تمرير

تخفيف وصمة العار أمر لا بد منه لمساعدة النازحين في السليمانية على التعافي من الصدمة

10 يناير 2018
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
العراق
شارك
طباعة:

10 يناير/كانون الثاني 2018- إن إزالة وصمة العار المرتبطة برعاية الصحة النفسية هو أمر لا بد منه لمساعدة النازحين في منطقة السليمانية على التعافي مما عايشوه من عنف على مدى عقود، وفق ما صرحت به اليوم منظمة أطباء بلا حدود.

وتقول كارلا بويمانس رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في العراق:

"بدأت أطباء بلا حدود العمل في السليمانية في عام 2015 تزامناً مع تدفق أعداد كبيرة من النازحين فراراً من العنف في بلداتهم ومدنهم ولجوئهم إلى المنطقة".
"توصَّلنا إلى أن الصحة النفسية هي من الحاجات الرئيسية للنازحين، وذلك أن الكثير من النازحين شهدوا أو تعرضوا لأحداث عنف وهم بحاجة للدعم. وقد لمسنا أيضاً وجود وصمة عار مرتبطة برعاية الصحة النفسية، الأمر الذي جعل الكثيرين يستشعرون الحرج من طلب المساعدة".
"إحدى النساء اللاتي حصلن على خدماتنا قالت أنها في البداية كانت تخشى من المجيء إلينا لأن جارتها ستقول عنها أنها مجنونة. لقد حاولت أطباء بلا حدود أن تخفف من وصمة العار من خلال زيارة النازحين في خيامهم وتنظيم جلسات توعية لتثقيف الأهالي حول مشاكل الصحة النفسية وأهمية الحصول على العلاج".
"وبالرغم من أن بعض الناس كانوا ما يزالون متحفظين تجاه الحصول على العلاج فقد رأينا تغيراً في المواقف. وقد سمح لنا هذا الأمر تقديم العلاج عالي الجودة لمحتاجيه من خلال الاستشارات الفردية أو الجلسات الجماعية والأسرية".

نوار* هي واحدة من الكثير من النازحين الذين كانوا بحاجة إلى الدعم عندما جاءت إلى مخيم أشتي الواقع على أطراف السليمانية.

وتقول نوار:

"لقد فقدنا كل شيء بسبب الحرب. وعندما غادرنا بيتنا شعرنا بالمهانة. في المخيم تم استقبالنا بشكل حسن ونحن مرتاحون فيه. لكن أحداً منا لا يستطيع أن يقول أنه سعيد، لأننا نعيش بعيداً عن الأشجار التي غرسناها والنحل الذي ربيناه".
"كنت مكتئبة وحزينة لأنني كنت أفتقد أقاربي وبالأخص أبناء وبنات أعمامي وأخوالي. وقد قُتل ثلاثة من أبناء أعمامي. كنت أراجع أطباء بلا حدود عدة مرات في الأسبوع وقد شرحت للأخصائي النفسي عن المشاكل التي أعاني منها".

عملت منظمة أطباء بلا حدود في السليمانية على مدى العامين الماضيين. في البداية كانت المنظمة تقدم خدمات الماء والصرف الصحي في مخيم عربت للنازحين، ثم وسَّعت المشروع ليشمل خدمات الصحة النفسية في مخيم أشتي، ودعم مستشفى طوارئ السليمانية.

وتضيف بويمانس:

"عندما قيَّمنا احتياجات الرعاية الصحية في منطقة السليمانية تبين لنا أن المستشفى الوحيد الذي يعالج الإصابات البالغة في السليمانية كان يواجه صعوبة في التعامل مع الزيادة الكبيرة في أعداد النازحين الذين يقصدونه. وكان المستشفى يستقبل يومياً 800 مريض بينما كان يستقبل في السابق 400 مريض في اليوم".


وتتابع بويمانس القول:

"في مستشفى طوارئ السليمانية كان تركيزنا على بناء قدرات الطاقم ورفع سوية المستشفى ليصبح بمستوى المعايير العالمية. قمنا أيضاً بترميم وتجديد قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة بالكامل، ويمكن الآن ملاحظة اختلاف كبير في المرافق".

أنهت أطباء بلا حدود مشروعها في السليمانية في نهاية نوفمبر 2017. تناقص عدد الأسر في المخيم إلى نحو 2500 أسرة حيث عاد الكثيرون إلى بيوتهم. وقد عملت أطباء بلا حدود مع إدارة المخيم عن كثب لتسليم أنشطة الصحة النفسية لمنظمات محلية ستواصل العمل في المخيم. وقد أكملت أطباء بلا حدود أهداف المشروع في المستشفى والتي تمثلت بتدريب الكادر وتحديث غرفة الطوارئ ووحدة العناية المركزة.

تعمل أطباء بلا حدود في أنحاء العراق في محافظات أربيل وديالى ونينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وبغداد. ومازالت أطباء بلا حدود ملتزمة بتقييم الوضع في مناطق أخرى في العراق وستقوم بإنشاء مشاريع جديدة حيثما تكون الاحتياجات شديدة.

تقدم أطباء بلا حدود الرعاية الطبية المحايدة غير المتحيزة بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو التوجه السياسي. ولضمان استقلاليتها لا تقبل منظمة أطباء بلا حدود تمويلاً من أي حكومة أو هيئة دولية لبرامجها في العراق، بل تعتمد فقط على التبرعات القادمة من عامة الناس حول العالم للقيام بعملها.

* تم تغيير الاسم لغرض الخصوصية.