تمرير
3 مايو 2017
شارك
طباعة:

afghanistan_map_2015.jpg

شهد الثالث من أكتوبر/تشرين الأول تعرّض مستشفى الإصابات البالغة التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في قندوز إلى هجماتٍ جويّةٍ أدّت إلى تدميره ومقتل 42 شخصاً، هم 14 فرداً من طاقم المنظمة، و24 مريضاً وأربعة من مرافقيهم.

لم تتّخذ منظمة أطباء بلا حدود قراراً نهائياً باستئناف الأنشطة الطبية في قندوز حتى لحظة إصدار هذا التقرير، وهي ما تزال في إطار عملية التحليل وفهم ملابسات الهجوم. وتريد المنظمة موافقةً صريحةً لا لبس فيها من قبل جميع أطراف النزاع، بمن فيهم السلطات الأفغانية والجيش الأمريكي، بعدم القيام بأيّ تدخّل عسكري أو استخدام القوة ضد مرافق منظمة أطباء بلا حدود، أو طواقمها أو مرضاها أو الآليات التي تستخدمها. وبناءً على ذلك، يستطيع طاقم المنظمة تقديم الرعاية الصحية في جوٍّ آمن وفق معيارٍ وحيد هو الحاجة الطبية، دون أيّ تمييز أو اعتبار لانتماءات المرضى السياسية أو الدينية أو العسكرية.

[[Country-Facts]]

افتتحت المنظمة مستشفى قندوز في أغسطس/آب عام 2011 لتوفير الرعاية الجراحية المجانية عالية الجودة لضحايا الإصابات البالغة العامة كحوادث السير، إضافةً إلى مصابي النزاع. وكان مستشفى قندوز المرفق الوحيد من نوعه على امتداد شمال شرق أفغانستان، وتديره منظمة أطباء بلا حدود بشكلٍ منفرد، وكان يحتوي على 84 سريراً، وغرفة طوارئ، ووحدة رعاية مركّزة، وثلاثة قاعات عمليات، وقسمٍ للمرضى الداخليين والخارجيين (مع أجنحة جراحية منفصلة للذكور والإناث)، وقسمٍ للعلاج الطبيعي، ومختبر، وقسمٍ للتصوير الشعاعي وصيدلية. كما كان المستشفى يقدّم خدمات الرعاية الصحية النفسية وأنشطة تعزيز الصحة. ولم تقتصر خدمات المستشفى على سكان إقليم قندوز، بل كان يعالج سكان الأقاليم المجاورة مثل باداخستان، وتاخار، وباغلان وسامنغان. كما وصلت القدرة الاستيعابية للمستشفى إلى 92 سريراً بحلول سبتمبر/أيلول 2015، وذلك قبيل قصفه بفترة وجيرة.

استقبل المستشفى أكثر من 2,400 مريض بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب، وكان معظم المرضى (88 في المئة) من مصابي حوادث السير أو الحوادث المنزلية، أما النسبة الباقية (12 في المئة)، فكانوا من مصابي التفجيرات والأعيرة النارية أو القذائف. كما قدّم فريق المنظمة في الفترة نفسها 18,088 استشارة خارجية وأجرى 4,667 تدخلاً جراحياً، من ضمنها الجراحة التقويمية التي تضمنت أساليب التثبيت الداخلية لإصلاح العظام المتضررة.

وشهد مستشفى قندوز تدفّقاً كثيفاً للمصابين عقب الاشتباكات العنيفة التي شهدها الإقليم في مايو/أيار ويونيو/حزيران. وفي الأسابيع الثلاثة التي تلت إعلان بدء “موسم القتال” السنوي، عالج الطاقم الطبي 204 مرضى من جرحى الحرب، كان من بينهم 51 مصاباً من النساء والأطفال. وفي يونيو/حزيران افتتحت المنظمة عيادةً متقدّمة لمتابعة استقرار المرضى في جهاردرة التي تبعد 15 كيلومتراً عن مدينة قندوز، حيث كان الناس يعيشون في منطقة يصعب عليهم فيها الوصول إلى مركز الإصابات البالغة بسبب المعارك والحواجز ونقاط التفتيش. لذلك قام طاقم التمريض برعاية الجرحى وإحالتهم إلى مركز قندوز للإصابات البالغة للحصول على الرعاية المتقدمة. ومع تدمير المستشفى، اقتصرت خدمات طاقم التمريض على تقديم الرعاية الأساسية الأكثر إلحاحاً في جهاردرة.

وفي الأول من يوليو/تموز، دخلت مجموعة من القوات الأفغانية الخاصة المدجّجة بالسلاح إلى مجمع مستشفى قندوز، وقام أفرادها بالاعتداء على طاقم المنظمة جسدياً وتهديدهم، ثم اعتقلوا ثلاثة من المرضى. ولكنهم أطلقوا سراح المعتقلين وغادروا المستشفى بعد ساعة واحدة. وكانت المنظمة قد أدانت هذا الحادث باعتباره خرقاً غير مقبول للقانون الإنساني الدولي، الذي ينصّ على حماية الخدمات الطبية من الاعتداء.

msf149177_mediumtxt.jpg

تقييم إصابة قدم فتاة صغيرة من قبل طاقم أطباء بلا حدود في مركز الإصابات البالغة في قندوز. وقد تعرّض هذا المرفق للتدمير بغاراتٍ جويّة بعد ستّة أشهر، مما أدّى إلى حرمان أكثر من مليون شخص من الحصول على الرعاية الجراحية العالية الجودة.

مستشفى أحمد شاه بابا في كابول

تركّز منظمة أطباء بلا حدود في دعمها مستشفى أحمد شاه بابا شرق كابول على تحديث المرفق لكي يستطيع تلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان المنطقة، حيث زادت عدد الأسرّة إلى 58 سريراً، وقدّمت مجموعةً متنوعة من الخدمات المجانية عالية الجودة، مع التركيز على الرعاية التوليدية والطارئة. وعملت المنظمة مع وزارة الصحة لضمان توفير علاج سوء التغذية، ورعاية الأطفال، وخدمات التخطيط العائلي، وأنشطة تعزيز الصحة والتلقيح. كما تدعم المنظمة قسم التصوير الشعاعي والمختبر في برنامج وزارة الصحة لعلاج داء السلّ، وتقدّم بالشراكة مع المنظمة الاجتماعية النفسية الدولية خدمة الاستشارات الصحية النفسية والاجتماعية النفسية. وتعتبر وحدة الأمومة من أكثر أقسام المستشفى نشاطاً، لأنها تقدّم الرعاية التوليدية عالية الجودة في المنطقة، وهو ما يتماشى مع ازدياد عدد السكان. وكانت الوحدة تساعد في إجراء 1,400 عملية ولادة كمعدّلٍ شهري، كما قدّمت 16,654 استشارة سابقة للولادة على مدار العام.

واستمرّت منظمة أطباء بلا حدود في إدارة العيادات المتنقلة في المناطق الأكثر بعداً في ضواحي كابول الشرقية، لزيادة توفير الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية للأطفال دون سنّ الخامسة، وإحالة المصابين بأمراض شديدة إلى مستشفى أحمد شاه بابا. وشهد عام 2015 تطعيم أكثر من 5,370 امرأة حاملاً، وتم فحص 6,721 طفلاً دون سنّ الخامسة للكشف عن سوء التغذية.

مستشفى داشت بارجي في كابول

استمرّت منظمة أطباء بلا حدود بإدارة قسم الأمومة في مستشفى داشت بارجي المخصّص للولادات المستعصية، والخدمات التوليدية الطارئة ورعاية المواليد الجدد. وتشير التقديرات إلى نموّ السكان في هذا الحي بمعدّل عشرة أضعاف خلال العقد الأخير، ولا تستطيع الخدمات الصحية المحدودة في المنطقة أن تواكب هذا الانفجار السكاني، ولا يوجد في هذا الحي اليوم سوى مستشفى داشت بارجي وثلاثة مراكز صحية صغيرة ملحقة تقدم الرعاية الصحية للسكان.

وتعمل وحدة الأمومة التي افتتحت في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 على مدار الساعة وتقدّم الرعاية الطبية المجانية. وشهدت السنة الأولى لافتتاح الوحدة إجراء 10,727 عملية ولادة، و558 عملية قيصرية، كما تمّ إدخال 1,303 رضيع إلى وحدة المواليد الجدد بسبب المضاعفات التي يعانون منها مثل نقص سكر الدم. ومع نهاية العام، كان جناح الأمومة يستقبل قرابة 300 امرأة أسبوعياً، إضافةً إلى 40 عملية ولادة يومياً.

مستشفى الأمومة في خوست

تعتبر أفغانستان واحدةً من أخطر المناطق في العالم بالنسبة للولادة، وذلك بسبب المعدّل المرتفع للنساء اللاتي يفقدن حياتهن أثناء الحمل أو المخاض. ويهدف مستشفى الأمومة التخصّصي في خوست إلى تقليل نسبة وفيات الأمهات في الإقليم عبر تقديم الرعاية المجانية عالية الجودة للأمهات والمواليد الجدد. كما تعاني أغلب النساء في المناطق الريفية البعيدة عن المدن الكبيرة من نقص الرعاية التوليدية الملائمة، والتي تصبح شبه معدومة في مناطق مثل خوست نظراً لمحدودية أعداد القابلات والطبيبات.

وأجرى مستشفى الأمومة التابع للمنظمة في خوست ثلث الولادات تقريباً في الإقليم عام 2015، وفي ديسمبر/كانون الأول، سجّل عدد الولادات رقماً قياسياً بإجراء 58 عملية توليد يومياً، و1,733 ولادة بشكل إجمالي. وبالإضافة إلى جناح الأمومة، يضمّ المستشفى قاعتي عمليات، ووحدةً للمواليد الجدد وعيادة صحية تخصّصية للنساء. كما توفّر المنظمة لقاحات المواليد الجدد، وأنشطة التخطيط العائلي وتعزيز الصحة.

وتعمل المنظمة على تحسين نظام الإحالة إلى مستشفى وزارة الصحة بهدف التركيز على رعاية النساء اللاتي يواجهن ولاداتٍ مستعصية قد تودي بحياتهنّ، وعلاج الأعداد الكبيرة من المرضى، حيث يقوم الطاقم بإحالة المريضات اللاتي تخلصن من المضاعفات إلى المستشفى الإقليمي عندما يبلغ مستشفى الأمومة طاقته الاستيعابية القصوى.

msf164759_mediumtext.jpg

إحدى الأمّهات تحاول جاهدةً إرضاع صغيرتها بشكل طبيعي باستخدام حقنة الرضاعة في مركز الأمومة التخصّصي الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى مقاطعة داشت بارجي العام غرب كابول.

مستشفى بوست في لشكر كاه، إقليم هلمند

كانت الكثير من المناطق المحيطة بمدينة لشكر كاه مسرحاً للقتال في عام 2015، ولكن مستشفى بوست التابع لمنظمة أطباء بلا حدود استمرّ في العمل في عاصمة الإقليم كالمعتاد. وكانت منظمة أطباء بلا حدود تدعم في السنوات الستّ السابقة مستشفى بوست الذي يعتبر واحداً من ثلاثة مستشفيات إحالة في عموم جنوب أفغانستان. وبدأت المنظمة عام 2015 إعادة التأهيل الشامل لمبنى المستشفى، حيث تمّ تركيب نظام تدفئة مركزية، إضافة إلى طلاء الجدران الداخلية وترميمها لزيادة الحماية من التلوّث. كما تمّ بناء جناحٍ جديد للأمومة بسعة 54 سريراً، ووحدة رعاية مركّزة للمواليد الجدد بسعة 24 سريراً، ووحدة رعاية مركّزة للأطفال بسعة 10 أسرّة. وشهد المستشفى إجراء 12,721 عملية ولادة خلال عام 2015.

وتدعم منظمة أطباء بلا حدود المستشفى في أقسام الجراحة والصيدلية وغرفة الطوارئ، كما بدأت في منتصف عام 2015 بدعم أنشطة التشخيص والمتابعة لمرضى السلّ، والذي يشكلّ هاجساً صحياً رئيسياً ولكنّه ما زال مهملاً، حيث بدأ 181 مريضاً علاج الخط الأول بمضادات هذا المرض. ومع نهاية العام، قام فريق متخصّص بجراحة الحروق في المنظمة بتدريب طاقم المسشتفى لتحسين علاج الأعداد الكبيرة من مصابي الحروق الذين يتوافدون إلى المستشفى.

وما يزال سوء التغذية من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال في المنطقة، حيث عالج مركز التغذية العلاجية المركّزة في المستشفى 2,281 طفلاً هذا العام، وكان العديد منهم مصاباً بسوء التغذية الشديد.

366,200
استشارة خارجية
55,800
ولادة
8,100
عملية جراحية