمة تستجيب لحالات الطوارئ، وتركز على تلبية الاحتياجات الملحة بعد الأزمات وإعادة تمكين الناس من الوصول لخدمات الرعاية الصحية.

بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، سلمت فرق منظمة أطباء بلا حدود خدمات رعاية الصحة النفسية إلى المنظمة الدولية للهجرة، في حين تم تسليم بقية أنشطة منظمة أطباء بلا حدود إلى مديرية صحة نينوى.

ومع اختتام منظمة أطباء بلا حدود خمس سنوات من أنشطتها في سنوني، فإنها تترك وراءها مجتمعًا مرنًا مستعدًا لمواجهة المستقبل بالأمل والتصميم.