تشاد: فرق أطباء بلا حدود تسارع للعثور على مصادر جديدة للمياه مع تصاعد المخاطر الصحية للاجئين

 Water crisis in Metche camp for Sudanese refugees and returnees in Chad
تمرير
7 ديسمبر 2023
آخر
الدول ذات الصلة
تشاد
شارك
طباعة:
  • يعاني اللاجئون السودانيون والعائدون التشاديون في شرق تشاد من نقص شديد في المياه النظيفة. ففي مخيم ميتشي، يحصل اللاجئون على ستة لترات فقط من الماء للشخص الواحد في اليوم، مقارنة بـ 20 لتراً الموصى بها في حالات الطوارئ.
  • تقول منظمة أطباء بلا حدود إن الافتقار إلى المياه الصالحة للشرب والمراحيض والإدارة السليمة للنفايات يمثل خطراً كبيراً على الصحة العامة، حيث تشهد فرقها الطبية زيادة في الأمراض الجلدية والتهابات الجهاز الهضمي والإسهال المائي الحاد.
  • ويسارع مهندسو المياه والصرف الصحي التابعون لمنظمة أطباء بلا حدود إلى تحديد مصادر جديدة للمياه لزيادة المياه المتاحة للاجئين في ميتشي والمخيمات الأخرى في المنطقة.

 

23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 – يعيش النازحون من السودان الذين لجأوا إلى مخيمات في شرق تشاد في ظروف قاسية، ويعانون من نقص شديد في المياه النظيفة والصرف الصحي الملائم. وتقدم فرق أطباء بلا حدود المساعدة في مجال المياه والصرف الصحي في ثلاثة مخيمات في المنطقة الحدودية.

ويحصل حوالي 40,000 شخص في مخيم ميتشي للاجئين على ستة لترات فقط من المياه للشخص الواحد يومياً للشرب والطهي والغسيل – أي أقل بكثير من الـ 20 لتراً من المياه للشخص الواحد يومياً الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ. ويقول طاقم المنظمة الطبي، الذين يعالجون أعداداً متزايدة من الأشخاص من الأمراض الجلدية والتهابات الجهاز الهضمي والإسهال المائي الحاد، وإن نقص المياه والمراحيض والإدارة السليمة للنفايات يشكل خطراً كبيراً على صحتهم، وهو أمر خطير بشكل خاص على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

تكافح تشاد منذ فترة طويلة بخصوص ندرة المياه، لكن إجهاد الموارد في أماكن مثل ميتشي وصل الآن إلى مستوى حرج. وبعد اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، عبرت أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين والعائدين التشاديين الحدود إلى تشاد. وأقام بعضهم في البداية في مخيمات مؤقتة في بلدة أدري، وتم نقلهم لاحقاً إلى مخيمات في جميع أنحاء الإقليم. وفي أوائل سبتمبر/أيلول، أعيد توطين حوالي 40 ألف شخص في ميتشي، وهي منطقة جافة نائية تبعد 40 كم عن أدري. وبعد ثلاثة أشهر، ومع انتهاء موسم الأمطار، باتوا يواجهون نقصاً حاداً في المياه.

 

استخدام الطرق التقليدية لجمع الماء

حتى وقت قريب، لم يكن لدى منطقة ميتشي بنية تحتية حديثة للمياه؛ وبدلاً من ذلك، اعتمد سكانها البالغ عددهم 2000 إلى 5000 نسمة على الطرق التقليدية لجمع الماء من مجاري الأنهار الجافة، أو الأودية، واستخدام الآبار التي يحفرها المزارعون المحليون.

وتعمل فرق المياه والصرف الصحي التابعة لأطباء بلا حدود بشكل عاجل لحفر الآبار. ويحصل المخيم والمجتمع المضيف الآن على نحو 160000 لتر من المياه يومياً. وبذلك تكون حصة الفرد ستة لترات من الماء في اليوم، وهي ضئيلة للغاية ولا تكفي لمعيشة الناس دون المساس بصحتهم. وتواصل فرق منظمة أطباء بلا حدود البحث بشكل عاجل عن مصادر جديدة للمياه، بما في ذلك حفر آبار جديدة – وهي عملية ميكانيكية تستغرق وقتاً طويلاً ومكلفة.

ويقول بول جاور، مستشار المياه والصرف الصحي في منظمة أطباء بلا حدود: "يواجه العمل في هذه المنطقة تحديات لوجستية بسبب بعدها وسوء حالة الطرق فيها. وإن تحضير وحشد شركات الحفر هنا يستغرق وقتاً – ومرور الوقت ليس في مصلحة الناس.

وللاستجابة لحالات الطوارئ بسرعة أكبر، نستخدم المعرفة المجتمعية الحالية وطرق جمع الماء، مع تقديم أدوات لتسريع جمع الماء".

ومن خلال العمل عن كثب مع المجتمع المحلي، يقوم مهندسو المياه والصرف الصحي التابعون لمنظمة أطباء بلا حدود بتنويع أساليبهم باستخدام الطرق التقليدية لجمع الماء.

ويقول جاور: "اعتاد الناس على جمع المياه من الوديان الجافة، وما زالوا يفعلون ذلك لأن كمية المياه التي يمكننا توزيعها حالياً غير كافية. وقد قمنا الآن بالتعاون مع قادة المجتمع بتنفيذ نظام مياه في مجرى النهر الجاف لحبس مياه الأمطار التي تغلغلت في الرمال خلال موسم الأمطار السابق. وعلى الرغم من أنه ليس حلاً دائماً، إلا أنه يمكن أن يوفر بعض الإغاثة الفورية لجزء من أزمة المياه ويمكن استخدامه في المستقبل من قبل المجتمع المحلي".

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها فرق أطباء بلا حدود لتحديد وإنشاء مصادر جديدة للمياه، إلا أن هناك الكثير من عدم اليقين فيما يتعلق بكمية ونوعية إمدادات المياه الجوفية المتاحة.

Water crisis in Metche camp for Sudanese refugees and returnees in Chad

 

ارتفاع حاد في المخاطر الصحية

لا يستطيع بعض الأشخاص في مخيم ميتشي حتى الحصول على الستة لترات من الماء يومياً، خاصة أولئك الذين يعيشون بعيداً عن نقطة توزيع الماء. وفي ظل هذه المحدودية لوجود المياه الصالحة للشرب، يضطر الناس إلى استخدامها على أساس الأهم فالأهم.

وتقول مارينا بوماريس فوينتيس، المرجع الطبي لمشروع أطباء بلا حدود: "تخبرنا الأمهات أنهن يحصلن على 20 لتراً من الماء لسبعة أشخاص في منزلهن. ويضطررن للاختيار بين الشرب أو الطهي؟

لا يعُتبر الحفاظ على النظافة أولوية لهم".

ويؤدي الافتقار إلى النظافة إلى مخاطر صحية. وتقول فطومة، المهندسة وممثلة النساء في المخيم: "البيئة التي نعيش فيها قذرة للغاية. بدون ما يكفي من الماء، لا يمكن للناس غسل ملابسهم أو أنفسهم، وهي مشكلة كبيرة للأطفال".

وتصف نادية عمر محمد، 30 عاماً، الاختيارات اليومية التي يجب عليها اتخاذها بشأن استخدام المياه:

وتقول: "توزيع المياه بعيد جداً [عن منزلي] وأعود بعبوتين من الماء يومياً لعائلة مكونة من ثمانية أفراد. المياه النظيفة هي فقط للطهي والشرب والوضوء. ونغسل الملابس وأطفالنا في الوادي. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها تدبُّر أمرنا، وأحياناً لا يكون لدينا ما يكفي من الماء للشرب".

وقد شهد الموظفون في العيادة الخارجية لأطباء بلا حدود في ميتشي طفرة في الالتهابات والأمراض الجلدية، لا سيما بين الرضع والأطفال. وفي الأسابيع الأربعة الماضية، كان 16 في المئة من المرضى الذين عالجتهم المنظمة في ميتشي يعانون من التهابات في العين أو أمراض جلدية مثل الطفح الجلدي والتهاب الجلد والجرب.

ويشعر المسعفون التابعون لمنظمة أطباء بلا حدود بالقلق بشكل خاص إزاء ارتفاع حالات الإسهال المائي الحاد، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية. وفي الشهر الماضي، كانت 13 في المئة من الاستشارات في عيادة منظمة أطباء بلا حدود في ميتشي تتعلق بالإسهال والتهابات الجهاز الهضمي.

وتقول فوينتيس: "الأمراض التي نشهدها يمكن الوقاية منها تماماً. إنها حلقة مفرغة: المياه غير النظيفة ونقص الغذاء يصيبان الناس بالمرض، وبدون مياه آمنة، فإنهم يزدادون مرضاً".

 

أنشطة منظمة أطباء بلا حدود في شرق تشاد

تستجيب فرق أطباء بلا حدود في شرق تشاد للاحتياجات الطبية والإنسانية للاجئين السودانيين والعائدين التشاديين في إقليمي وداي وسيلا. وفي إقليم وداي، تقدم فرق أطباء بلا حدود الرعاية الطبية في مستشفى وزارة الصحة ووحدة طب الأطفال في بلدة أدري الحدودية، وفي مخيم العبور في أدري وعلى الحدود نفسها. كما تدير فرق أطباء بلا حدود مستشفى في مخيم أورانغ وعيادة خارجية في مخيم ميتشي. وفي إقليم سيلا، تقدم فرق العيادات المتنقلة التابعة لأطباء بلا حدود الرعاية الطبية في داغسا وقوز آشيي وتدعم المرافق الصحية.

ويزود مهندسو المياه والصرف الصحي التابعون لأطباء بلا حدود اللاجئين بالمياه النظيفة في ثلاثة مخيمات: أدري وأورانغ وميتشي. وفي مخيم العبور في أدري، توفر فرق أطباء بلا حدود حالياً 750 متراً مكعباً من المياه يومياً، ويتلقى الناس حوالي 5.5  لتراً من المياه للشخص الواحد يومياً. وفي مخيم أورانغ، حيث توفر منظمة أطباء بلا حدود أيضاً المياه النظيفة، يتلقى اللاجئون حالياً 8.6 لتر من المياه للشخص الواحد في اليوم. وفي مخيم ميتشي، حيث تعد منظمة أطباء بلا حدود المزود الرئيسي للمياه، يتلقى اللاجئون حالياً 6 لترات من المياه للشخص الواحد يومياً.