العراق: مشاكل الصحة النفسية تظهر بين أوساط الأشخاص الفارّين من شمال شرق سوريا

msf290051high.jpg
تمرير
30 أكتوبر 2019
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
العراق
شارك
طباعة:

بدأت مشاكل الصحة النفسية تظهر بين أوساط الأشخاص الذين يصلون إلى العراق من شمال شرق سوريا.

وافتتحت فرق منظّمة أطباء بلا حدود مؤخراً مركزاً للرعاية الصحية في مخيم بردرش. وفي هذا السياق، يقول مدير أنشطة الصحة النفسية في مشروع أطباء بلا حدود في المخيم برونو برادال، "حوالى 50 في المائة من الأشخاص الذين عايناهم في إطار تقييمنا للصحة النفسية في المخيم كانوا يُظهرون أعراض مرتبطة بالاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى أعراض جسدية غير مبرّرة طبيّاً مثل تصلّب العضلات والصداع وآلام الظهر".

ويستضيف مخيم بردرش حالياً 11,000 شخصٍ قادمين من سوريا وبلغ سعته القصوى، علمًا أنّ مزيدًا من الناس يستمرون بالوصول إليه.

في هذا المخيم، يتنقل فريق تابع للمنظّمة من خيمة إلى أخرى لمقابلة الناس والتحدّث إليهم بغية تحديد الأشخاص الأكثر حاجة إلى الدعم النفسي وإحالتهم إلى مركز الرعاية الصحية الجديد. وفي بعض الحالات، قدّمت الفرق الإسعافات الأولية النفسية إلى بعض الحالات الصعبة.

ومن جهته، يقول صالح، عامل بناء من القامشلي، "سقطت قذيفة على مقربة من أحد جيراني وأُصيب نتيجةً لذلك". ويُتابع قائلاً، "طلب مني أن آخذ ابنه الذي يعاني من إعاقة وأن أعتني به. هو الآن معي برفقة أولادي".

ويُردف صالح قائلاً، "لم تعد الظروف آمنة في سوريا. لا أنام ولا آكل جيدًا. أشعر بالخوف ولا أريد العودة أدراجي. أريد أن أنام من دون سماع صوت الطلقات النارية والانفجارات ومن دون الخوف من أن يضرب صاروخ منزلي".

وقابل العاملون في مجال الصحة النفسية أشخاصًا تراودهم الأفكار الانتحارية، بالإضافة إلى أشخاص يُظهرون الأعراض المبكرة لاضطرابات ما بعد الصدمة. وتعمل فرق أطباء بلا حدود أيضاً على تعزيز سرعة التكيّف من خلال تزويد السكان بالنصائح حول كيفية الاعتناء بأنفسهم وبغيرهم وكيفية التعامل مع الضغوطات النفسية.

msf289612high.jpg

ويقول برادال، "أبدى الناس قلقهم بشأن المستقبل وهم يشعرون باليأس ويشغلهم التفكير في الأمور التي أُجبروا على تركها خلفهم مثل منازلهم وأعمالهم وأفراد عائلاتهم وأحبّائهم". ويُضيف قائلاً، "على الرغم من أنه من الشائع رؤية هذه الأعراض نتيجة ما مر به هؤلاء الناس، إلا أنّ ذلك لا يعني أنهم ليسوا بحاجةٍ إلى دعم نفسي فوري".

ويُخبر معظم الناس أنهم قدموا من مدينتَي رأس العين والقامشلي – على بُعد 220 و110 كلم تباعاً عن الحدود العراقية - وبدأ عدد قليل يذكر مدينة الحسكة. وبعض الأشخاص الذين تحدّثت إليهم فرقنا حاول المكوث في موقع واحد آخر على الأقل داخل شمال شرق سوريا قبل اتّخاذ قرار عبور الحدود إلى العراق.

وأبلغ كثيرون أنهم تركوا أشخاص آخرين وراءهم، إمّا لأنه كان لديهم فرد مريض من عائلتهم أو لأنهم لم يجدوا الوقت المناسب للرحيل، من بين جملة قيود أخرى.

يضيف صالح، "ما زالت اثنتان من بناتي في سوريا. طلبتا مني الرحيل وأخبرتاني بأنهما ستلحقان بي قريباً برفقة عائلتَيهما". ويُتابع قائلاً، "لم أتواصل معهما منذ 10 أيّام ولا أعرف إذا غادرتا أو بعد أو ما حصل لهما".

علاوةً على خدمات الصحة النفسية، يُقدّم مركز الرعاية الصحية الجديد التابع لأطباء بلا حدود الخدمات الصحية إلى رجال ونساء وأطفال كُثر في المخيّم يُعانون من التهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل سيلان الأنف والزكام والسعال، والناجمة بشكل رئيسي عن الليالي الباردة التي يقضونها في الخيم. ويقدّم العلاج أيضاً للأشخاص الذين يُعانون من الأمراض المزمنة والتي تشمل السكري والربو، بالإضافة إلى بعض الأشخاص المصابين بالإسهال المائي.

تواصل أطباء بلا حدود في الوقت نفسه الأنشطة التي بدأت بها قبل أسبوع على طول الحدود السورية في مخيمَي الوليد وسهيلة للاجئين حيث تُقدّم العيادات المتنقلة الرعاية الصحية الأساسية وترصد حالات سوء التغذية في الموقعَين.