المستشفيات في جنوب غزة تغص بمئات الجرحى مع تصعيد القوات الإسرائيلية للقصف

 Gaza - Al Aqsa Hospital
تمرير
5 ديسمبر 2023
الدول ذات الصلة
الأراضي الفلسطينية المحتلة
شارك
طباعة:

منذ انهيار الهدنة الهشة في قطاع غزة، بالأراضي الفلسطينية المحتلة، في 1 ديسمبر/كانون الأول، أسفرت الهجمات الجوية والبرية التي شنتها القوات الإسرائيلية عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص. ومستشفيا الأقصى في المنطقة الوسطى وناصر في جنوب القطاع، اللذين تدعمهما منظمة أطباء بلا حدود، حيث يعمل ويعيش موظفو أطباء بلا حدود الفلسطينيون والدوليون، بالكاد يستطيعان التعامل مع تدفق المرضى.

وتقول كاترين كلايس، قائدة فريق أطباء بلا حدود في المنطقة الوسطى من غزة، حيث تدعم فرق أطباء بلا حدود العاملين الصحيين المحليين في علاج الذين يعانون من إصابات وحروق ناجمة عن الانفجارات: "نسمع القصف من حولنا ليلاً ونهاراً. وخلال الـ 48 ساعة الماضية، وصل أكثر من 100 قتيل وأكثر من 400 جريح إلى غرفة الطوارئ في مستشفى الأقصى. بعض الجرحى نُقلوا على الفور لإجراء جراحة".


 عندما يفيض المستشفى بالجرحى، لا تُعطى الأولوية لغير الذين حياتهم في خطر مُحدق.

وتقول كلايس: "نرى جرحى يعانون من علامات الالتهاب والأنسجة النخرية، لأنهم لم يحصلوا على تغيير لضمادات الجروح منذ أيام وبعضهم منذ أسابيع".

أنشأت فرق أطباء بلا حدود وحدة مؤقتة لتضميد الجروح داخل مستشفى الأقصى لتوفير تدبير الجروح للمرضى الذين يعانون من جروح مزمنة أو إصابات ناتجة عن حوادث منزلية أو هجمات سابقة.

مستشفى ناصر، في خان يونس، حيث تقدم فرق أطباء بلا حدود الرعاية الجراحية للمرضى الذين يعانون من الإصابات البليغة والحروق، هو الآن على حافة الانهيار بسبب التدفق المستمر للمرضى الجدد.

ويقول كريس هوك، المنسق الطبي لأطباء بلا حدود في خان يونس: "يستقبل المستشفى العديد من المصابين بجروح خطيرة كل ساعة تقريباً. والوضع الحالي في المستشفى – إذ لم يعد هناك مساحة متاحة – هو حقاً وضع فظيع. الجميع قلقون بشأن ما سيأتي بعد ذلك".

 

القوات الإسرائيلية تأمر المدنيين في الجنوب بالتحرك مرة أخرى

مع تحرك الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية جنوباً، أُمر الناس في بعض الأحياء في المنطقة الوسطى وخان يونس بالانتقال جنوباً، نحو رفح، بمحاذاة الحدود المصرية. واضطررنا إلى تعليق دعمنا الطبي لعيادتي الشهداء وبني سهيلا، لأنها تقع في مناطق خاضعة لأمر الإخلاء.

ويقول أحد النازحين من موظفي أطباء بلا حدود في خان يونس: "كل يوم، تأمر السلطات الإسرائيلية بإخلاء حي جديد، وتطلب من الناس الانتقال إلى مدينة أخرى، إلى الجنوب أكثر فأكثر. حتى أثناء الهدنة، لم يُسمح للناس بالعودة شمالاً إلى منازلهم. لا يزال هناك ثلاثة أو أربعة أحياء فقط يمكن الوصول إليها وجميعها مكتظة".

غالبية النازحين في القطاع البالغ عددهم نحو 1.8 إنسان التجأوا إلى جنوب غزة، ويعيشون هناك في ظروف مروعة. وقد نزح الكثير من المدنيين بالفعل عدة مرات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. ليس لديهم مكان يذهبون إليه حيث لا يوجد مكان آمن.

أصبح الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية، أمراً صعباً للغاية بالنسبة للناس في جنوب غزة. وتمنع القيود المشددة على الحركة، التي تفرضها القوات الإسرائيلية والقصف العنيف المستمر، الناس من طلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب، بينما تعيق أيضاً قدرة فرقنا على الاستجابة.

بالعودة إلى مستشفى ناصر، زاد عدد النازحين بشكل ملحوظ مرة أخرى منذ يوم السبت الماضي، مع إنشاء ملاجئ جديدة في كل ركن من أركان موقف السيارات. وينام الكثير من الناس على الأرض بجوار المرفق الطبي.

ويقول هوك: "في حملة عسكرية استمرت أسابيع، مع فترة راحة قصيرة فقط، لا تزال سرعة القصف وحجمه ينحدران إلى أدنى دركات الوحشية". ويضيف: "ما يقرب من مليوني شخص تُركوا دون خيارات. الحل الوحيد هو وقف إطلاق النار الفوري والمستدام والإمدادات غير المقيدة للمساعدات إلى قطاع غزة بأكمله".